| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محسن راضي الدراجي

 

 

 

الثلاثاء 18/5/ 2010



اخي والمقابر الجماعية

محسن راضي الدراجي

المقابر الجماعية, تلك الجملة, كنت اعتقد انها حلم, او جملة عابرة, شاذة دخلت على القاموس العراقي, لكي تغير من عقليتنا العربية, كنا نسمع, ونقراء هذه الجملة, ولكن عقولنا, ومفاهمينا وتربيتنا تحاول ان تبعد ها عن دائرة القتل الجماعي او التهك الجماعي, او الدفن الجماعي, او الابادة الجماعية, كنا نلاحظ الجموع الشبابية, يقطف ثمارها الطاغية الواحدة تلو الاخر, وهناك الغطاء الاعلامي في كل دول العالم, وفي المحيط العربي, هناك تشويش وغطاء كبير على الجرائم والقتل والغدر والخيانة والابادة في العراق, هناك شعراء وكتاب كبار, غطوا على هذه والاسباب هي كابونان النفط, وهناك دول كبيرة, دخلت في التغطية, وقد لعبة دول الجوار وتحديد الخليجية في مساعدة هذه الطاغية, بل دفعت ثمن ارواحنا, وأكفانا, والمقابر الجماعية, هي جملة, فعلها ستالين, وفعلها, هتلر وطبقها المجرم الطاغية صدام, في العراق, وقد غطى مساحة العراق جميعا في المقابر الجماعية ولكن السوال هو هل ندفن هذه المقابر الجماعية, ونضيفها مع ( المصالحة الوطنية..) او تحت ( عفا الله عما سلف..) رغم ان الزعيم الخالد عبد الكريم قالها, لانها تخصه تحديدا, وهو نجا من هذه الغدرو الخيانة البعثية, لذلك اطلقها لكي يضرب مثلا في التسامح, ولكن نحن, كيف نسامح حزب طاغية مجرم مايزال يدعم ويدفع ويندد ويوعد ويساعد على قتل الابرياء؟, كيف نسامح حزب لايؤمن بالاخرين ولا في حرية وفكر الاخرين؟ كيف نسامح حزب لا يؤمن الا بالفكر الواحد والحزب الوحد؟ فلو قلنا ( الفات مات..) هل يعترف هذا الحزب المجرم في حروبه ويدفع هذه التعويضات لهذه الدول ولهذا الشعب, هل يعترف بانه قتل الابرياء ظلما, اذن علينا ان لانسى هذا اليوم العظيم, يوم 16, 5, 2010 الذي راح فيه الملايين, وليس الالاف, راح فيه خير شبابنا, راح فيه الطاقات العراقية الشبابية التي لو كتب لها الحياة, لشكلت طاقات هائلة, ماذا نقول في هذا اليوم, هل نبكي,؟ هل نسجل حكاية لهذا اليوم, هل نهمل هذا اليوم, ونذكره كما نتذكر, عيد, او مناسبة وطنية, ماذا نفعل في هذا اليوم, ومن قال لايتكرر هذا اليوم, وياتي طاغية ويبرر افعاله وجرائمه مثلما فعلها الطاغية وبرر قتله وجرائمه, كيف نوقف هذا النزيف, لاتقل لي هناك دستور, فاليوم الدستور محرف, والدليل, المجموعة التي اجتثتها هيئة المسائلة والعدالة, لم يعترف احد بها, اذن الدستور حمال وجهين, وتفسيرين, وحسب رغبة البعثية, لذلك مساءلة المقابر الجماعية, يجب ان نحسب لها الف حساب, لانها تمثل مرحلة مهمة, وخطرة, وعلينا ان نوفر لها مثلما قال, الدكتور الوطني الشجاع, طالب الرماحي وخلاف ذلك سوف نعيد الاسطوانة, ونهمل تراثنا, وتاريخنا,و حياتنا, لان اخوتنا, في هذه المقابر الجماعية ولي اخي واولاد عمي من الحزب الشيوعي,( عبد الحسين راضي الدراجي وجبارطعمة الدراجي ورسول طعمة الدراجي, و خيون حسون الدراجي..) وغيرهم الكثير من الحزب الشيوعي الذين فقدوا في ليلة 16/5/ 1980, واخوة اخي الفنان التشكيلي والاعلامي وصديق الطفولة فهد علوان الصكر الاربعة,من الاحزاب الاسلامية وهذا يعني بداية المقابر الجماعية, ونهايتها بعد سقوط المجرم الطاغية في 9, 4’ 2003 وهذا التاريخ يشكل قفزة تاريخية, في تغير وتحول العراق, رغم ان هذه القوات غيرت من ضميرها, وصارت بدل من محررة اصبحت محتلة, ولهذا اعطت حجة لهولاء بان يشكلون خط الارهاب والقتل ضدها وضد الشعب العراقي لذلك ان يوم المقابر الجماعية, يجب ان يكون درسا في المدارس والجامعات, ويكون منهجا, ضمن مادة حقوق الانسان,او مادة التاريخ, ويعرف في طبيعة التعامل مع هذا الملف المهم, وبطريقة علمية حضارية وانسانية, ويدخل فيها التحليل والجنائية, والقانونية, والصحية والانسانية والاخلاقية والتربية الدينية, ويجب ان تشكل لجنة دائمة, ودائرة, لها علاقات مع العالم المتحضر, وانا واثق من كفاءة الدكتور الدؤوب طالب الرماحي وتوسعة ومعرفته, وهو قادر في ادارة هذا الملف المهم جدا, وتحية الى ارواح شهداء المقابر الجماعية, الى هذه الروح الطاهرة, اقبل ترابكم, وعيونكم, واشم عطركم, واقول لكم الجنة ايها العظماء, ولكم الوطن بكل مساحته, ولكم الذكرى الدائمة في قلوبنا وعقولنا..
 

 

free web counter

 

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس