| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. مهند البراك

 

 

 

 

الأحد 8 / 7 / 2007

 


 

من اجل انجاح جبهة المعتدلين !
 

د. مهند البراك

بعد ان وصلت الحالة العراقية درجة من المأساوية عجزت الدوائر المتخصصة والمنظمات والقوى العراقية والأقليمية والدولية عن تحديدها بوصف من عهودها ومواثيقها، بل وصارت تقارب حد الكفر وفق كل الكتب المقدسة، في صيف العراق اللاهب اليوم . وبعد ان صارت الوزارة تهتز يومياً بفضيحة اقوى من سابقتها، سواء كانت فساداً ادارياً، اختلاساً، تزويراً او ارهاباً بعد ان استمر البرلمان بالأهتزاز لنفس الأسباب . .
وفي حالة تسجّل استمرار ابتعاد الناس عن السياسة، بانغمارهم في حماية ارواحهم واعراضهم وممتلكاتهم، واستمرار محاولات اوساط واسعة للهروب من البلاد، في مواجهة اوساط هاجرت وتعود مضطرة لنفاذ آخر امكانات استمرار بقائها خارج البلاد وخاصة في دول الجوار .
وتسجّل محاولة ابتعاد الناس عن صراعات دموية تسعى لحل قضايا عفى عنها الزمان لاتجد لها دوراً او مكاناً فيها . . صراعات تلعب فيها القاعدة والوهابيون من جهة وجيش المهدي والجيش الأسلامي ادوار من نوع، وتلعب فيها القوات غير العراقية المتنوعة، والمتنوعة الأهداف والمرامي في صراعاتها على ارض العراق، ادواراً من نوع آخر .
تشكّل الدعوة والسير في تحقيق جبهة المعتدلين، افقاً معقولاً قابلاً للتحقيق وللسير على سكة تحاول تحقيق درجة هامة من امن واستقرار، رغم وعورة طريقها . . على ان لاتقتصر على التحالف الكوردستاني، وعلى قائمة الأئتلاف التي تبحث عن طريق لأيقاف التصدّع المستمر فيها.
وفي ظروف تحاول فيها جهات عسكرية ايرانية وعدد من الأميركية . . اقصار ـ او تركها اقصار ـ تلك الجبهة على الطرفين آنفي الذكر لتحقيق نوع من تثبيت مظلة جديدة لأهدافها اللاحقة هي بتقدير خبراء ومراقبين دوليين . . سواء في محاولة الأولى لأنتزاع اعتراف بشرعية دورها في البلاد، او في محاولة الثانية لتحقيق نوع من استقرار متفاعل مع الجوار، يؤمن لها تحقيق مكاسب ويؤمن لها انسحاباً يحفظ ماء الوجه . . بتقديرها .
وتؤكد اوسع الأوساط على ضرورة ان لاتكون " جبهة المعتدلين " باقتصارها ذلك محوراً لن يؤدي الاّ الى مزيد من التمزّق والأقتتال الطائفي والمعقّد الأشكال . . بل ان تكون مفتوحة لتضم جميع القوى الفاعلة في البلاد وفق الأصول البرلمانية وبعد اقرار التعديلات الدستورية . . لتشكّل كتل حكم وكتل معارضة لاتخرج عن الأسس الدستورية الأساسية، برفض الأحتكام الى العنف في حل المعضلات .
" جبهة معتدلين " تعتمد الموقف السياسي والبرامج وحلول المشاكل والمعضلات القائمة، بعيداً عن الأنتماء الطائفي والعرقي والديني. وان كان البعض متحمساً لها لأنقاذ اوضاعه لوحده، في وقت يشير العديد فيه الى مشروعية المبادرة، فانهم يؤكدون على لامشروعية لأحتكارها . . والى لامشروعية الى استمرارها بالدعوة الى المحاصصة الطائفية التي تتخلف عن المسيرة وتشكل مقتلها ودمارها شاء المرء ام ابى، وما وصله العراق بها، شاهداً قاسياً مؤلماً ضدها .
ان الآفاق واسعة امام جبهة المعتدلين المفتوحة على كل القوى وخاصة تلك الموجودة في البرلمان منها وكل التي يعزّ عليها العراق وشعبه بكل اطيافه، وخاصة القوى الديمقراطية والعلمانية والمدنية المتنوعة والتكنوقراطية . . التي تدعو الى انهاء واقصاء العنف !
من اجل اعادة تشكيل الوزارة على اساس الكفاءة والنزاهة من الخبر التكنوقراطية ورفض المحاصصة الطائفية، واعتماد رجال ونساء العلم والمعرفة والثقافة من كل الأطياف العراقية، من اجل السير معاً لتحقيق الأمن اولاً، ولتوفير الفرص من اجل الأستقلال الناجز ووحدة البلاد الفدرالية ووقوفها بصلابة امام انواع التحديات الداخلية والأقليمية والدولية !


8 / 7 / 2007