| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. مهند البراك

 

 

 

 

الثلاثاء 8 / 5 / 2007

 


 

الى يوم الأنتصار على الفاشية !


د. مهند البراك

تحتفل البشرية التقدمية في اليوم التاسع من ايار من كل عام بمناسبة يوم الأنتصار على الفاشية، يوم دكّت طلائع القوات السوفيتية عرش الدكتاتورية النازية في الرايشستاغ في برلين، التي انتهت والى الأبد كعاصمة للرايخ الثاث . . ورفعت عليه رايتها الحمراء .
وتقوم في هذا اليوم مختلف الفعاليات والأحزاب والقوى والحركات المعادية للفاشية والحرب والعنصرية والشوفينية ومن اجل السلام، بشتى الفعاليات والمسيرات وزيارة قبور الشهداء والنصب التذكارية المقامة على ارواح شهداء النضال ضد الفاشية من شغيلة اليد والفكر والثقافة والأدب والعلم، ومن مناضلين سياسيين وعسكريين و مقاتلي انصار رجالاً ونساءاً وفي كل انحاء العالم .
وان دلل ذلك الأنتصار العالمي وبسطوع على قدرة الشعوب وبكل قومياتها وفئاتها واديانها وطوائفها على تقويض سياسات الحرب والعدوان ونزعات الأستعلاء القومي لصالح اوسع الجماهير، فأنها دلّت على ان الحركات والأحزاب العمالية والأشتراكية والديمقراطية والشيوعية ونقابات العمال ومنظمات الشباب وكل فعاليات ومنظمات الفئات الكادحة، بأنها الأكثر اخلاصاً في صراعها ضد جشع الرأسمالية وطغيانها وحروبها وكذبها وسرقاتها وزيفها.
وانها الأكثر قدرة على الصمود بوجه المظالم، على اساس برامجها الحية والداعية الى حقوق الأنسان رجالاً ونساءاً، في الحياة والحرية والخبز، وحقه وحق اطفاله بوطن مستقل آمن، وانها الأكثر قدرة على لم صفوف الشغيلة والكادحين على اختلاف قومياتهم واديانهم على طريق العدالة الأجتماعية ومن اجل انهاء استغلال الأنسان لأخيه الأنسان . .
وان سنوات الركود والجمود العقائدي الذي اصاب الأحزاب الحاكمة منها وادى الى انهيار انظمتها، كان خروجاً على مبادئها ونهجها الذي دعى ويدعو الى حيوية المنهج والى تجديد النقد كسلاح فكري لمواجهة البيروقراطية والتحجر والجهل واللاادرية .
لقد اطلق ذلك اليوم كل الطاقات التي عطّلتها الحروب والوحشية وقعقعات السلاح ودويّ القنابل وظلام السجون ومعسكرات العمل والموت، وثبّت قدرة الفكر الديمقراطي والأنساني المادي والأشتراكي على خلق بديل قادر على صياغة حياة افضل بما لايقاس، بالحياة التي اشادتها الفئات الرأسمالية الحربية التي دعت الى الحروب منهجاً والى سياسات " التمدن بالحديد والنار وباغتصاب النساء " . . بل وسارت الأكثر وعياً منها مع الفئات البرجوازية الأكثر تحرراً وانسانية في بناء حضارة اكثر تفتحاً على انقاض ما صنعه دعاة الحروب ووليدهم المسخ الحزب النازي .
لقد فتح ذلك اليوم الباب على مصراعيه للفكر والأدب الأنسانيين، وبدأ بسد الباب امام الأفكار الخيالية اللاواقعية والطوباوية والأفكار التي اججتها دوائر ارباب الأعمال والتي حاولت توظيف الأديان بل وصاغت انواع الخرافات والأكاذيب والبدع وافتعلت واججت الصراعات الأثنية والدينية والطائفية، لحرف النضالات الجادة للطبقات والفئات المسحوقة من اجل حقوقها، وفي محاولة لتوظيفها لصالح شلّ اوسع الأوساط الفقيرة وتضييعها في متاهات لاتنتهي . . لتحقيق اكبر السرقات والصفقات، متسترة بستار التحريم والعنف والأرهاب الديني والطائفي والعرقي والقومي الضيّق .
لقد اطلق سقوط الفاشية (التي لاتقهر) . . المارد الشعبي من قمقمه، صائغاً الأمل على اساس الواقع الذي تحقق بسقوطه، الذي قبيله ـ قبيل السقوط ـ اخذ المسار يدلل من جديد وبشكل اشمل على اهمية تضامن قوى الخير لأنهاء مايتهدد البشرية من مآسي وكوارث.
بل واخذ ذلك المسار يهدد بتحولات شعبية هائلة، الأمر الذي ادىّ الى الأسراع بفتح الجبهة الثانية لحفظ ماء الوجه وللحفاظ على العروش من تغيّرات عمالية عاصفة كانت ستهدد بالأندلاع على انقاض الفاشية التي تسببت بتدمير مدن وحضارات شكّلت عصب الحياة العالمية آنذاك، وبعد ان تسببت بسقوط عشرات الملايين ضحايا لها وللوحشية التي اطلقتها والتي تسببت باخطاء وفوادح في المعسكر المواجه لها ايضاً، دُفعت اثمانها غالياً بعد عقود .


9 / 5 / 2007