| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. مهند البراك

 

 

 

 

السبت 7 / 7 / 2007

 

 


النفط وصناعة الفوضى والقطيع . . !


د. مهند البراك

تتزايد الدلالات لمن لايصدق حتى الآن، وبكل الواقع المؤلم الذي يهدد بمآسي اكبر، على ان هدف الأدارة الأميركية من الحرب لم يكن الاّ النفط . وحيث لايمكن السيطرة بسهولة على بلد نفطي ثري في عالم اليوم . . فانها ولتأمين امنها من النفط، وظّفت وجود نظام دكتاتوري مكروه من شعبه، مفضوح حد اللعنة في العالم . . لتعلن الحرب وتغزو البلاد بشعارات انسجمت مع المزاج الدولي .
وفيما اعتمدت الأوساط العسكرية الأكثر تطرفاً مفهوم " الضربة الصاعقة المفاجئة " و" ضربات
الرعب والتدمير الشامل " لسحق الديكتاتورية الكريهة، التي لم تبالي بتأثيرات الرعب والدمار على الشعب رجالاً ونساءاً واطفالاً من كل الأطياف، بعد ان فاق حدود الحاجة والتصور . .
نشطت طلائع معارضة الدكتاتورية الموجودة في البلاد اثر سقوطها لممارسة دورها الذي وعدت الشعب به و ارتبكت من الخطوط الحمراء التي وضعت امامها منذ الأيام الأول، وامام فرحتها بسقوط الدكتاتورية التي طغت، لم تجد اطرافا هامة منها تفسيرا للكثير مما جرى ـ وعبرت عنه في حينه ـ الاّ انه استمر وازداد تعقيداً، وزادته القاعدة الأرهابية و(المعارضات الاجرامية) والجوار تعقيداً ودماراً، حتى صار الحال وكأنه حال معارك ذئاب تتصارع بينها وهي في صراعها الدامي مع خصمها، التي لايوقفها فيه الا الذئب البني الاكبر القادر على تحطيمها .
ففيما حلت الدولة والجيش، برزت حركة نهب هائلة كما حصلت وتحصل في كل العالم اذا غابت الدولة والقانون ـ وليس لأن شعبنا فاسد! ـ . . لتتضخم هي والفساد والتزوير وكل الاعيب السوق السوداء وكل وفق مهاراته وخبراته، لتسري حتى على اقسام من البدائل الجديدة التي اطلق الفلتان اياديها ايضاً للنهب والسلب، حيث لاقانون وان وجد فلاتوجد قوة تحميه .
وفيما اطلقت فكرة وتفسيرات " الفوضى الخلاقة " لصناعة الأحدث (*) بغياب القانون والمحاسبة . كل الجشع وروح السيطرة والقتل والتعذيب التي عاشها المجتمع، التي كانت طلائعها عشرات آلاف المجرمين العاديين الذين اطلق سراحهم الدكتاتور وعشرات آلاف اخرى من اجهزته التي تدرّبت على التلوّن . . لتبرز تيارات متشابهة الجوهر كالحواسم، ولتبرز شخصيات كابو درع وابو شامة وابو دكة . . اخذت تلعب ادواراً تتزايد في الصراع الجاري في اطار قوى (سياسية، اجتماعية وحكومية) في مقدمتها " جيش المهدي " و " الجيش الأسلامي " ؟!
فانها اطلقت كل الجشع والروح العدوانية التي سببها الضياع بسبب الدكتاتورية ، لتعويض (ما فات) لدى اقسام من البدائل وخاصة من التي خبرت السرقات الكبيرة والأختلاسات والتزوير .. لتظهر بهيئة وزراء ومسؤولين كبار واعضاء برلمان سراّق وقتلة وفاسدين، متأنقين يجيدون اولايجيدون حيل الكلام . حتى صار الصراع لايدور على مصير البلاد وانما على حجم الكومشن وفرق العملة وفنون النصب وزيادة الأرصدة وشراء القصور والمشاريع، ليس في البلاد وانما في اماكن امينة خارجه؟! وصارت القوى والأحزاب والشخصيات الأكثر نزاهة يُنظر اليها وكأنها بلهاء، بلا حول فيضعف موقعها . . وان كان كشف الفاسدين في وسائل الأعلام مكسباً، يقف الكل مذهولاً لماذا لايساقون اذن للمحاكم ولماذا يتم التستّر عليهم من اجهزة القطبين المتصارعين في البلاد : ادارة بوش وحكومة نجاد ؟؟
ويرى محللون وخبراء اجتماعيون فيما يجري، بكونه تطبيق لمفهوم " صناعة القطيع الداخلي " الغير قادر على ايجاد حلول للبلاد، بقدر قدرته على الأنشغال ببعضه وبنهمه واسراعه للموافقة على اي مشروع يطرح وخاصة في النفط مادامه يحقق له وجاهة وزعامة ما اكبر . . والذي تعتمده الأحتكارات النفطية، حتى في مناورتها الأخيرة في مشروع قانون النفط والغاز لتزليق المعنيين في مطب زيادة الفرقة بين العرب والكورد، حجري الزاوية العراقيين الأهم . .
" القطيع " الذي لايبالي بتدمير كل شئ مادامه محط رعاية وتستّر او حماية. . وفق الخطط الستراتيجية الشمولية الأعلى التي لاتتصل بوضوح بالصراع الضاري اليومي في البلاد المؤدي الى الشلل الأجتماعي، والى التشريد المليوني . . الجاري جعله بكل السبل، وكأنه بايدي الأطراف الداخلية وارادتها ومن جيوبها !! في تيار صاخب قد لن يبقي حتى على قيادات القوى والأحزاب القائمة اليوم اذا لم تسارع لتدارك مايمكن تداركه، والاّ فأن الأحتكارات تهئ الأطقم الجديدة الأكثر حيوية وفائدة لوجهتها ؟!
كجزء من تكتيك وستراتيج طبّقته الأوساط الأكثر عسكرية وتطرفاً في مواجهة الشعوب الأكثر وعياً، لتحقيق قوانينها، حين لايستطيع احداً ان يقف امامها لأن لااحداً يعرف ماذا تريد . . وبالمصطلحات الجديدة التي ان عُرف بعضها غابت معاني اكثرها، ليس فقط عن وعي الناس بل وحتى عن وعي اوساط في الحكم يستهزأ بعضها بها، مازال مقعده الوثير مضموناً .... فيما يزداد التحشيد في الشارع بأنتظار ظهور المخلّص !! في خضم محاولات لاتنقطع لتضييع الحدود بين الحق والباطل، في زحمة : الأحتلال، القتال الطائفي، القطعان المدمرة، الجوار المهدد والمنتظر لحصص اكبر . . بعد اكثر من اربع سنوات على سقوط الدكتاتورية !

6 / 7 / 2007

(*) وكأن القضية، قضية اعادة برمجة رابوتات .