| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. مهند البراك

 

 

 

الأثنين 5/4/ 2010



نعم . . لا يمكن تصور مستقبل مشرق للعراق دونه !

د. مهند البراك

تمر هذه الأيام الذكرى السادسة و السبعون على تأسيس الحزب الشيوعي العراقي المناضل، و تتوالى الصور والذكريات والآمال بحزب ناضل و يناضل و قدّم و يقدّم الكثير و الكثير من اجل الحرية و من اجل حياة اسعد للعراقيين رجالاً و نساء . . ليس بشهادة كل القوى الوطنية العراقية فحسب، بل و بنظر كل القوى و المشاريع و البرامج العاملة على قضية العراق.

لأنه لم يعد مشروعاً لنخبة او حزباً تجريبياً ارادوياً . . بقدر ما شكّل و يشكّل ارثاً غنياً يتردد في الفكر و في محاولات التجديد الإجتماعي، لنضال ضارٍ لم يعرف الكلل من اجل خير و عزّ العراق بكل الوان طيفه،  لم تستطع اعتى المخططات على تركيعه و اخراجه من الساحة كما تصوّر منطقها السقيم، فعاد و يعود متجدداً بعد المحن المعروفة التي استهدفت تحطيمه . . بعد ان تركت تضحياته اثاراً لا تمحى في اعماق الروح الحية للبلاد.

و لأنه شكّل تعبيراً و موقفاً ليس سياسياً فقط، بل انسانياً عراقياً اصيلاً لا يمكن اقتلاعه او الغائه بقرار، مادام هناك عنصرية و ظلم و استغلال من انسان لأخيه الإنسان في بلاد النهرين . . و لأنه شكّل امتداداً حيّاً واعداً ، للنضالات الإنسانية الأولى التي دارت في وديانه و جباله .  . منذ ثورة الزنج ضد العبودية، ومروراً بكل الإنتفاضات الفلاحية و الإضرابات العمالية و الطلابية و الوثبات الشعبية في مواجهة الإستعمار، و الرجعية و ما اورثت . .

حتى صار لولب الحركة الديمقراطية و اليسارية العراقية في العراق، في ظروف تأريخية دولية و اقليمية لايمكن نسيانها او الغائها، و صار يُنظر اليه و يُعاين موقفه كبوصلة للحراك الإجتماعي الإقتصادي و الفكري و آفاقها، من قبل اوساط تقدمية واسعة كثيرة التنوّع، في كل منعطف صعب مرّت و تمرّ به البلاد.

و اضافة الى النقد الحريص النزيه الذي يطرح في تقييم مواقفه لأهميتها في حياة البلاد و آفاقها . .

الاّ انه صار يُحمّل باكثر من طاقته برأيي كثيرين، بعد ان صار قسم يكثر من طرّه ايّاه كما تُطرّ الشجرة المثمرة دوماً بلا حدود معقولة، و بلا بدائل و بلا نشاطات . . فإن تحالفْ ، حُسبَ عليه انحرافاً و خروجاً عن المبدأ، و ان لم يتحالف . . حُسب عليه انغلاقاً و غروراً . .

و يأتي ذلك لأسباب كثيرة التنوع افرزتها مسيرته الطويلة المتواصلة و نجاحاته و اخطائه طيلة ستة و سبعين عاماً . . فيما يرى متابعون، انه يأتي لكونه شكّل حلماً مجسداً لعقود حتى لمن لاحلم لديه، و بالتالي و لكل الظروف، ممن ضاع حلمه او لم يستطع اعادة بنائه في زحمةٍ، من جهة . . و ممن يسعى لتغليب حلمه هو، من جهة اخرى  . . او بسبب الآلام التي عاناها و يعانيها من اكتوى بنيران المظالم المتوالية التي ابتلى بها اعضاؤه و مناصروه في ربيع العمر حين واجهوا تحت رايته انظمة القمع الدموية شبه الأسطورية . . من اجل قضية الشعب . 

و فيما يتّفق المفكرون بأن الجديد الواقعي يأتي من اليسار، و في بلادنا من حزبه و مريديه و المتأثرين به . .  يطالبه كثيرون علناً بما يقدر عليه و حتى بأكثر مما يقدر عليه، في وقائع ليست خافية و يطول شرحها، مستندين في ذلك على خطابه و آليات نشاطه . . التي صار قادته يعبّرون اليوم علناً عن انها لا تزال تحتاج الى مزيد من الجهد، اثر اعلان نتائج انتخابات 7 آذار الماضي التي شابها الكثير و الكثير من النواقص و الثغرات رغم مشاركة الملايين . .

و تعبيرهم الصائب بأن " من غير الممكن تصوّر مستقبل للعراق مفتوحاً على آفاق رحبة من دون وجود يسار ديمقراطي قوي يشكّل الحزب الشيوعي ركناً اساسياً في بنائه " . . الأمر الذي يفرح من جهة، و من جهة اخرى يتطلب بتقدير مجربين، اعمال الذهن و الجهد اكثر و تقدير الوقت و العناية بموقوتية المواقف و الأهتمام اكثر بآراء المخلصين لقضيته . . و التدقيق بمعاني الحكمة العميقة " العبرة ليست بالجهود المضنية و انما بمدى سيرها في الإتجاه الصحيح " . . في الظروف العصيبة الكثيرة التقلّب و الأخطار التي لايمكن الاّ ان يحسب دورها وتأثيرها المتنوّع .

تحية للحزب الشيوعي العراقي في يوم ميلاده السادس و السبعين !

 

4/ 4 / 2010
 



 

free web counter