| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. مهند البراك

 

 

 

                                                                                    الثلاثاء 31/5/ 2011



 دولة المؤسسات والتهديد والإسكات !!

د. مهند البراك 

تعمّ اوساط اجتماعية متزايدة موجة كبيرة من القلق، مع اقتراب موعد نهاية المئة يوم التي وعد فيها السيد المالكي لتغيير و اصلاح حكومته السريع على حد تعبير الوعد، اثر المطالبات الجماهيرية السلمية في ساحة التحرير ببغداد و التي عمّت ساحات و ميادين انحاء البلاد، التي جوبهت بالعنف وتسببت بسقوط شهداء حينها رغم شرعيتها الدستورية، و استمرت تتواصل سلمية رغم انواع المضايقات، كما اجمعت وسائل الإعلام .

ففيما تشعر اوساط واسعة استمرار الكواتم و الثغرات الأمنية و المطلبية الجدية التي تعيشها البلاد . . فإنها تنظر بعين القلق الى تصاعد صراعات و احداث لن تزيد الأوضاع الاّ التهاباً و تنذر بما قد لاتحمد عقباه . . من الإستعراض (السلمي) شبه العسكري لـ " جيش المهدي" في مدينة الصدر في بغداد بحماية الأجهزة الحكومية رغم تنديده بالحكومة القائمة . . الدعوة المقامة على "صحيفة المدى" المعروفة بمواقفها الداعية الى التحرر و التقدم الإجتماعي و التمدن، التي اثارت و تثير اوساطاً واسعة تقدمية و مدنية تدعو لإصلاح العملية السياسية على اسس دستورية ديمقراطية . .

ثم اختطاف و انقطاع اخبار اربعة من ناشطي الفعاليات الإحتجاجية السلمية في ساحة التحرير من الطلاب و الشباب الوطنيين من تجمع " شباب شباط " الذين سيقوا بطريقة ماكرة اثارت حتى اوساطاً دولية معتمدة، و بالقوة و الضرب و بالتهديد المباشر بالسلاح . . و توالي قيام الأجهزة الحكومية بمزيد من الإعتقالات التي تطول اعداداً لاتنقطع من ناشطي الطلبة و الشباب، وسط حملة متصاعدة من التخويف و التهديد من عواقب التظاهر، رغم كونها فعاليات يكفلها الدستور. الأمر الذي صار يثير استنكار اوساط شعبية و مدنية واسعة شملت برلمانيين و سياسيين معروفين رجالاً و نساءً و من كتل برلمانية متعددة . .

الى اغتيال المسؤول التنفيذي لهيئة المساءلة و العدالة الفقيد علي اللامي، بالكواتم و في رابعة النهار، الذي يثير تفسيرات و اجتهادات عن ثغرات و نواقص شابت عمل الهيئة لم يكن وحده مسؤولاً عنها . . اضافة الى اثارته استفسارات عديدة و علامات استفهام كبيرة عمّن يقف وراءه و لماذا جرى الآن ؟! و عن آفاق مسيرة العملية السياسية ،. .

و يرى سياسيون . . انه فيما لم تعد تخفى الصعوبات التي تواجهها الدولة و الحكومة و مؤسساتها التي يُنتظر منها دورا مشجعاً و مربياً و خاصة لأوساط الشباب بدلاً عن الكذب و اساليب كم الأفواه، و ان تناقش الإنتقادات و الآراء و المطالبات و الإحتجاجات و تستفيد منها . .
يرى متتبعون للأحداث وبأسف، ان مايجري في الواقع ليس صراعاً على برامج و خطط و انما صراع لايعرف الرحمة على الزعامة بين افراد يسعون لضم اطراف لهم في صراعهم مهما كانت تلك الأطراف متناقضة مادامت من الطائفة المنصورة، و مادامت تقف الى جانبهم في اللحظة القائمة او المحددة و بغض النظر عن برامج كتلهم و وعودها لناخبيها . . بعيداً عن الإهتمام بحياة و مصائر الأوساط الشعبية و الشبابية من كل الوان الطيف القومي و الديني و المذهبي، التي لاتكف عن المطالبة بحقها العادل بالعيش بسلام و أمان . .

و تحذّر اوساط من مخاطر محاولات انقلاب عنفي قد لايحتاج الى وحدات عسكرية نظامية، في ظروف توفّر السلاح و المتدربين و اصحاب المواقع و الدعم و بكثافة . . انقلاب يوظف المحاصصة الطائفية الصمّاء، و اساليب " عفى الله عما سلف " مادامها تحقق للفرد القوة اللازمة للجلوس او المواصلة على كرسي الحكم . . في ظروف اقليمية حبلى بربيع الشرق الأوسط و بجهود متنوعة لإحتوائه و اخرى لمواجهته . . فيما تحاكي و تتصارع و تنتظر احتكارات دولية و اقليمية كبرى، بروز منتصر يحقق سيراً على ايقاعها .

و يرى مراقبون محايدون . . ان بقاء كثير من الملفات الهامة المستجدة سرية و يلفها الغموض . . يشكّل سبباً اساسياً في جعل اوساط كثيرة فاعلة لاتعرف حقائق مايجري و بالتالي فمن الممكن ان تنساق بسبب الآلام و الغضب مما جرى و يجري طيلة ثماني سنوات رغم وجود انجازات تتحقق بدلالة الفارق عن زمان الدكتاتورية، لكونها لاتلبي متطلبات مواجهة الحياة في الظروف الجديدة، و تجعل اوساطاً متزايدة تتساءل . . هل هي عودة الى زمان تكميم الأفواه و القتل ؟ هل هي عودة باصرار الى زمان الدكتاتورية ؟ !

 


30 / 5 / 2011
 


 


 

free web counter