| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. مهند البراك

 

 

 

الثلاثاء 16/2/ 2010



" اتحاد الشعب " كتحالف ديمقراطي ـ يساري !

د. مهند البراك

بدأ موعد الإنتخابات يقترب ، وتزداد الأعمال التحضيرية لها كثافة ، لتضم وتجرّ اوساطاً جديدة وجديدة، فالأنتخابات تشكّل حراكاً وتحريكاً لأوضاع المجتمع، و فرزاً و اعادة اصطفاف لقواه المحرّكة وتحريكاً للفكر وتطويراً وانضاجاً للحركات والقوى الإجتماعية . . سواءأً اريد له ذلك او لم يُرَد. ففي خضم صراعات حول المشاركة او المقاطعة ثم التأجيل . . . تعيد قوى عراقية صياغة رؤيتها ومواقفها و تتحرّك اخرى لمحاولة رأب تصدّعاتها التي افرزتها نتائج و محكّ تجربتها التي مرّت عليها و هي في المسؤولية و مدى مواقف الجماهير منها، فيما تحاول اخرى ان تكون في الصورة او ان تأتي اليها . . لتلبية هموم و مطالب ولو جماهيرها هي على الأقل .
لقد جرت اعادة اصطفاف واضحة اشارت و تشير الى ان السير على هدي المشروع الوطني قد بدأ يفرض نفسه على الساحة للحاجة الماسة اليه، و بدأ ذلك واضحاً اثر نتائج انتخابات المجالس المحلية في العام الماضي، التي بينت ـ رغم ماجرى ـ عجز المشروع الطائفي، و التي ظهرت تأثيراتها في دعوة عدد من قادة الصراع الطائفي الى ( النضال من اجل العلمانية ) !! . الأمر الذي يعني ان الواقع القائم ، اخذ يجبر اصحاب مشروع المحاصصة الطائفية و القائمين عليه . . على ان ينحنوا للمشروع الوطني اللاطائفي، ولو كان ذلك على شكل البحث عن اصطفافات لأغراض انتخابية و اعلانها . . وسط صراعات ليست داخلية وحسب بل واقليمية وعربية و دولية متّصلة بها .
صراعات، جرت و تجري تغذيتها بالتهديد و الوعيد من جهة، و بالأموال الطائلة التي لاينتظر منها الاّ الضغط و التأثير السئ على الأعمال التحضيرية و العملية الأنتخابية و نتائجها ، من جهة اخرى . . في ظروف تعاني العملية الإنتخابية فيها من انعدام وجود قانون للأحزاب ، انعدام قانون كامل ملزم لتنظيم الحملات الأنتخابية و شروط اجرائها ، و انعدام وجود قانون ملزم للمسائلة عن الشفافية و كشف مصادر التمويل .
اضافة الى ركود اوساط كبيرة و شعورها باليأس ثم باللاأبالية لأسباب متعددة، فاضافة لما مرّ ذكره ، فانها تعاني من العنف و الفساد و صعوبات الحياة اليومية، و من انكشاف خللات جديّة في سلوك و تصرّف ممثلين جرى انتخابهم في الدورة السابقة، التي رافقتها الكثير من الممارسات الضّارة والأخطار . . و تعاني من عدم تلبية قوائم و ممثلين آخرين للوعود التي قطعوها حتى امام ناخبيهم هم . . رغم جهود جادة تبذل من آخرين .
ان التحول الملموس المار ذكره اعلاه ، اضافة الى التأثيرات الكبيرة للنتائج الإيجابية الهامة لإنتخابات اقليم كوردستان، على عموم العملية الإنتخابية في البلاد، و افرازاتها التي ادّت الى توسع مبدأ التعددية، و اضافة الى عوامل اخرى . . صارت كلّها تؤدي الى شبه اجماع عدد كبير من المهتمين و المتتبعين، على ان من المتوقع غياب و تبدّل عديد من الوجوه اثر نتائج الإنتخابات . .
الأمر الذي اخذ يدعو الى الحاجة المتزايدة الى قيام تحالف يساري ـ ديمقراطي واسع مؤثر بالعملية السياسية الجارية من اجل : تثبيت الدستور على طريق قيام الدولة الفدرالية الإتحادية و من اجل البدء في تغيير قواعد التنافس و نقله من التنافس على اساس التعددية القائمة على المحاصصة الطائفية الى تنافس على اساس التعددية القائمة على المشروع الوطني و على الإنتماء للهوية الوطنية و الكفاءة . . القادر على انهاء الإحتلال و سحب القوات الأجنبية و من اجل الحد من التدخلات الخارجية، و تحقيق الأمن و السير على طريق السلم و التقدم و الرفاه الإجتماعي .
ان النجاح في الإعلان عن " قائمة اتحاد الشعب " الإنتخابية الذي تحقق بعد جهود كبيرة، يشكّل خطوة هامة على طريق قيام تحالف ديمقراطي ـ يساري واسع . . حيث ابتدأ بتحرّيك و جذب اوساط واسعة من الكادحين و الطلبة نساءً و رجالاً و من عموم الشباب المتطلّع و المبادر الى وضع افضل على عادته . . و ابتدأوا في التنسيق و التفاعل مع كلّ من يتفاعل مذللاً العقبات، و مع كل من يستطيع ان يكسب الثقة ويستجيب ويلبي حاجاتهم و طموحاتهم بوجوده في الساحة ذاتها معهم و بينهم . على اساس رفض الذلّ والخنوع باشكاله و رفض العنف و البطالة، و على اساس تقوية دور المعرفة والعلم اللذين تسعى قوى غاية في التنوّع الى تغييبهما وتحطيمهما بالخرافة والجهل، بالفال والمقدّس، و بضرب الودع . . و ترصد لذلك مشاريع و اموالاً فلكية .
ان النجاح الذي تحققه قائمة " اتحاد الشعب " في الإنتخابات و رغم كل الثغرات المارة الذكر ، اضافة الى دوره الهام في تعزيز دور قوى و شخصيات اليسار و الديمقراطية و التمدن في العملية السياسية سواءً مباشرة على صعيد البرلمان و مؤسسات الحكم او في التحالفات التي تقوم اثر اعلان نتائج الإنتخابات .
فإنه سيترك تأثيراً واضحاً على الصعيد الشعبي و هو الأهم، فإضافة الى تحريكه و شدّه اوساط ديمقراطية و يسارية اوسع للعمل معاً ، فإنه سيؤسس لتمتين و توسيع التحالف الإنتخابي القائم في " اتحاد الشعب " و تحويله الى تحالف ديمقراطي ـ يساري شعبي عريض متعدد الأطياف، تحتاجه و تطمح له كل قوى الخير في البلاد و تفرح له شعوب المنطقة . . و يساهم بفاعلية في الحد من تدخلات دولها في شؤون البلاد .
مستندة في ذلك الى نشاط مرشحيها و ممثليها المتفاني و نزاهتهم ـ بشهادة الناس و بتأكيد مؤسسات الدولة القائمة ـ ، و الى وفائهم بوعودهم ، و الى تمثيلهم الحزب الشيوعي و القوى و الشخصيات الديمقراطية و اليسارية، الذين تشهد لهم عقود طويلة . . بالكفاح و التضحيات الجسيمة بالأرواح و بكل غالٍ و ثمين، رجالاً و نساءً و عوائل و مسنين و اطفال ، ومن ابناء كل الأطياف العراقية القومية والدينية و المذهبية . . من اجل قضية الشعب العراقي العادلة .
من اجل ذلك و غيره . . انتخبوا قائمة " اتحاد الشعب " !
 


16 / 2 / 2010



 

free web counter