موقع الناس     http://al-nnas.com/

ماذا تعني العودة الى فزاعة الخطر الشيوعي ؟

 

د. مهند البراك

الأثنين 15 / 5 / 2006

بينما تعيش البلاد واقعاً مريراً جراّء الأرهاب والبطالة وانقطاع وانعدام التيار الكهربائي، وشيوع القلق بين اوساط واسعة لعدم رؤيتها مؤشراً يلوح بضوء في نهاية النفق . . وتزايد القلق من تزايد احتمالات تحمّل (او تحميل) السيد رئيس الوزراء الجديد، مسؤولية وزارتي الداخلية والدفاع اضافة الى مسؤولياته الكبرى كرئيس وزراء وناطق عن قائمة الأئتلاف الحاكمة والقائد الثاني لحزب الدعوة الأسلامية . . الذي قد يتسبب وفي الظروف القائمة الآن بخلق دكتاتورية جديدة، شاء المرء ام ابى .
تفاجأت وقلقت اوساط واسعة من تصريحات هامة لأبرز وجوه البرلمان العراقي التي اضافة الى تعبيره فيها عن الواقع العراقي المؤلم وسبل مواجهته . . الاّ انه عبّر فيها كما لو ان الحزب الشيوعي العراقي هو سبب الأرهاب في تاريخ العراق، في نبش يرى العديد فيه كونه غير موفق ولاصحيح، وانه جاء في معرض تعبيره عن تضايقه من ملاحظات مشروعة مخلصة قيلت له علنا بضرورة تحسين مفردات خطابه لأنه في موقعه الآن يمثل البديل لنظام دكتاتورية صدام الدموية المنهارة، اضافة الى ضرورة مراعاته الأملاءات التي يفرضها عليه موقعه على حد تعبيره بنفسه.
لتأتي تعبيرات السيد وزير الداخلية المنتهية ولايته لقناة الجزيرة التي خبر العراقيون دورها الذي لم يزد النار الاّ اشتعالاً في البلاد، والتي نعتها ذاته يوماً باشد النعوت . . في محاولة للرد على الأتهامات والأثباتات المثارة على وزارته وعلى سلوك وحداتها منذ قضية ملجأ الجادرية، والتي لم تعلن نتائج التحقيق فيها لحد الآن، وفي محاولة منه للعودة الى منصبه السابق وللرد على المطالبة المتصاعدة بحل الميليشيات المسلّحة.
تلك التعبيرات التي قال فيها انه لاتوجد ميليشيات مسلّحة بعد ان تم حلّ ( الميليشيات الشيوعية)؟!
وكأنما ان الميليشيات الطائفية السيئة الصيت ( المتلبسة لبوس السنة او الشيعة والطوائف منها براء) التي تعبث بأمن وسلامة وحياة المواطنين ليلاً ونهاراً، والتي لاتسير بالبلاد الاّ الى الهاوية في التمزق والقتل والجوع والمخدرات(1) ( لم تكن الاّ ميليشيات شيوعية وانها حلّت)(2) . .
لم تثر تلك التعبيرات الاّ المرارة والسخرية، وتلقي اضواءاً ساطعة على حقيقة سلوك ومدى ابتعاد عدد من المسؤولين الحكوميين البارزين عن واقع الشارع العراقي وهمومه ومعاناة اوسع جماهيره وفئاته الأجتماعية التي تعاني الأمريّن من واقع شكّلوا هم بسلوكهم وانانيتهم وصراعهم على المواقع جزءاً هاماً في تكوينه .
ويتساءل عديدون عما تعني تلك التعابير، هل هي ضحك على عقول الناس من موقع المستكبرام محاولة استغفالهم ؟ ام محاولة للدفاع بتزييف الحقائق ولوي اعناقها، ام محاولة لبعث فزاّعة لم يستطع حتى دكتاتوراً دموياً كصدام من امرارها لأنها لم ولاتستر عورة ! او محاولة لخلط كل الأوراق المنادية بحقوق الشعب ووصمها بالشيوعية، كما تسعى دوائر بوصم كل اختلاف بكونه ارهاب !
اوباللجوء الى اللاواقعية بسبب تكاثر التذمر من الوزارة التي انتهت ولايتها، وبسبب ما يتهدد قائمة الأئتلاف بالتصدع، بتاثير فشل الوزارة السابقة وانفلات المليشيات الطائفية وفي مقدمتها الزرقاوي وفلول صدام من جهة وجيش المهدي من جهة اخرى، والموقف المتفرج الذي يحمل اكثر من معنى للقوى العظمى والأقليمية .
او هي محاولة بائسة لتكريس الطائفية بدل الحياة الحزبية التي طبعت العراق طيلة تاريخه الحديث وبدل المبارات السياسية السليمة وتفعيل دور الجماهير التي كفلها الدستور، من اجل وضع حلول للأرهاب والبطالة وانقطاع وانعدام التيار الكهربائي ووضع حلول للمشاكل المعاشية المتفاقمة وندرة النفط ومشتقاته في بلاد النفط والغاز، ومن اجل انهاء الأحتلال.


1. راجع ملفات امنستي، منظمة مراقبة حقوق الأنسان، تقارير منظمات وبعثات الأمم المتحدة للفترة كانون ثاني / نيسان 2006 .
2. مقابلة فضائية الجزيرة مع السيد جبر صولاغ اوائل ايار 2006 .