| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. مهند البراك

 

 

 

الخميس 14/ 5 / 2009



في رحيل المناضلة المعروفة " أم شوان "

د. مهند البراك

رحلت المناضلة المعروفة " فتحية محمد مصطفى ـ ام شوان " ، بعد حياة حافلة بالعطاء و الحب و التضحية والأمل . . حافلة بالمواقف الصلبة جنباً الى جنب مع الجموع المناضلة و مع رفيق عمرها المناضل المعروف الفقيد " عادل سليم " ، من اجل حياة اسعد لشعبنا العراقي بعربه و كرده وسائر اطيافه رجالاً و نساءً . . مجسدة عالياً روح الأخوة والتضامن العربي الكوردي الأقلياتي ، من اجل حياة حرة سعيدة لأنساننا العراقي . .

عرفها مبكراً اهالي اربيل و عموم الناشطين من اجل غد مشرق افضل ، عرفوها منذ ذاك اختاً و امّاً و رفيقة نضال قاسٍ، في صفوف عوائل المناضلين الأوائل ، كعائلة الحيدري، يونس، الشيخ، الهورماني . . والعشرات من العوائل الكردستانية المناضلة .

عرفوها سواءً في الفعاليات الوطنية و القومية الكوردية في المظاهرات و الأعتصامات ، او في زيارات عوائل السجناء السياسيين و صراعاتها مع رجال الأمن و شرطة السجون، لصد اعتداءاتهم عليها ، وشهدت لها حياة البيشمركة الأنصار و منذ الستينات مواقف و مناقب لا تنسى . . حتى صارت عنواناً اجتماعياً و نسائياً بارزاً ومعلماً ديمقراطياً و يسارياً له حضوره .

لقد عملت الفقيدة في تنظيمات الحزب السرية في ظروف المحن و المخاطر ، و قامت بمختلف المهام التي اوكلت لها والتي اتسمت بالصعوبة و المخاطر، من نقل السلاح والبريد السري ، الى حماية من اوكل لها حمايتهم واخفائهم من المناضلين رجالاً و نساءً في ظروف لا يمكن نسيانها ، مجسدة بالعمل صراحتها و جرأتها التي عُرفت بها .

وقد واجهت الفقيدة بعد حياة قاسية لأرملة مع اطفالها الذين احسنت تربيتهم ، واجهت ظروفاً من صعوبات اخرى، حين شبّ ابناؤها وساروا على ذات الطريق الذي اختارته و التقت فيه برفيق عمرها . . فتعرّضت للملاحقات والتفتيش و المداهمات و اعتقال الأبناء، الى عام 1987 حين سدّت امامها منافذ البقاء في مدينتها " اربيل " ، فالتحقت و ابنائها بقوات أنصار الحزب في منطقة سماقولي ، بالفوج 31 ، بعد ان اطلق سراح ابنها .

و اضافة الى مبادراتها و قيامها بكل ما اوكل لها من اعمال كنصيرة في مقر الفوج ، كانت مع الشهيدة " عائشة حمد امين ـ ام محمد حلاق " عيوناً ساهرة و حريصة على انصار و نصيرات مقر الفوج ، و لعبت الفقيدة " ام شوان " دوراً هاماً في العناية و في دعم و رفع معنويات الأنصار و عنايتها بعوائلهم عند زياراتها لهم ، و بوجودها و حضورها في خندقهم . . و بالدور البارز الذي لعبه ابناها النصيران في نشاط و عمليات الفوج .

احر التعازي لأبنتها و ابنائها و لكل افراد عائلتها و رفيقاتها و رفاقها و محبيها .
ولتبقى ذكراها الطيبة حية في نفوس كل الطيبين !


13 / 5 / 2009
 


 

free web counter