| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ماجد لفته العبيدي

Majid.sha61@hotmail.com

 

 

 

 

الأثنين 9 / 4/ 2007

 


 

أربعة أعوام على سقوط الديكتاتورية واحتلال العراق !؟


ماجد لفته العبيدي

في التاسع من نيسان عام 2003 , رحلت الديكتاتورية الفاشية الى غيره رجعة مخلفة وراءها اكبر الجرائم بحق العراق والعراقيين في تاريخ وادي الرافدين , وتقف في المقدمة منها تسليم العراق إلى المحتلين , والتراجع المخزي للمؤسسة السياسية والعسكرية التي استأسد على الشعب العراقي خلال 35عاما الماضية ,والتي ساقت العراقيين إلى حروبها العبثية , وقتلت الالاف في السجون والانتفاضة الشعبية والأنفال وأسكنتهم المقابر الجماعية و وشردتهم في بقاع الارض ,وأبعدتهم عن أراضيهم الأصلية عبر التهجير ألقسري , ولم تتوقف ماكينة مؤسساتها الأمنية عن التعذيب والقتل المجاني حتى اللحظات الأخيرة للسقوط الدكتاتورية , تلك الديكتاتورية التي لن تتوانى عن استخدام الأسلحة الكيماوية ضد مواطنيها العزل من السلاح, ولم تكتف هذه الزمرة التي تتشدق في الثورية والوطنية والعروبة والإسلام , بهذا القدر وحسب بل هربت أموال العراقيين وثرا وتهم لتستخدمها فيما بعد لدعم الإرهاب والقتل والعنف الطائفي في كافة إرجاء العراق .
ولم تكن جيوش المحتلين أفضل من الديكتاتورية الفاشية ومؤسساتها , فقد عملت هذه الجيوش لخدمة مصالح الاحتكارات المعولمة الوحشية إلى تحطيم الدولة العراقية وخلق فراغ سياسي وامني واقتصادي , تحت شعار الفوضى البناءة التي أرادت بها اعادة تشكيل الدولة العراقية وفق رؤاها الليبرالية الجديدة , فحلت الجيش ودمرت البنى التحتية للدولة العراقية , وشجعت الفوضى في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية واستقدمت المنظمات الإرهابية لتجعل من العراق ميدانا للصراع الرئيسي مع قوى القاعدة ومنظماتها الإرهابية التكفيرية السلفية في المنطقة .
كما أحدثت عبر سياسية التسريح للمؤسسات العسكرية والأمنية والإعلامية وتسريع الخصخصة في ظل البطالة في المجتمع , شرخا عميقا في النسيج الاجتماعي عبر تعميق التمايز الاجتماعي الطائفي وتعزيز المحاصصة الطائفية مستخدمة الإرث الرجعي لسياسية الديكتاتورية خير استخدام في صب الزيت على النار لبقاء قواتها المحتلة لتتحكم في العراق في ظل( قانون القوة توفر الحماية) , ولكن حساب البيدر لم يكن دائما مثل حساب الحقل , فقد تنادت مجموعة من الاحزاب والقوى السياسية إلى المساهمة في العملية السياسية , لالغاء الحكم المباشر للاحتلال ولاستعادة السيادة الوطنية والاستقلال الوطني بالطرق السلمية , وعلى الرغم من اصرار المحتل المتواصل في الاحتفاظ في الملف الأمني والمماطلة في عملية استكمال بناء القوات المسلحة وتقديم المساعدة لاعمار العراق وتبديد ثروات العراق وما رافقها من فضائح الفساد, ورفض تحديد مدة زمنية لجدولة أنسحاب القوات المحتلة من العراق , والاشارات العديدة التي تبين تورط المحتل وجيوشه في انتهاكات حقوق الإنسان والمشاركة في دعم فرق الموت وغيرها من القضايا والملفات الاخرى .
فقد سعت هذه القوى السياسية العراقية على اختلاف اجندتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية خلال الاربع سنوات الماضية إلى التاكيد للمحتلين , بان هناك شركاء عراقيين سياسيين قد ضيعوا الفرصة عليهم للتفرد بمصير العراق واهله , واكدوا على الرغم من صعوبة وتعقيدات الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي على المقاومة السلمية لاستعادة السيادة والاستقلال الوطني وجدولة انسحاب القوات المحتلة , واعادة بناء الدولة العراقية الاتحادية الجديدة .
لقد وضحت افتتاحية طريق الشعب جريدة الحزب الشيوعي العراقي - في الذكرى الرابعة للاحتلال العراق, طبيعة الوضع العراقي الدقيق والمعقد الذي سبق الاحتلال الأمريكي وحلفائه للعراق , فكتبت الجريدة بهذا الصدد مايلي [وعندما بدا واضحا ان الحرب غدت الخيار الأرجح، بفعل المواقف غير المسؤولة من جانب النظام المقبور واستهتاره بمصير الشعب والوطن، وبسبب إصرار الإدارة الأمريكية على اعتماد خيار التدخل العسكري، طرح حزبنا مشروعه لحل ألازمة العميقة التي كانت تعصف بالبلاد. ويقوم هذا المشروع الوطني الديمقراطي على نضال الشعب والقوات المسلحة، ووحدة القوى الوطنية المعارضة ، وتأمين الدعم والإسناد الدوليين الشرعيين ، إلى جانب تفعيل الضغوط الرامية إلى إكراه الدكتاتور على التنحي عن السلطة، وتجنيب البلاد من ثـمّ مخاطر الحرب وعواقبها - التي ما زال شعبنا حتى اليوم يعاني منها الكثير. ومقابل ذلك عـوّلت أطراف اخرى في المعارضة آنذاك على العامل الخارجي وعلى الحرب كوسيلة للتغيير . وبديهي انها لم تتمكن بعد نشوب الحرب من تجنيب بلادنا الوقوع تحت الاحتلال] (1)

ان ماحل بالعراق خلال الأربع سنوات الماضية من قتل على الهوية وعنف طائفي واستخدام مفرط للقوة من قبل المحتل وانتهاكات فظة للحقوق الإنسان , وفساد إداري وسياسي وإرهاب وجرائم منظمة ادت إلى فقدان العراق اكثر من 650 ألف مواطن وضياع اكثر من 500 مليار دولار من ثروات العراق , جعلت من غير الممكن للعراق ان يستعيد عافيته في ظل كل هذه الخسائر في الأمد القريب , في ظل استمرار ضعف الدولة العراقية و استمرار المخاطر الماثلة لتقسيم العراق وابتلاعه من قبل دول الجوار والدول الإمبريالية المحتلة , واستمرار تواجد الاحتلال والإرهاب الذي يستنزف العراق أرضا وشعبا ,وان استعادة العراق لعافيته واستقلاله وسيادته يتطلب من القوى الوطنية والديمقراطية واليسارية العمل لتوحيد صفوفها وايجاد القواسم المشتركة لعملها الوطني , عبر مختلف الفعاليات الجماهيرية المناهضة للارهاب والاحتلال والداعية لتصدر الجماهير المعارك اليومية , للدفاع عن مصالحها وتحقق مطالبه وكسر حاجز الخوف الذي فرضته المليشيات والعصابات التكفيرية وفرق الموت والعصابات الإجرامية المنظمة , من دون هذا من غير الممكن للقوى الوطنية الديمقراطية تحريك الأغلبية الصامتة في داخل الوطن وخارجه المكتوية بنار الإرهاب والاحتلال .

9 نيسان 2007

1 - العدد 145 السنة 72 - الأحد 8 /4/ 2007