موقع الناس     http://al-nnas.com/

المواطنة الاتحادية والحرب الطائفية غير المعلنة !!

 

ماجد لفته العبيدي

السبت 8 / 4/ 2006

في الذكرى الثالثة للاحتلال بلادنا وأستباحتها من قبل القوات الاجنبية , وتخاذل الديكتاتور وزبانيته عن الدفاع عن الوطن وهروبهم مذعورين ليسلموا بلادنا للمحتلين الغزاة , وشروع أعوانهم وازلامهم بالتعاون مع التكفيريين والظلاميين وعصابات الجريمة المنظمة بالاستسباع ثانية على الشعب العراقي عبر الجرائم والاعمال الارهابية التي أقترفوها منذ الاحتلال وحتى ليلة البارحة الجمعة السابع من نيسان 2006 والتي أستهدفت المصلين الابرياء في جامع( براثا) والتي تصب في مجرى التصفيات الطائفية العرقية التي بات البعثواسلفين واقرانهم من فرق الموت المليشوية الارهابية يعتاشون عليها ويحضرون لها وتنشد ابواقهم السياسية ليل نهار ألحانها ويسعى ساسة كثر من محبى الشهرة ورجال دين مغمورون و رجال عشائرمزيفون وقادة احزاب طائفيين وشوفينيين وعنصريين لتحريك فزاعتها لفرض اجندتهم السياسية على شعبنا العراقي وتقف من ورائهم الاجندة الاقليمية والدولية المتضاربة والمتصارعة التي جعلت من بلادنا ساحة حرب لمخابراتها.
في الوقت الذي يتصارع السياسيين العراقيين داخل الائتلاف الموحد وخارجه على الحقائب الوزارية ورئاسة الوزراء غير عابئين لمصير الوطن الذي يهدده التمزيق الطائفي السياسي والحرب الطائفية غير المعلنة والقتل الجماعي والتهجير العرقي الذي وصل ضحاياه الى أطراف الناصرية والكوت والديوانية والحلة , وجرى وضع خطوط تماس وهمية بين مدن العاصمة من قبل المليشيات المسلحة المنفلة العقال والظلاميين والعصابات البعثوسلفية التكفيرية وعصابات الجريمة المنظمة , الذين باتوا جميعا [ دولة داخل الدولة ] يمارسون جرائمهم في وضح النهار ويقيمون محاكمهم الشرعية لقتل المواطنين بواسطة الشنق والخنق بالاسلاك والحبال والقتل بالرصاص ورمي الجثث فوق المزابل وبرك المياه الاسنة دون أي حرمة للموتى ودون أي رادع أنساني اجتماعي أوديني .
ورغم كل هذه البشاعات تواصل الحكومة عجزها وعدم قدرتها على أيجاد الحلول الناجعة لتجاوز الازمة في ظل أصرار رئيس وزرائها في الاحتفاظ في مقعده الوثير بالرغم من الرفض الواسع لسياسته من قبل مختلف الاطراف بما فيها مجاميع وشخصيات مؤثرة من داخل الائتلاف العراقي الموحد والحوزة العلمية الشريفة .
هذه الصورة المأساوية التي يتخللها المشهد العراقي شجعت الديكتاتور صدام حسين على شتم ضحايا الارهاب الطائفي محاولا عبرها تبيض صفحة نظامه الفاشي الذي أثقل حاضرنا بماضيه الموغل بالطائفية العنصرية البغيضة , ليصرح امام قاعة المحكمة في الجلسة الثامنة عشر بالقول اليوم جثث العراقيين بالمئات مشمره [مثل الكلاب والقطط فوق المزابل ] , مذكرا العراقيين بحكمه الامن ومجده الغابر ,حكم المقابر الجماعية , وهو يغمز ويلمز الى الوضع الراهن الذي أصبحت فيه المقابر الجماعية فوق الارض وليس تحتها مثل ماجرت العادة في زمن الديكتاتورية الفاشية .
في الذكرى الثالثة لسقوط الصنم وديكتاتوريته الفاشية أصبحت المواطنة الاتحادية مهددة بالتمزيق بسسب سياسة الاحزاب الاسلامية السياسية المتطرفة والقوى القومجية المتأسلمة الطائفية والشوفنية التي تدفع ببلادنا عنوة الى الحرب الاهلية لتحقق أهدافها الجهوية , يرافق ذلك التصريحات المتكررة لسياسيين عراقيين وعرب وأجانب محذرة من نشوب الحرب الاهلية والتي هي بمثابة تهيئة الرأى العام لهذه الجريمة البشعة التي تشكل قمة العنف الطائفي والعنصري الدموي .
أن دعاة الحرب الاهلية هؤلاء هم الذين يقفون خلف أشباحها التي تهدد المواطن العراقي ليل نهار لتأجج النزاعات الطائفية والعرقية فأصبحت البصرة وبغداد والموصل والحلة والنجف حمامات للدم وللجرائم بحق الانسانية , التي ضحاياها المواطن العراقي المسالم والذي تتطاير اشلاءه في الازقة والاسواق والحسينيات والجوامع , وبالرغم من أحتفال العراقيين برحيل الديكتاتورية للسنة الثالثة ولكن الغصة التي تحولت الى كابوس يقض مضاجعهم بأستمرار الاحتلال وماحملته أخطاءه التكتيكية حسبما تسميها السيدة راييس وزيرة الخارجية الامريكية الى أشكاليات جدية على الصعيد الامني يصاحبها التدخل الفض من قبل سفراء الجيوش الحليفة الرابضة على أرض العراق في الشؤون الداخلية للشعب العراقي , أضافة الى مواصلة الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها في الحرب على الارهاب ستراتيجية الحرب الدائمة التي جعلت من بلادنا ساحة حرب رئيسية مع الارهاب وأصبح فيها أستعادة استقلالنا وسيادتنا مرهون بهذه الحرب الطاحنة وكأنما الشعب العراقي هو الذي أشعلها وليس صقور البيت الابيض ومن ورائهم نادي السلاح للاحتكارات المتعددة الجنسية !!؟
أن أحتفال العراقيين الحقيقي برحيل الديكتاتورية سوف يكتمل بجدولة أنسحاب القوات المحتلة وحل المليشيات المسلحة والقضاء على فرق الموت والعصابات المسلحة والتكفيريين والبعثوسلفيين الارهابيين وتوفير الامن والامان للمواطن العراقي مع حزمة من الاجراءات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تسهم في فرض الاستقرار وأستعادة هيبة الدولة الاتحادية لفرض سيادة القانون وأستمرار العملية السياسية السلمية والشروع بأعادة الاعمار , كل هذا سوف يعطي للمواطنة الاتحادية وجهها الجديد ويسهم في التأسيس للسلم الاهلي والاجتماعي لبلاد الرافدين ويستعيد وجهها الحضاري بحلة مدنية متحضره .