| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ماجد لفته العبيدي

Majid.sha61@hotmail.com

 

 

 

 

الثلاثاء 29/ 8/ 2006

 

 


تقسيم العراق والإستراتجية الأمريكية !؟

 

ماجد لفته العبيدي

كتب سيد جوزيف بايدن عضو بمجلس الشيوخ الأمير كي ونائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية مقال له في الواشنطن بوست تحت عنوان [تقسيم العراق من أجل وحدته] مقال طرح فيه تصوراته عن مستقبل العراق الجديد وفق الرؤية الأمريكية المعتمدة على أفكار الليبراليين الجدد والتي تسعى لجعل العولمة الجديدة هي العصى والجزرة في التعامل مع شعوب العالم وفرض سياسة الولايات المتحدة المتخبطة في الشرق الأوسط الجديد!! وقد سبق السيد جوزيف العديد من ساسة البيت
الابيض في هذه المقالة يحذرون فيها مع شركائهم البريطانيين من اندلاع الحرب الأهلية , وكانت قضية الحرب الأهلية ملازمة لتصريحات رامسفيلد منذ ان وطئت أقدام القوات الأمريكية المحتلة ارض العراق ولم تنقطع حتى اندلع حريق العنف الطائفي بتفجير مرقدي الإمامين حسن العسكري والهادي , ليسلم الراية للسيد ابوزيد رئيس الاركان ويقلب ظهر المجن ليتحول من الصقور الى الحمائم ويظهر علينا بإطلالة هوليودية بتصريحات متناقضة عن الأوضاع السياسية والعسكرية في العراق عبر زياراته المكوكية للعراق . والسيد جوزيف بايدن الذي يعتمد على تقارير وكالة المخابرات الأمريكية التي تعتبر واحدة من 27 جهة استخباراتية في العراق , 8 منها تنشط بعلم ومعرفة الحكومة العراقية , فهذه الوكالة هي المتهم الأول في عمليات العنف الطائفي عبر صب الزيت على النار بمختلف الوسائل والطرق وسوف يكشف المستقبل مثل ما كشفت الإحداث الانتهاكات الفظة لحقوق الإنسان العراقي في أبي غريب وبوكا وحديثة وقضية اغتصاب عبير من قبل حماة حقوق الإنسان والديمقراطية ومكافحي الإرهاب في العالم مدى تورط وكالة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية في جانب مهم وأساس من هذه القضية الشائكة !!؟
فالسيد جوزيف بادين يدس السم في العسل ويقدمه لابناء العراق الذين يملكون تاريخ أكثر من 4000 سنة من عمر الحضارة في وادي الرافدين الذين عاشوا بوئام وسلام ولم تصلهم نار التعصب إلا في الوقت الذي سيرت أمريكا قطارها بواسطة السعدي ورفاقه البعثيين عام 1963 وكان أخرهم صدام حسين الذي شن حربه ضد إيران بدعم لوجستي أمريكي , ربما تناسى أو ينسى ذلك , محاولا العزف على وتر الوحدة ليثمل العراقيين بنشوة الاستقلال والفيدرالية المزيفة الطائفية فيقول[قبل أربعة أشهر عرضت في مقال لي مشاركة مع الرئيس المتقاعد لمجلس العلاقات الخارجية خطة مفصلة للمحافظة على وحدة الصف العراقي وحماية المصالح الأمير كية وإعادة الجنود الأميركيين الى وطنهم. وقد تبنى عدد كبير من الخبراء الأفكار التي طرحناها. ومنذ ذلك الوقت جعلت الأحداث المتلاحقة التي تشهدها الساحة العراقية تلك الخطة أكثر إلحاحا ومناسبة للتطبيق عن الوقت السابق الذي عرضت فيه. فالحقيقة الجديدة الجوهرية في المشهد العراقي هي تزايد العنف بين الشيعة والسنة وتجاوز خطره ما عداه من الهجمات التي ينفذها المسلحون حيث بات هو التهديد الأساسي الذي يواجه العراق. ] وهو يحاول جاهدا إخفاء ما فعله السيد برايمر الذي شرعن المحاصصة الطائفية وسن قوانين لها ضاربا عرض الحائط القوانين والأعراف الدولية التي تمنع المحتل التلاعب في القوانين الوطنية إثناء الاحتلال , ورغم هذا وذاك فقد فرض أرادته عبر خبرائه القانونيين ومستشاريه الذين ربما شاركوا في حروب تقسيم كوريا وفيتنام وكمبوديا ولاوس وربما خططوا لحرب الكونتروا, وفرق الموت في كوستاريكا وغواتيمالا والانقلاب الشيلي وما جرى في البوسنة والهرسك وصربيا والجبل الأسود وأفغانستان يعطي السيد جوزيف كل الحق مثل السيد برايمر للحديث عن الحلول الإنسانية لتقسيم العراق , بسبب تصاعد العنف والتهجير الطائفي , ويواصل السيد بايدن الحديث في مقاله المذكور[وقد اعترف كبار الخبراء والمسئوليين المدنيين والعسكريين بتلك الحقيقة ومنهم السفير الأميركي خليل زلماي زاد والجنرالات جورج كاسي وجون أبي زيد.وخلال انتخابات ديسمبر الماضي ذهب 90% من الناخبين الى صناديق الاقتراع على اساس توجهات طائفية وأصبحت الميليشيات العرقية هي القانون في العراق ، حيث استطاعت التغلغل وسط قوات الأمن. وشهدت مناطق عديدة عمليات تطهير عرقي ، ووصلت إعداد العراقيين النازحين عن منازلهم 200 ألف شخص خلال الأشهر الأخيرة هربا من إعمال الانتقام الطائفي. وتسهم زيادة أعداد الباحثين عن عمل في إذكاء وتغذية الميليشيات الطائفية وعصابات الأجرام. ولا يبدو أن أي أعداد من القوات قادرة على حل تلك المشكلة ، ويبقى الطريق الوحيد للحفاظ على العراق وتوفير الظروف الملائمة لسحب قواتنا من العراق متمثلا في تقديم حوافز ومبادرات للشيعة والسنة والأكراد تلبي مصالحهم في إطار سلمي وتدفع باتجاه إرساء قواعد وضع سياسي مستقر.] , والسيد جوزيف بادين كعادة السياسيين المعولمين لم يلتفت الى الوراء في أرائه واستنتاجاته السياسية ولم يخطر بباله فشل سياسة فرق تسد الاستعمارية في العراق سابقا في العراق !!؟ وهو يفكر على طريقة ( ما مات فات) ولم يسأل نفسه سؤال واحد من حل الجيش العراقي !!؟ومن خلق الفراغ الأمني !!؟ ومن سحق البنية التحتية العراقية !!؟ ومن فتح الحدود للارهابيين والأجندة المخابراتية الأجنبية !!؟ ...ألخ , وسوف يجد جواب لجميع أسئلته في تقارير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية التي يتلقاها بشكل منتظم ومتواصل وهي واضحة ولا يحتاج الى ترجمة للغة الإنكليزية !!؟
ومن جديد يحاول السيد جوزيف بادين إرسالنا الى البحر لنرجع عطشى , دون ان تمس شفاهنا ماء البحر ليضحك على ذقون السياسيين منا الذين يصرحون كل يوم على طريقة ( على حس الطبل خفن يرجلية ), هؤلاء الذين أتى بهم طوفان السياسة الطائفية وعلى المتحذلقين في لعب الروليت والذين كانوا في الأمس يمسحون نجوم الدكتاتور وسيوفه المتقاطعة , وعلى اولائك الذين البسوا الحق بالباطل وركبوا موجة المستضعفين والمحرومين ليستغلوا جهلهم في تحقيق جمهورياتهم المرعبة وأماراتهم القابعة في كهوف القرون الوسطى , هؤلاء من يخاطبهم السيد جوزيف لتمرير مشروعه الذي لن ينطلي على الوطنيين والقوميين والديمقراطيين والليبراليين والاسلاميين الديمقراطيين الحقيقيين الذين يجاهدون على مختلف الجبهات ويسقط لهم كل يوم شهداء أضعاف ما يسقط للجيوش الأمريكية المحتلة وحلفاؤها من قتلى في المعارك مع الجماعات التكفيرية والمليشيات الظلامية والعصابات الإجرامية المنظمة .
والسيد جوزيف بادين يحث خطى حكومة المحافظين الجدد للقيام بوعد بلفور جديد ثانية في العراق في ظل الانحطاط العربي الراهن الذي لا يختلف عن بداية القرن العشرين في تدهوره وانحطاطه , ليبدي عدم رضا على شاكلة منظري السياسة اللبرالية الجديدة ويعبر عن وجود تباطىء في سياسة بوش لحسم الأمور في العراق , فيعرج قائلا أن إدارة بوش لم يكن [ لديها أية خطة متناسقة أو استراتيجية واضحة للنجاح في العراق ، ويظل جل اهتمامها منصبا على محاولة تفادي الهزيمة وأن تسلم المشاكل لمن يخلفها عندما تغادر البيت الأبيض, وفي الوقت نفسه فإن إعدادا متزايدة من الأميركيين - مع تفهم ما يشعرون به من استياء وإحباط - يؤيدون انسحابا فوريا للقوات من العراق على الرغم من احتمال نشوب حرب أهلية قد تمتد لتصبح حربا إقليمية.والخطة التي طرحناها وتتألف من خمس نقاط تعرض خيارا أفضل.أولا تدعو الخطة للمحافظة على العراق موحدا بتطبيق اللامركزية ومنح الأكراد والشيعة والسنة أقاليمهم على أن تترك المصالح المشتركة مثل أمن الحدود وتوزيع عوائد النفط للحكومة المركزية. ثانيا يلتزم السنة بالاتفاق على أساس ضمان حصتهم في عوائد النفط وتمنح كل مجموعة حوافز خاصة لرفع إنتاج النفط الأمر الذي يجعل من النفط رابطا يجمع أقاليم العراق معا ], ويواصل السيد جوزيف توضيح الإستراتيجية الحقيقية للولايات المتحدة وينزع عنها درع حماية الديمقراطية وحقوق الانسان ومكافحة الإرهاب ويكشف الإستراتيجية الحقيقية الذي يعتمد أساسها مفهوم القوة يساوي الحماية ويساوي المصالح والمشاركة غير العادلة في تقاسم ثروات الشعوب عبر قوانين البلطجة , والا كيف يفسر القارئ ما كتبه السيد جوزيف[ثالثا تضع الخطة برنامجا ضخما لتوفير وظائف في الوقت الذي تزيد فيه من مساعدات إعادة الأعمار خاصة من دول الخليج على أن تربط ذلك بحماية مصالح الأقلية.رابعا توجيه دعوة لعقد مؤتمر دولي لتوقيع معاهدة إقليمية لعدم وقوع اعتداءات وتشكيل مجموعة اتصال لفرض الالتزامات الإقليمية خامسا تبدأ عمليات ممرحلة لإعادة انتشار القوات الأميركية خلال العام الجاري على أن يتم انسحاب معظم هذه القوات بنهاية 2007 بينما تظل قوة محدودة لمتابعة التزام الجيران وللتصدي لأي تجمعات إرهابية, وهذه الخطة المطروحة تتماشى مع دستور العراق الذي يسمح لأي من المحافظات أل 18 بالدخول في تجمعات في المناطق المختلفة مع احتفاظ كل منها بقوات أمن خاصة وكذلك السيطرة والتحكم في مجريات القضايا اليومية. فهذه الخطة هي الفكرة الوحيدة المطروحة على الطاولة والتي يمكنها التعامل مع الميليشيات التي يحتمل أن تتراجع الى مناطقها الإقليمية بدلا من انخراطها في أعمال عنف واسعة. كما أن الخطة تأتي منسجمة مع التطلع الى تكوين حكومة مركزية قوية تكون مسؤولياتها قد تحددت بشكل قاطع.وتقدم الخطة برنامج عمل للحكومة ، وهي ليست تقسيما بيد أنها قد تكون هي الطريق الوحيد لمنع حدوث التقسيم عن طريق العنف وللمحافظة على العراق موحدا.والمؤكد ان الخطة تعرض لبعض التحديات خاصة ما يتعلق بالمدن الكبيرة التي يعيش بها طوائف وعرقيات مختلفة. وهي تنص على أن تظل بغداد مدينة فيدرالية لا تنتمي الى إقليم معين ، ويتطلب الأمر وجود قوات حفظ سلام دولية يتم نشرها في المدن المختلطة , وربما تكون البوسنة أبلغ مثال على نجاح الخطة المقترحة ] , وليس هنا من حاجة الى التعليق فالقارئ لايحتاج الى توضيح فقد بان الابيض من الأسود وفضح بياض الفجر المتسللون خلسة على حدود بلادنا المفتوحة للقاصي والداني !!؟
والسيد جوزيف يضعنا في حيرة من امرنا في وضع سؤاله المعقد العصي الإجابة الذي ينسى بان ضرب الأمثال السيئة في التاريخ يجلب طالع السوء فليذهب لعرافة الرئيس ويسألها ذلك ! وقبل ان يذهب نحاول ان نضع إمامه سؤاله[فالخطة التي نقدمها تعرض لطريقة لإعادة قواتنا الى وطنها مع المحافظة على مصالحنا الأمنية وكذلك المحافظة على العراق موحدا. وعلى هؤلاء الذين يرفضون هذه الخطة أن يجيبوا على سؤال واحد بسيط : ما هو البديل ؟] , ونحن نتساءل مع السيد بايدن ماهو البديل !!؟ ولكن ليس على طريقة بايدن ألمبطنه والتي يعني فيها اذا لم ترضوا بهذا الحل سوف نجعلها لكم صومال ثانية دون إطلاق طلقة واحدة !!؟ أما حان الوقت لسياسي العراق والمخلصين له من قراءة هذا الخطاب بشكله الصحيح وقراءة ما وراء ألاكم !!؟
ولربما يقول أيضا لا تنسوا ما حدث في فلسطين ولبنان فهما (عبرة لمن اعتبر )وهذا طريق الشرق الأوسط الجديد الذي نريده لكم شئتم أم أبيتم , لتكونوا صاغرين لقوانين مكافحة الإرهاب التي تطال الجميع حتى الطفل الرضيع !!؟

في النهاية لا يسعنا الا ان نقدم للسيد جوزيف بادين جزيل الشكر لنصائحه القيمة في تقسيم العراق ونقول له ضرورة ان يستفاد من المثل المصري (خربتها وقعدت على تلها ) .


جوزيف بايدن عضو بمجلس الشيوخ الأمير كي ونائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية
خدمة لوس انجلوس تايمز وواشنطن بوست خاص بـ(الوطن), نقلت المقالة عن موقع [ المركز الدولي لدراسات أمريكا والغرب ] في يوم 29 أب 2006