| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ماجد لفته العبيدي

Majid.sha61@hotmail.com

 

 

 

 

الخميس 24/ 8/ 2006

 

 

ثقافة التسامح وجريمة الأنفال!!؟

 

ماجد لفته العبيدي

في ظل ما يجري في العراق من جرائم يومية بالتفجير والقتل على الهوية عبر الحرب الطائفية الغير معلنة الذي يشكل تراجععن ثقافة التسامح التي سادت المجتمع العراق يجب الاعتراف به لتلمس الواقع الراهن الذي أصبحت في ظله التعقيدات السياسية والا زمة العامة للمجتمع العراقي بشكل , تحتل الطائفية السياسية والصراع الطائفي حيز غير قليل منه وتشكل مفردتي القتل والإرهاب الركن الأساس في الخطاب الطائفي السياسي للظلامين والتكفرين والبعثوا سلفيين وعصابات الجريمة السياسية المنظمة , ولكن وعلى الرغم من ذلك تكشف الكثير من الإحداث ومنها مجريات محاكمة الأنفال , تكشف للكثيرين ومنهم فاقدي البصر والبصيرة بأن المواطن العراقي إي كان انتمائه العرقي والمذهبي والديني لايزال يفهم القضية العراقية بشكلها
المبسط والسهل التعبير و التي لا تحتاج إلى البرهان بعد إن تؤكدها التجارب على ارض الواقع , فكانت الشاهدة والمشتكية الثانية في قضية الأنفال خير دليل على ذلك , فقد تحدثت هذه الشاهدة و ألام الكوردية بلغة بسيطة ولكنها عميقة الدلالة والمعني تؤكد إن المواطنين العراقيين الذين يعيشون في [ كاميش تبه ] الذين اشتهروا بتربية الجاموس قرب ناحية سيد صادق قرب أضخم سلسلة جبلية لجبال هو رمان لمدينة السليمانية في كوردستان العراق حتى ناحية الحمار أم القصب والسمك والجاموس قرب الناصرية في أهواز جنوب العراق [ زلكاوكان خواوروه] , ومن باليان في اربيل إلى المدحتية في الحلة , وعلى اختلاف انتماءاتهم القومية من الأكراد والعرب والتركمان والكلد اشورين قد عاشوا كشعوب وقوميات على هذه الأرض منذ ألاف السنين ليسوا مسؤولين عن أفعال الحكومات البربرية والسلطات الرجعية و الديكتاتورية ومنها دكتاتورية النظام الصدامي المجرم المقبور ,و لهذا خاطبة الشاهدة والمشتكية الثانية في قضية الأنفال , المجرم صدام حسين وزبانيته في قفص الاتهام بشكل بسيط وواضح ...بأنها لن تشهد ضد صدام حسين بشكل مزور ولا تبتغي رمي التهم عليه ,ولكنها تتسأل إذا كان صدام يزعق كل الوقت ويقول أيها الشعب العراق ويرفع يده !!؟ لماذا قتل أبناء الشعب الكوردي !!؟ .. هذا السؤال البسيط ذي الكلمات البسيطة ذات الدلائل البالغة و الكثيرة المعاني , جعل صدام يكفهر الوجه ويحاول عنوة بلع بصاقه المتجمد .. صدام الذي تيقن بسياسته الشوفنية انه دق الإسفين بين الشعب العربي والكوردي والتركماني والكلد آشوري , وزرع فتنة الطائفية بين جميع الطوائف والأديان عبره سياسته الرعناء وبخسته المعهودة جمع أفراد الجيش الشعبي من كل العراق ليطلق النار على رفاقه محمد عايش وعدنان الحمداني وعبد الخالق السامرائي , ليزيد من ا يادي البعثين الصدامين تلوثا وسوادا بسفك الدم العراقي النقي الطاهر منذ مذابح 1963 وجرائم نكرة السلمان وسجن الحلة إلى قصر النهاية وسجن أبو غريب والنهر وان ودهاليز و أقبية الأمن والاستخبارات والمخابرات ومعتقلات صحراء ليه وهيئة تحقيق كركوك ومعتقلات الموصل والسليمانية والمقابر الجماعية التي وجدت في كل مكان وأكدت انه وزع الموت المجاني على الشعب العراقي بالتساوي , فلم يتوقع هذا الدكتاتور الجبان الذي قتل شعبه وورطهم في حروب داخلية وخارجية لا طائل منها ,إن تتحدث امراءة لا تجيد القراءة والكتابة من مواليد 1961[ أمية] بفضل انقلابه الأسود لعام 1968 الذي شن حربا شعواء ضد الشعب الكوردي منذ ذلك الحين, إن تترفع عن اتهامه بالباطل رغم كل الماسي وإلام التي سببها لها ولشعبها الكوردستاني , لتقول له إن شكواها ليس بدافع الحقد بقدر ماهية الحصول على حقوقها وإحقاق الحق والعدل , وإضافة على ذلك دعت المحكمة للحكم بالعدل ووفق القانون في قضيته ,كما قالت له في قاعة المحكمة بأنها ليس لديها نية مبيته ضده[ صدام حسين] , ثم تستدرك قائلة وتضرب له مثل بين عدالة صدام وعدالة الشعب الكوردي , فبعد الانتفاضة عام 1991 حين سحب صدام أدارته وترك خلفه ألاف الجنود العراقيين عراة وجياع كالعادة مثل كل الحروب [ في إيران , الكويت , الخليج ] لسبب بسيط أن صدام ليس معني بهولاء الكادحين المغلوبين على أمرهم , بقدر ماهو معني بالحرس الجمهوري الخاص والحرس الخاص والأمن الخاص والزبانية الخاصة التي تضمن له الجلوس على كرسي الحكم , فالشعب الكوردي تعامل مع هولاء بالحسنة واقتص من القتلة والمجرمين في قتال ضاري حول دائرة أمن السليمانية واربيل في انتفاضة آذار المجيدة , والشهادة التي تتحدث عن تلك الإحداث وعنها شخصيا كيف قدمت لهولاء الجنود المغلوبين على أمرهم طعام أطفالها , وهي صادقة في ذكر ذلك وقد جرب ذلك المئات من المناضلين العرب ومن القوميات الأخرى الذين حملوا السلاح في صفوف الحزب الشيوعي العراقي [ قوات الأنصار ] البيشمركة في حواضر وأرياف كوردستان أو الذين هربوا من بطش الطاغية إلى كوردستان بعد انتفاضة آذار 1991, فقد كان الفلاحون الكوردستانين الفقراء كرماء مع ضيوفهم من البشمركة والهاربين من بطش النظام الدكتاتوري وخصوصا [العرب ] ,و كانت النساء الكوردستانيات في الأرياف يبكينهم وهم أحياء يرزقون بقولهن [ عه ربه كان فه قيره كوناحه غه ريبه ] العرب فقراء مساكين مظلومين غرباء , لقد غلبة هذه الشاهدة صدام حسين الدكتاتور العنجهي المتبجح وردت عليه وعلى نظامه العفن جملة وتفصيلا .
الشعب الكوردي ومعه الشعب العربي وكافة القوميات والشعوب المتواجدة على ارض الرافدين تعي وبشكل لا يقبل الشك إن ما يجمعها من الجيرة والعيش المشترك بأمان وسلام ومحبة أكثر من ما يفرقها من العداء والقتال والبغيضة والكره , وبهذا أكد المواطنين الأكراد بشهادتهم هذه حول جريمة الابادة الجماعية والتميز العنصري التي ارتكبها صدام حسين وأركان حكمه بأنها لا تمثل الشعب العراقي العربي ولا تعبر عن أخلاقياته فهو غير مطلوب منه الاعتذار والتعويض , بل مطلوب من حزب الطاغية وأركان حكمه والطاغية ذاته الاعتذار للشعب الكوردستاني والشعب العراقي بشكل عام لما اقترفه من جرائم بحقه , وعلى الدولة العراقية تقديم الاعتذار لضحايا الشعب العراقي بشكل عام وإصدار مرسوم يعتبر شهداء المقابر الجماعية على اختلاف أنتمائاتهم القومية والعرقية والدينية والطائفية والمذهبية والسياسية , شهداء للشعب والوطن يعاد لهم اعتبارهم القانوني ويتم تعويضهم بكل الصوروالاشكال , ليؤسس ذلك لثقافة التسامح بشكلها الجديد بعيدا عن الاجتثاث والإقصاء الطائفي والسياسي والعنصري والشوفيني والانعزالي .