| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ماجد لفته العبيدي

Majid.sha61@hotmail.com

 

 

 

 

الخميس 23/ 8/ 2007

 

 


اتهامات باطلة وتزيف متعمد للحقائق !!؟

ماجد لفته العبيدي

في ظل الوضع السياسي الراهن , والذي يشكل امتداد للازمة السياسية العامة التي تمر فيها بلادنا التي ترزح تحت نير الاحتلال , وتعاني من إعمال الإرهابيين والتكفريين والظلاميين والفاسدين , يطرح الحزب الشيوعي العراقي مشروعه الوطني الديمقراطي لحل ألازمة السياسية الراهنة , ويحدد الحزب الشيوعي اهم مفاصل سياسته , بالنضال لاستعادة السيادة الوطنية والاستقلال الوطني وإحلال الأمن الاستقرار وسيادة القانون والتخلص من تبعات الديكتاتورية والاحتلال والشروع بعملية إعادة الأعمار والبناء .
والحزب الشيوعي العراقي الذي يشارك في العملية السياسية شعورا منه بواجباته الوطنية إزاء الشعب العراقي في ظل الظروف الراهن, طرح هذه السياسة أثناء مناقشة مشاريع وثائق المؤتمر الوطني الثامن بصورة علنية ومن خلال مناقشات المؤتمرين في العاصمة بغداد , وقد تم الاتفاق على الخطوط العامة لهذه السياسية التي تمثل إرادة العقل الجماعي للحزب باختلافاتهم وتقاطعاتهم واتفاقهم , كما تركت باب الاجتهاد لرفاق وكوادر وقيادات الحزب في التعامل مع هذه الإشكالات والتطورات اليومية الراهنة .
لقد تعامل الحزب الشيوعي العراقي مع جماهير الشعب العراقي بمختلف انتماءاتهم القومية والدينية و العرقية والسياسية والإيديولوجية بشفافية عالية وفق ظروفه وامكناياته , منذ محاكمة الرفيق فهد الذي طرح على الملأ وبشجاعة قل نظيرها , سياسية حزبه وأهدافه القريبة والبعيدة . وجاء الكونفرس الثاني 1956 ليعيد قراءة سياسة الحزب ومجرى التطورات السياسية وليقيم سياسية الحزب في الفترة السابقة , ثم جاء تقييم سياسة الحزب 1967 في الكونفرس الثالث , وتقييم تجربة التحالفات الوطنية في المؤتمر الرابع 1984, وتقييم التجربة الأنصارية في المؤتمر الخامس 1993 , وكانت اغلب مؤتمرات الحزب منذ المؤتمر الوطني الثالث قد طرحت وثائق الحزب للنقاش العام وفي أحلك ظروف الديكتاتورية الفاشية الصدامية , وليس لدى الحزب الشيوعي العراقي ما يخفيه حتى يخاف [ الشماتة ] , لأنه كيان اجتماعي له نظامه الداخلي وبرنامجه السياسي وخططه السياسية التي هي في متناول الجميع , ولم يتنكر الحزب لاخطائه واشكالته السياسية وحتى التنظيمية , فقد نوقش العديد منها في العلن , ومن أهمها المراتبية والبروقراطية والمحسوبية والفردية والممارسات البعيدة عن الأصول التنظيمية السليمة .. والخ من القضايا التي تمت مناقشتها في منظمات الحزب الشيوعي العراقي , أو على صفحات الجرائد والمجلات والنشرات العلنية والسرية .
والحزب الشيوعي العراقي الذي سعى إلى نقل تجاربه وتجارب الأحزاب الشيوعية والعمالية العالمية النضالية لللاجيال القادمة, ساهم في طبع كتاب تحت اعواذ المشانق وأيام صعبة وغيرهما في السبعينات, ليسلط الاضواء على بعض التجارب الإنسانية للإفراد والجماعات في ظل الإرهاب والقمع , وهي وان كانت تعبر عن مواقف شخصية إنسانية من العمل الجماعي ولكنها تشكل جزء من تاريخ الحركة لا يلقيه الحزب في البحر لمجرد تغير مواقع الأشخاص السياسي والفكري , ولهذا لم يدوخ الحزب الشيوعي العراقي السيد محسن الجيلاوي , كما يذكر في مقالته ( رسالته ) [الله لا يجعلها شماتة يا قيادات الحزب الشيوعي...!] فيقول في مطلع هذه الرسالة [ دوختنا قيادة الحزب الشيوعي أواسط السبعينات بمذكرات بهاء الدين نوري ( أيام صعبة )، ورغم أن بهاء الدين نوري شخصية لا تختلف عن باقي قيادات الحزب الشيوعي بذلك التاريخ المشترك من الاستهتار بمصير الناس والوطن لكن وللحق يختلف عنهم كونه شخصية غير تقليدية، تحب المغامرة وعدم الثبات والمكر السياسي لهذا ممكن تصديق بعض النتف من مغامراته ودونكوشياته التي سطرها والتي تُوصف ( أيامه النضالية ) نهاية الأربعينات من القرن الماضي..لكن ما ان اختلف بهاء الدين نوري مع الحزب حتى كذبوها جملة وتفصيلا وكنت أسمع في كوردستان التهكم والاستهزاء بكل ما جاء فيها...]
إن هذه العبارات التي طرحها السيد الجيلاوي في رسالته كما أسلفت ولم اسميها مقالة , لأنها ليست مقالة ولم تستوف شروطها المتعلقة في معالجة الحدث والاعتماد على الأدلة والشواهد التي تثبت صحة مايذهب إليه الكاتب من هذه القضية اوتلك, والذي يقرأ العبارات التي سطرها السيد محسن الجيلاوي , يتلمس فيها عدم مراعاته لحدود اللياقة الأدبية حينما يتهم الآخرين في الاستهتار من دون وجه حق أو إي دليل مادي يذكر يدعم تصوراته هذا , متناسيا التبعات الاجتماعية والأخلاقية لمثل هذه الطروحات التي لا يمكن ادخالها في باب الرأي والرأي الأخر ولا في إي باب اخر إلا باب الطعن والشتائم !!؟ , وحتى من ناحية التوقيت الزمني فالسيد بهاء الدين نوري تناول تجربة قيادته للحزب في عام 1953 أيضا !!؟
إن السيد محسن جيلاوي الذي يطالب بحرية الرأي الأخر وديمقراطية الحوار وينتقد القصور والزيف في الشفافية !!؟ يستكثر على الآخرين في إطار كل هذه المفاهيم والتصورات عرض رؤاهم وتصوراتهم الشخصية وشهاداتهم على الإحداث التاريخية كل من زاوايته , وكما هو معروف فأن الإحداث والوقائع الميدانية , يجري تقيمها من جوانب مختلفه , يتحدث فيها المشاركون وصناع القرار كل حسب موقعه ومشاهداته للوقائع الإحداث , وهي تعتمد على المواقف التي يراها المشاركون بحسب موقعهم واداركهم وفهمهم و حسب المعلومات المتوفرة في جعبتهم ومابقي في ذاكرتهم بعد رحلة التشريد والسجون والتعذيب والغربة بكل تفاصيلها , وقد ضيعت الآراء التي يحمل السيد محسن الجيلاوي ومن يتفق معه في الآراء والتصورات ,شهادات وقراءات للإحداث تاريخية ووقائع هامة لمناضلين وشهداء , حملوها معهم بصناديق مقفلة إلى العالم الأخر خوفا من مثل هذه الطروحات التي يجاهر بها السيد الجيلاوي , فهل حقا صحيح ما ذهب إليه الجيلاوي في طروحاته وبقوله [واليوم تتكاثر علينا المذكرات من قيادات الحزب السابقة والحالية وجميعها تشترك في شيء مضحك واحد هي البطولة الفردية التي تسمو فوق الجميع كونها الوحيدة التي صنعت مجدا أبيضا وكل ما فيها يتماهى مع أيام صعبة والتأمل فيها يكتشف بسهولة كونها تستهزئ في المقام الأول بعقول الناس حيث الوقائع تدل على فشل الحزب في كل سياساته السابقة والتي ساهمت ببروز أنظمة دكتاتورية منذ ما يسمى ثورة 58 التي جلبت عقلية الثكنة التي داست ولزمن طويل على حرية وكرامة أمّة بشكل عجيب واستثنائي حتى سقوط النظام ومجيء الاحتلال..]
إن السيد الجيلاوي لم يدلنا أيضا في إي جانب فشل الحزب الشيوعي العراقي ,بسياسته من خلال عرضه لهذا الفشل الزماني والمكاني حتى نتحاور حوله , وأنهى ذلك الحوار بجرة قلم حكم فيه على سياسية الحزب بالفشل , ولم يكتف بذلك بخلط بين مفهوم الثورة والانقلاب , ووصم ثورة الرابع من تموز المجيدة التي أحدثت تغيرا جذريا في العلاقات السياسية الاجتماعية الاقتصادية بالانقلاب وحمل الثورة تبعات الحركة الانقلابية العسكرية من دون مناقشة تلك الأسباب التي أوصلت الشعب العراقي إلى هذه النتائج وإبقاء العبارات مفتوحة بربطها بعبارات وجدانية لدغدغة مشاعر القارىء الكرام .

وحاول السيد الجيلاوي في مكان اخر كم أفواه الآخرين في النقاش والحوار وبدلا من الدعوة إلى الحوار الحضاري الذي يتمخض عنه نتائج تنصف المظلومين في الإحداث التاريخية العاصفة , وتفك طلاسم الإحداث المعقدة والملتبسة , وتنصف قراءة الإحداث التاريخية , فهو ينساق أيضا مع جوقة الشامتين والشتامين للحزب وتاريخه وشهدائه, و الذي وصفهما السيدان عادل حبة وجاسم الحلوائي في مقالتهم المشتركة[" كفى خداعاً للنفس وخداعاً للآخرين] , بالوصف التالي [وتتفتح قريحة هؤلاء بالذم والشتم والسباب، وبعيداً عن التهذيب واللياقة والالتزام بأدب الحوار واحترام الرأي الآخر ومناقشته بشكل حضاري وبهدوء وبإستدلال، على هذا الحزب وقيادته "المنحرفة". أما ما كان قبل ذلك وفي عهد تبوأ هؤلاء المسؤولية، فإن كل شئ بنظرهم كان على ما يرام والأمور زاهية، وإن دور هؤلاء وأفكارهم خالية من العيوب والأخطاء، بل هي وحدها التي تتقيد "بمسطرة" الضوابط والقيم. أما الآخرون فهم أما ذيليون أوتحولوا بقدرة قادر الى عملاء وتحريفيين وخونة وغيرها من الإتهامات العجيبة. ويضاف الى كل هذه النعوت سيل من كل أسباب الشتائم والتحريض ضدهم الى حد إباحة قتلهم وبتهمة الخيانة العظمى، على غرار تكفير محاكم التفتيش القروسطائية. هذا المنحى ليس بالجديد، ومن أبرز مخاطره أنه يجري الترويج له في بلد ملتهب تعوّد صدام حسين وبطانته على مخاطبة الشعب بالشتائم التي أصبحت جزءاً من تراثهم البالي. كما يلجأ إلى هذا الإسلوب كل من أحتفظ ويحتفظ إلى الآن بالتراث الستاليني أو التطرف والتكفير والتعصب القومي أو بالأثنين معاً، والذي لا يعبر إلا عن الإفلاس وفقدان القدرة على المحاججة النزيهة والبناءة.]
فهل حقا يا سيد الجيلاوي هم يتصارعون على الصدأ والزيف!! , ويتبادلون الاتهامات والشتائم!!؟ . كما تذهب أنت في [ رسالتك ] التي تقول فيها [ولكن ما أن يختلفون مع بعضهم البعض وليس كما يشاع صراع بين يسار ويمين فشكل هكذا صراع يحتاج إلى عمق فكري وسياسي وقدرات من الجدل الواضح وهو ظاهرة صحية مطلوب إنمائها والمحافظة عليها كما في سائر أحزاب هذه الدنيا بل على المراكز والنفوذ حتى نجد كل ذلك الصدأ والزيف وذلك التاريخ الأسود والاتهامات المتبادلة والشتائم وتلك العقلية الرخيصة والساذجة التي يعجب المرء كيف من غفلة من هذا الزمن استطاعت أن تقودنا وان تتحكم بعقولنا ودمائنا كل هذا الزمن الطويل وبالطبع كنت أنا واحد من هؤلاء الذين انطلت عيهم لعبة الايدولوجيا ورجالها المنضبطون في الصرامة والأحاطة بهالة من الغلو الممسرح على أنهم صفوة جاء بها عقل الحزب والشعب والوطن لكي تقودنا إلى أياما زاهية من شيوعية]
ها انت يا سيد جيلاوي بعد عرض ماكتبته تبين انك شامت وشتام وقالب للحقائق ومشوها للاحاديث و مقالات كتبت قبل أسابيع , فكيف لك إن تجعلنا نصدق ماتقول قبل عشرات السنين !!؟ , وعلى الرغم من هذا وذاك وضعنا كل ماقلته أمام القاري الكريم,على الرغم من الأثقال الشديد الذي حملنا به القارىء , والذي نعتذر له اشد الاعتذار , ولكننا عملا في الأمانة واحترام الجدل والرأي الأخر, حاولنا إن نضع بين يد القاري الكريم هذه التفاصيل الكثيرة لتسهيل عملية الحكم على [ الشاتم والشامت ] .
إن اللغة التي كتب بها السيد محسن جيلاوي , لاتنتمي إلى لغة الحوار الحضاري وهي بعيدة كل البعد , عن الرأي الأخر , وعن النقاش المدروس الذي يمثل وجهة نظر مغايرة أو مخالفة للسياسية الحزب الشيوعي العراقي ,ولم يفهمنا السيد الجيلاوي عن ماهية المعلومة الغالية الثمن التي حصل عليها والتي ظلت خافية على القاري!!؟
ولا أدري من يخدم السيد الجيلاوي في اساءته البالغة التي لا أجد لها إي مبرر بقوله [ من هذا المال حملنا جمال ]والتي تظهر إن الادعاءات بالحوار الديمقراطي واحترام الرأى الأخر والحوار الحضاري , الذي يطالب محسن الجيلاوي الآخرين , ليس مؤهل لها ولايتمتع بها من خلال قراءتنا لرسالته والتي نقلناها لكم تقريبا بالكامل على شكل مقاطع , واليكم هذا المقطع الأخر من المقالة الذي يؤكد ما ذهبنا إليه[ومعها مذكرات لعبد الرزاق الصافي وقبلها للمرحوم زكي خيري وعن مذكرات للقريب من التاريخ عن الأنصار وحركتهم..الخ) وتحقق ما كنا نمزح فيه أيام كوردستان من أن( المعلومة أم الفلوس اليوم ستصبح غدا ببلاش ) ها هم يوزعون علينا عقليتهم وطرق تعامل بعضهم البعض وليعرف الناس من هذا ( المال حملنا جمال )، هؤلاء على بعضهم بهذه العقلية فكيف مع بسطاء الحزب أو من الذين أقل متهم موقعا موقعا وشانا حزبيا...؟؟؟ !!
وكان السيدان عادل حبه وجاسم الحلوائي قد قدما الإجابة على تساؤلات السيد الجيلاوي المحيرة !!؟ , وعن سبب مشاركته في هذا الهجوم على الشيوعيين وتاريخهم الذي يصفه بالاسود!!؟ فما بقي من كلمة لا شماته أيها السيد الجيلاوي !!
وقد وجاء في مقالتهما المنشورة سابقا في المواقع الالكترونية [ولكن هناك من يصر على ممارسة شاذة وبعيدة عن اللياقة وآداب الصراع بين الأفكار والسياسات. ويلاحظ التكرار والإصرار على هذا السلوك في كتابات البعض من أمثال باقر إبراهيم الموسوي وحسقيل قوچمان ومن تبع خطاهم، والتي إنعكست في مقالاتهما وبياناتهما وخاصة في المقال الأخير لباقر إبراهيم والذي نشر على الإنترنت وتحت عنوان " المرتدون عن الشيوعية وعن الوطنية ذيليون دائمون للأسياد الكبار.. اليسار الشيوعي البديل موجود في ساحات النضال". ثم من تنافس معه والذي إعتاد على كيل الشتائم وهو حسقيل قوچمان، والذي سطّر مقالاً إعتبره بمثابة مناقشة وجواب على مقال الأول وتحت عنوان" تعقيب على مقال الأخ باقر إبراهيم". وينصّب هؤلاء أنفسهم وبدون الحد الأدنى من التواضع وصيّان و "مرشدان" على تفكير الناس أو قضاة لتفسير الأنظمة المعرفية حسب هواهما وقناعاتهما، وتقمصا دور أرباب الفتاوى وتكفير كل من يحمل آراء أخرى دون مناقشتها، بل وببساطة الإكتفاء بتخوينهم. وربما يلتقي معهما نفر آخر يسير على نفس الطريق سواء من منطلق يساري متطرف الى منطلق يميني هو الآخر متطرف. وهنا لابد من الإقتناع بصحة المقولة التي تشير الى تناغم التطرف اليميني واليساري المتطرف، وهو شهر عسل عرفته الحركات السياسية في كل أصقاع العالم.]
فهل هذه قضايا خفية ومكتشفة حديثا سيدنا العزيز محسن الجيلاوي !!؟ , فمنذ الصراع الأول مع السيدعبدالله مسعود القرني ( رياض ) , في زمن الرفيق فهد وحتى يومنا , أعتمد الشيوعيون في حوراتهم مع المتقاطعين معهم على لغة ابتعدت عن ذكر الصفات الاجتماعية للآخرين , بقدر مناقشاتهم للأفكار وتصورات الآخرين , والتعكز عليها في اثارة الحوار والنقاش , لان هذه لغة المفلسين , والحزب الشيوعي غني وثر في فكره الماركسي والإنساني , وهكذا نجد الأستاذ كاظم حبيب يذهب في مقاله المعنون [ الم يبق لهم مايعادونه غير الحزب الشيوعي] ,ليصيب فيها جزء من الحقيقة بقوله [وهؤلاء هم الذين كانوا يشتمون الحزب قبل سقوط النظام وما زالوا يمارسون الشتائم البذيئة في وقت كانوا قد اصطفوا مع النظام دون حياء وتركوا تاريخهم النضالي خلف ظهورهم. لقد نسي هؤلاء أو تناسوا أن النظام البعثي هو الذي شن الحرب ضد إيران وهو الذي غزا الكويت وهو الذي رفض الانسحاب وعرض الوطن والشعب لحرب الخليج الثانية التي أعادت العراق إلى ما قبل فترة التصنيع حقاً , والتي بها أكمل النظام خسارة العراق لسيادته واستقلاله ]
كما وضح السيدان عادل حبه وجاسم الحلوائي أسباب تركيز الهجوم على الحزب الشيوعي ورفاقه وتاريخه ومحاولة الطعن بنزاهته ومصداقيته من قبل البعض الذي يغمض الجفن عن ممارسات الارهابيين والاصوليين والتكفريين , فيقولان في مقالتهم [ويتميز هذا الهجوم أيضاً بالتطاول الشخصي على مناضلين لم يرتكبوا أية "معصية" سوى أنهم وقفوا الى جانب الحزب الشيوعي العراقي في تضميد جراحه وبسبب مشاركته في العملية السياسية الجارية في العراق والتي بدأت بعد الإطاحة برمز التجبر والبطش الديكتاتور صدام حسين. ومن الملاحظ أيضاً أنه من النادر أن يتناول هؤلاء في تطاولاتهم أطرافاً كثيرة أخرى شاركت وتشارك في العملية السياسية منذ بدايتها أو لاحقاً. فلا نجد على سبيل المثال أية إشارة لهم حول مشاركة الحزب الإسلامي العراقي أو مقتدى الصدر أو عدنان الدليمي وصالح المطلك، الذي يعد عملياً ممثل حزب البعث في العملية السياسية، أو صالح العليان أو مشعان الجبوري أو أيهم السامرائي والكثير من الحركات السياسية قديمها وحديثها والشخصيات ممن شارك أو يشارك أما بوزراء أو ممثلين في مجلس النواب أو في المؤسسات الرسمية وخاصة في القوات المسلحة (في الجيش العراقي الحالي ينخرط الآن 80% من ضباط الجيش السابق)، وغالبيتهم ممن كانوا أعضاء في حزب البعث. ولا يشار أيضاً ولا تتعرض للهجوم أطراف سياسية أخرى مثل الحزب الوطني الديمقراطي وأحزاب أخرى معروفة على الساحة العراقية. فالتركيز من قبل هؤلاء ينصب على الحزب الشيوعي فقط، ولربما بسبب فشل رهانهم على نهاية هذا الحزب وتشرذمه، في حين أثبت المؤتمر أن الحزب قادر، كما كان في السابق، على تضميد جراحه وعودة الشباب الى صفوفه والإستمرار بنشاطه مستفيداً من تجربته السياسية الغنية بنجاحاتها وإخفاقاتها، وبسلبياتها وإيجابياتها، وسبحان من لا يخطأ.]
ومن هنا لا يحتاج السيد الجيلاوي القول في [رسالته] والتي لايمكن لأحكامها الصمود في وجه إي مناقشة جدية ومسؤلة بعيدا عن الاتهامات والشتائم والتسلكات الأخرى الغير مقبولة في لغة الحوار , حيث يقول [أنا شخصيا لا استثني أي واحد من هؤلاء فكل المذكرات تحاكي أشياء حكم عليها التاريخ بالنهاية ولم يعد من خزعبلات مثل حل الحزب أو جماعة راية الشغيلة أو الى الأمام أو الى الفوق أو عن السجون والبطولات والأمجاد فكل هذه الأشياء تتبخر في الاختلاف بل تتحول الى تهم من أن فلان كان موقفه ضعيفا في السجن أو إنهار أنهم يطمطون على فضائح بعضهم البعض طالما هم في كنف البحبوحة لكن ما أن يختلفوا على تقاسم الغنائم حتى تتعالى صيحات الشتائم وفضح المخفي عبر استخدام دلالات التاريخ الحزبي المشترك وهو لازال أعظم، ولكن مذكراتهم ومعاركهم تعطينا مادة دسمة عن الشكل القيادي الذي كان سائدا ولازال..فبطل التطور اللارأسمالي أصبح يشتغل على مفهوم بعيد عن الوطنية]
إن هذا الكم من المغالطات والتهويشات التي يذكرها السيد محسن الجيلاوي , قد كتب عنهما السيدان عادل حبه وجاسم الحلوائي في مقالتهما السطور التالية [ ومن اللافت للنظر في هذا الإطار هو أن سدى ولحمة هذا الهجوم والسباب المنظم ينطوي على حقد أعمى وغريب، والذي إشتد من قبل البعض ضد الحزب الشيوعي وقيادته في الآونة الأخيرة. ويتسابق البعض في ممارسة هذا المنحى الغريب مع القوى التكفيرية الظلامية التي تسعى هي الأخرى الى ضرب وتحجيم قوى التنوير والحداثة في بلادنا. ويبدو لنا أن من بين الدوافع الأساسية لكل هذه الإساءات التي تتصدر كتابات هؤلاء في الآونة الأخيرة هي بوادر قدرة الحزب الوقوف على قدميه وإستعادة عافيته. فقد أنهى الحزب مناقشاته الواسعة وعلى الملأ للوثائق المقترحة على المؤتمر الوطني الثامن. ومما يغيظ البعض أن يتوج هذا النقاش الحيوي بنجاح الحزب في عقد مؤتمره الوطني الثامن وفي بغداد وفي ظل الوضع الإستثنائي المعروف للجميع ورغم المخاطر الجمة....... وليس كيل الشتائم وهذا الحقد والغيظ وتوجيه إتهامات رخيصة "بالخيانة" تذكرنا بما كانت توجهه أجهزة صدام البوليسية عندما تنعت الحزب الشيوعي العراقي بالحزب "العميل". فقرارات المؤتمر جرت ضمن قواعد الديمقراطية، ومهما كان رأي هذا العضو أو هذا الشخص بها. ولذا كان من اللياقة إحترام آراء هذه الجمهرة الحزبية بل و مناقشتها، وأن لا يطعن هؤلاء بوطنيتهم وهم يضعون يومياً حياتهم على أكفهم من أجل دفع العراق الى جادة الأمان واللاعنف.]
ومن هنا تأتي مناقشتنا للسيد محسن الجيلاوي وكل الذين يشاركونه قناعاته وافكاره , لنبين لهم إن الشيوعيين لايخافون الرأي الأخر ولم يضايقهم النقد , ولم يتنكروا لتاريخهم ولم تهتز قناعاتهم بافكارهم نتيجة اشكالات العمل اليوم , ولم يعيقهم عن العمل الصعوبات الجدية التي واجهتهم وتواجههم اليوم في ميادين العمل والنضال اليومي , لهذا بقي الشيوعيون العراقيون ولازالوا في ميدان النضال السياسي والاجتماعي يلاقون تقدير كل القوى السياسية والاجتماعية , وقد اتصفوا بمصداقيتهم و بنزاهتم وقد شهد لهم الأصدقاء والاعداء , وعرفوا بدفاعهم عن مصالح الجماهير وتطلعاتها لغد أفضل .
وقد تطرق الأستاذ كاظم حبيب في مقالته السابقه إلى تعامل الشيوعيين مع النواقص والأخطاء وطبيعة محاكمتهم لها .بقوله[مر الحزب الشيوعي العراقي بمراحل نضالية عديدة مليئة بالمصاعب والتعقيدات وتعرض للضربات القاسية , سواء أكان ذلك في العهد الملكي , أم في عهود الجمهوريات الأربع التي عرفها تاريخ العراق الحديث , ولكنه خرج منها وهو يؤكد إصراره على مواصلة النضال. وفي هذا الفترات يصعب على الإنسان أن يتصور بل يستحيل تصور أن لا يرتكب الحزب أخطاء معينة , سواء أكانت فكرية أم سياسية , وسواء أكانت في تحديد تكتيكاته أم في فهم العلاقة بين التكتيك والاستراتيج , أم في النشاط اليومي لرفاقه. وليس غريباً أن يرتكب الحزب أخطاء معينة في هذا المجال أو ذاك أو في هذا التحالف أو ذاك , وقد ارتكب الحزب فعلاً تلك الأخطاء. ومن كان في قيادة الحزب في فترة ما , وأنا منهم أتحمل مسئولية تلك الأخطاء كاملة غير منقوصة. إذ من غير المعقول أن يتبرأ الإنسان منها وهو الذي كان يساهم في رسمها , خاصة باقر إبراهيم الذي كان يحتل لسنوات طويلة عضوية المكتب السياسي والشخصية , المسئولة عن التنظيم في الحزب ومسئول سكرتارية اللجنة المركزية.]
هكذا يتحدث الأستاذ كاظم حبيب العضو القيادي السابق في الحزب الشيوعي العراقي عن مسؤوليته الشخصية والمسؤولية الجماعية والتضامنية لرفاقه في القيادة عن سياسية الحزب, تلك الشهادة تؤكد عدم تهرب الشيوعيين العراقيين الحقيقيين يوما من تحمل مسؤلياتهم عكس مايدعيه السيد الجيلاوي , و قد سبق وان وقف الرفيق عزيز محمد السكرتير السابق للحزب على منصة المؤتمر الوطني الرابع , واعترف بمسؤوليته الفردية والجماعية التضامنية عن الأخطاء التي وقعت منذ توليه قيادة الحزب عام 1969 حتى المؤتمر الرابع والتي جاءت في كتابة تقيم هذه التجربة الذي اقره المؤتمر الوطني الرابع .
فليس هناك حاجة إلى استثناءات السيد الجيلاوي عن تحمل وزر المسؤولية للقادة الحزب الشيوعي العراقي !! , وهل السيد محسن الجيلاوي مستعد لتحمل وزر الاساءات البالغة والطعن والشتائم التي وجهها إلى الأشخاص المذكورين في[ رسالته ] !؟ , وكذلك وزر المسؤولة الأدبية والأخلاقية في شتم الحزب الشيوعي وشهدائه وانصاره وتاريخه !؟, و لو تأمل السيد الجيلاوي مليا رسالته لتلمس انه ذهب ابعد من النقد والحوار والرأي الأخر, ليجد في إن نهاية [ رسالته ] ليس لها علاقة لا من بعيد أو قريب بمضامين رسالته واسطرها التي حبرها في النهاية , حيث يقول[ إن كتابة التأريخ والحديث عن الماضي في الشأن السياسي أو غيره يحتاج إلى صدق وأمانة وحيادية وعقل منفتح وثقافة عالية تقوم على ذكر الحقائق بشكلها الذي جرى وبعيد عن التسييس الساذج..فملايين من كتب السيرة كتبت ولكن لم يبقى منها إلا ذلك القليل الذي أحترم عقل الإنسان والذاكرة والشواهد والذي كُتب بثقافة ترنو إلى خدمة القادم وهذا بعيد كليا عن شكل هذه المذكرات البائسة وعن عقلية كتبتها..! ] , ونحن نتسأل أيضا هل اتسمت رسالة السيد محسن جيلاوي المنشورة في موقع ينابيع العراق بهذه المواصفات التي يريدها السيد محسن الجيلاوي .. الحكم والجواب نتركه للقاري العزيز ونعتذر له ثانية عن اثقال مقالتنا بهذه النصوص الكثيرة .. على أمل ان نجد حوارا متحضرا يعكس السمو الادبي والأخلاقي ويغني الآخرين بجديد الاختلاف والتقاطع ويؤسس للغة الحوار المتمدن الحقيقي .