نسخة سهلة للطباعة
 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ماجد لفته العبيدي

Majid.sha61@hotmail.com

 

 

 

 

الأربعاء 22 / 2/ 2006

 

 

 

مرة أخرى خسر الارهابيون رهانهم

 

ماجد لفته العبيدي

أفاقت اليوم سامراء على دوي الانفجارات التي أستهدفت مقدساتها الدينية والتاريخية المتمثلة في مرقدي الامام على الهادي والامام حسن العسكري وقد سبق هذه الجريمة , جريمة أخرى قبل عدة أشهر طال فيها القصف العشوائي ملوية سامراء التاريخية مثلها مثل العديد من المعالم التاريخية التي أستهدفها الارهابيين أعداء الحضارة والمدنية , الذين لازالوا يراهنون على أشعال الحرب الطائفية وتمزيق الوحدة الوطنية وأفشال العملية السياسية , وهم ماضون في تنفيذ مخططاتهم القذرة لاشعال نار الحرب الاهلية مستهدفين كل ماهو مقدس وعزيز لدى العراقيين أبتداءا بالجرائم البشعة ضد الانسان العراقي والتي بلغ عدد ضحاياها بمئات الالاف من المدنيين بين شهيد وجريح ونساء أرامل وأطفال أيتام ومؤوسسات وبنى تحتية وأماكن أثرية مخربة ومهدمة , وكذلك أعتداءات وتفجيرات للكنائس والمعابد والاديرة لزعزعة الاستقرار والسلم الاهلي وأشعال الحرب الاهلية بين المسلمين والمسيحيين والصابئة واليزيدية وغيرهم من الديانات والطوائف التي عاشت جنبا الى جنب منذ مئات السنين بمحبة وسلام مجسدة التنوع الاجتماعي والعرقي للمجتمع العراقي , ولم يبخلوا هولاء القتلة الذين تدعمهم المخابرات الاجنبية بجهد يألوا لاشعال نار الحرب الاهلية بين العرب والكرد وبين القوى السياسية العراقية , فهم يعملون ليل نهار من خلال أبواق الدعاية البعثوسلفية والزرقاوية والاسلاموية والقومجية ومن لف لفهم لتحويل العراق الى خرائب وأنقاض من خلال نشاطهم وتحركاتهم في العتمة كخفافيش الظلام مواصلين نهج الديكتاتورية البائد والظالم والعنصري والطائفي الذي يشكل وصمة عار في جبينهم وجبين سادتهم من منظري الفكر الظلامي والتكفيري السلفي .
ولم تمضي ساعات قليلة على هذه الجريمة النكراء حتى جاءت ردود الافعال المستنكرة والمستهجنة من قبل جميع الفعاليات الدينية والاجتماعية والسياسية المختلفة التي نددت بهذه الاعمال الجبانة التي تعبر عن مدى عزلة أصحابها الذين أفزعهم نجاح العملية السياسية بالرغم من الشوائب التي رافقتها , وأفقدتهم صوابهم الجهود المتواصلة لكل القوى الاجتماعية والسياسية العراقية لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية والشراكة السياسية التي نزعت عنهم ورقة التوت التي ظلوا يتسترون بها خافين خلفها أفكارهم الطائفية العفنة التي تصدى لها أبناء شعبنا وفوتوا عليهم الكثير من الفرص التي كانوا يتحينونها من قبل لضرب الوحدة الوطنية في الصميم كما في البصرة والاعظمية والكاظمية والحلة والموصل وديالى والنجف وكربلاء وكركوك والسليمانية وأربيل وغيرها من المدن العراقية .
وهؤلاء يحاولون اليوم مرة أخرى كمدمنين الرهانات , وقد خسروا رهانهم بعد الموقف الوطني الواضح للمرجعيات الدينية والاجتماعية والسياسية الداعية الى تفويت الفرصة على الارهابيين في تحريم القتل والثأر ومعالجة أثار هذه الجريمة بمزيد من التماسك والوحدة الوطنية وترك القانون ليأخذ مجراه ليضرب بيد من حديد على أيدي القتلة من الارهابيين المجرمين في فرق الموت والتكفيريين الذين يقتلون العراقيين على الاسم والهوية .