نسخة سهلة للطباعة
 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ماجد لفته العبيدي

Majid.sha61@hotmail.com

 

 

 

 

السبت 22 / 7/ 2006

 

 

الشرق الأوسط الجديد ... إعلان الحرب المفتوحة على الشعوب !!؟

 

ماجد لفته العبيدي

لقد جاءت تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية حول الشرق الأوسط الجديد مرافقة للدعوات الأخرى الداعية إلى عدم وقف إطلاق النار والدعم غير المتناهي لاسرائيل , وهي محاولة للضحك على ذقون شعوب الشرق الأوسط التي تكشف لها انحياز الولايات المتحدة الأمريكية لاسرائيل وتبريرها لعدوانها السافر وتأكيداتها المتواصلة على عدم استعدادها لوقف أطلاق النار والتدخل للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها الوحشي على الشعب اللبناني , وتبرير كل هذه الجرائم الوحشية على أنها جزء من مكافحة الإرهاب وتطبيق القانون الدولي وحماية الديمقراطية وغيرها من الخطب الديماغوجية الفارغة التي تعبر عن انحطاط سياسة المحافظين الجدد الموالية للوبي الصهيوني واحتكاراته الوحشية العابرة للقارات .
إن الشرق الأوسط الجديد التي تسعى لبنائه الولايات المتحدة يمكن إن تحدد معالمه وترسم حدوده الجرافات والبلدوزرات الاسرائيلية وتكون مشاهده الإنسانية على شاكلة سجن غواتنامو وابوغريب وبوكا وتوربورا وعسقلان وسجن صحراء النقب والخيام والسجون السرية الطائرة .
ويكون أمنه هو امن إسرائيل أولا وأخيرا وسيطرتها العسكرية وتفوقها العسكري وضربها عرض الحائط كل القرارات الدولية المتعلقة في السلام في الشرق الأوسط وعدوانها المتواصل على الشعب العربي الفلسطيني , واحتفاظها في ترسانة نووية خارج نطاق الرقابة الدولية التي كان سبب الاعتراض عليها يشكل تهديدا للشعوب بأستخدام قوة السلاح واحتلال بلدان وحصار أخرى بمختلف الوسائل ,إلا إسرائيل الطفلة المدللة تعربد في المنطقة دون رقيب ولاحسيب  .
إي شرق أوسط جديد والولايات المتحدة الأمريكية تحتل المنطقة بكاملها بجيوشها الموجودة والمحمولة في عرض البحار وقواعدها العسكرية في قطروالبحرين وعمان واحتلالها المفتوح للعراق هي وحلفائها البريطانيين, فيما يدفع من ثروات الشعوب ثمن هذه الحماية غير المرغوب بها والتي جعلت من خزائن دول الخليج تعاني من العجز .
إي شرق أوسط جديد التي تحاول فيه الولايات المتحدة محاربة الإرهاب على ارض غيرها , غير أبهة بالشعوب ومصالحها وأمنها وثرواتها , وبفعل الاستخدام المفرط للقوة ودعمها للعدوان الاسرائيلي أسهمت بشكل فعال في صب الزيت على نار الإرهاب ومدته بالوقود البشري الناقم على هذه السياسة العدوانية والذي يوصله إلى استخدام كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة كتعبير عن رفضه لهذه السياسة التي تكيل بمكيالين , وأدت الى دعم التعصب وسهلت للكثير من قوى التطرف الديني لتصدر الشارع السياسي العربي والشرق أوسطي بفعل سياستها غير المتوازنة ومواقفها غير العادلة من القضايا الأساسية لشعوب المنطقة .
إن السياسة الشرق أوسطية الجديدة التي تنتهجها الولايات المتحدة الأمريكية هي القديمة الجديدة في أثارة النزاعات في المنطقة وتشجيع الصراعات الطائفية والعرقية وتهديم البنى التحتية لبلدان المنطقة مثل العراق ولبنان وغيرهما ومن ثم التباكي عليها لإعادة الأعمار, لم تعد تنطلي على الشعوب وقد باتت واضحة للشعوب اهداف الولايات المتحدة التي هي مصدر عدم الاستقرار ، وقوة غير جديرة في الثقة وهي مستعدة لتهديد الأمن والسلم الدوليين مقابل مصالح أحتكاراتها الجشعة الوحشية العابرة للقارات .
إن وزيرة الخارجية الأمريكية التي تزور المنطقة غدا الأحد 23 تموز لا تحمل في حقيبتها أي مشروع جديد لحل ألازمة الراهنة وبناء شراكة حقيقية عادلة مع شعوب المنطقة ودولها , بل ربما سوف تزيد الأوضاع سوءا بسسب إن الولايات المتحدة تبدي حماسة أكثرلاندلاع الحرب واستمرارها أكثر من إسرائيل , ولابد من مواجهة هذه السياسة العدوانية بتفعيل العامل الدولي وتعبئة الرأي العام العربي والعالمي لتصعيد ضغوطاتهما على الولايات المتحدة وإسرائيل لحملهما على التخلي عن مواقفهما غير العادلة إزاء شعوب الشرق الأوسط .