| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ماجد لفته العبيدي

Majid.sha61@hotmail.com

 

 

 

 

الأربعاء 1/ 8/ 2007

 

 


هلاهل الأمهات ودموع الفرح توحد العراقيين !!؟



ماجد لفته العبيدي

لم تكن ألاف المؤلفة التي خرجت عن بكرة أبيها لتكتض بها شوارع وساحات بغداد والناصرية والسليمانية والبصرة والحلة وكركوك وباقي أجزاء الوطن الأخرى , إضافة إلى مظاهرات ابناء الجالية العراقية في المنافي و بلاد المهجر , مثل ماجرى في بريطانيا والسويد , والأردن ومصر والأمارات وغيروهما , لم يكن هولاء جميعا على موعد للاحتفال بفوز المنتخب العراقي بكأس للأمم الآسيوية , فعلى الرغم من حظر التجول الذي أعلنته الحكومة العراقية , وما إن انتهت صفارة الحكم الدولي لتعلن نهاية المباراة , حتى وجدت هذه الجماهير العراقية نفسها بشكل عفوي وسط الشوراع والساحات ترقص وتهلهل وتدبك وتهتف وتغني بمختلف اللغات للوطن والناس .
لقد قالت هذه الأغلبية الصامتة كلمتها بدون تدبيج ودون مقدمات بأنها بمنأى عن الصراعات السياسية الطائفية وان ما يجمعها في هذا الوطن اكبر مما يفرقها , وان مشتركاتها التاريخية والإنسانية تسمو فوق هذه الخلافات والصراعات الطائفية والاثنية المفتعلة الذي شرعنها الاحتلال وعمقتها قوى الإرهاب والظلام والتكفير ,وتنفخ في جذوها قوى الفساد والعصابات الإجرامية التي وجدت في الفوضى وغياب القانون غايتها ومرتعها , لتقتل فرح العراقيين و تغتال سيادتهم واستقلالهم وعزتهم الوطنية الإنسانية .
وكانت هلاهل الأمهات وهتافات ودموع الاطفال والشباب حافزا للعراقيين الشرفاء ليقيموا عرسهم الشعبي العفوي في الهواء الطلق وهم يرددون تحياتهم للوطن والفريق الوطني , مؤكدين بخروجهم اكبر تحدي للإرهاب, من دون بيان سياسي يحرضهم , أو فتوى تدفعهم للاصطفاف لهذه الجهة اوتلك , أو خطاب طائفي أو اثني يحرضهم للخروج للشوارع , مؤكدين للجميع وبشكل عفوي وخصوصا اؤلئك الذين تلطخت أيديهم بدماء الرياضيين الذين سقطوا في بغداد الجديدة , والذين قتلوا غدرا في مدينة القائم , والذين اغتيلوا من لاعبي كرة القدم والألعاب الأخرى, والذين لازال مصيرهم مجهولا من أمثال رئيس اللجنة الاولمبية العراقية [ احمد الحجية ورفاقه الرياضيين ] ,وكل ضحايا الإرهاب من الرياضيين في مختلف قصبات ومدن العراق, ليقولوا وبصوت هادر هز جميع إرجاء الوطن المحتل , إن دماء هولاء لن تذهب هدرا وان هذه الأغلبية الصامتة سوف تضع حد لكل هذه الأعمال الإرهابية التي تضر بمصالح الوطن ووحدته وتطيل بعمر الاحتلال .
لقد انحنى العراقيون لفريقهم الوطني الذي جلب لهم الفرحة التي فقدوها بسب الصراعات الطائفية المفتعلة والأعمال الوحشية للقوات المحتلة والأعمال الإجرامية للتكفرين والظلاميين المليشيويين , وأسسوا لمفهوم جديد للوحدة الوطنية العراقية بعيدا عن الأروقة السياسية المليئة برائحة العفن السياسي الطائفي , وليقولوا أيضا للذين سخروا من الرياضية العراقية و رياضة كرة القدم بالذات , أنها لم تكن [ جلدة تركض ورائها الزعاطيط !!؟] , بل كانت كرة من نار أحرقت ومزقت شباك الطائفية السياسية وقضت على مضاجعها , وأعلنت بهلاهل الأمهات وصرخات الاطفال وبكاء الشبيبة وبأشرطة المنتخب الوطني السوداء , وبدعاء وصلوات الجوامع والكنائس والحسينيات والمعابد , وبرقصات ودبكات وأغنيات وأشعار العراقيين , عن تأسيس مفهوم جديد للوطنية والوطن في العراق الجديد .