| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ماجد لفته العبيدي

Majid.sha61@hotmail.com

 

 

 

الأحد 19/4/ 2009



أتجاهات التجديد وتجليات الصراع الفكري !

ماجد لفته العبيدي

أحتفل الشيوعيون العراقيون بعيد حزبهم الماسي ... الحزب الشيوعي العراقي الذي قدم الشهداء والتضحيات في المعارك الطبقية والوطنية ، و لتلك التضحيات الجسام الاثر البليغ في بقاء الحزب و ديمومته و أستمراره ومواصلته النضال والكفاح على الرغم من كل المصاعب الجمة التي اعترضته، والظروف الصعبة التي احاطة به ، ولم يتهيب الشيوعيون يوما عن خوض المعارك الطبقية حتى في أصعب الظروف ، من احتلال وأرهاب وهجمات ظلامية همجية صمتت فيها اصوات الكثيرين ، وعجز البعض الاخرعن خوض النضال والكفاح دفاعا عن مصالح الشعب والوطن .

ورغم كل الظروف المركبة والمعقدة التي تمر فيها بلادنا في الوقت الراهن ، والتي تحمل في طياتها الكثير من الاشكالايات والارهاصات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والانسانية التي خلفتها الدكتاتورية الصدامية الفاشية ، والاحتلال ، والارهاب ، والصراعات الطائفية ، الا أن الشيوعيين العراقيين ، لهم حضورهم السياسي والاجتماعي على الرغم من التشويش المفتعل التي تحاول أثارته القوى الرجعية التي تستغل الكبوات والاخفاقات والاشكاليات المؤقته التي يتعرض لها الحزب , مثل ماحدث في انتخابات مجالس المحافظات ، وماسبقها ومن قضية المشاركة في العملية السياسية والاشتراك في الحكومة والقائمة العراقية ، والتي لها أسبابها الموضوعية التي لايمكن الاستهانه بها ، والتي يضعها الحزب ككيان أجتماعي في الحسبان وفي الوقت ذاته يسعى الحزب الى تشخيص القصور الذاتي لتطوير عمله واداءه اليومي , من خلال شفافية الحوار وعلنيته التي تلعب دورا اساس في تطوير الصراع الفكري السلمي داخل الحزب ككيان أجتماعي يتحوي على فئات وطبقات أجتماعية مختلفة .

وكانت الخطوات الاولى المتواضعة التي شرع بها الحزب في المؤتمر الوطني الرابع (1984-1985 ) حيث طرحت وثائقه الاساسية للنقاش العام , وجرى عبر ذلك المؤتمر تقيم سياسية الحزب بشكل علني، ووضعت فيه الخطوط العامة لتجديد خطابه السياسي ، وجرى فيه أتباع وسائل جديدة لتقييم عمله القيادي ، عبر تشخيص اخفاقات الطاقم القيادي واهليته وقدرته على المواصلة، واوجد فيه مفهوما جديدا للقيادة ، بأعتبارها مهمة تنتهي عند ما يتعذر على الرفيق القيادي أداءها و تنفيذها بأبداع ، وأتبع من ذلك الحين سياسة التقييم المتواصل للخطاب السياسي للحزب ، بأعتباره افضل السبل لتطوير العمل القيادي ، وعمل الحزب بشكل عام ، وجرى العمل بطريقة التغير المتواصل للطاقم القيادي ومده بدماء جديدة متطوعه للعمل الحزبي في مختلف الظروف ، ولديها الاستعداد الدائم لتغير مهامها وفق الحاجة النضالية ولاتنظر الى المهمات الحزبية كعمل ثابت بل مهمات متغيرة .

كل هذه التطورات الهامة التي جرت على العمل الحزبي ومارافقها من تغيرات في البناء الحزبي ، تجعل من حزب الشيوعيين العراقيين في الذكرى الخامسة والسبعيين لتأسيس حزبهم أكثر قدرة على مواجهة المصاعب والمعوقات وأكثر جدية في التعامل مع الانتقادات التي تتعلق في نتائج الانتخابات الاخيرة لمجالس المحافطات التي كتبتها شخصيات يسارية وشيوعية تنتقد فيها عمل وأداء الحزب وخطابه السياسي خلال الست سنوات الماضية ، وتجعلهم أيضا اكثر فطنة للتمييز بين الكتابات البناءة الساعية الى تطوير عمل الحزب وتقوية نفوذه وشد عزم مناضلية ، والاخرى السلبية التي تعطي انطباعا للقراء أنها محاولات لاستغلال تلك النتائج لتصفية الحسابات مع الحزب ، ككيان أجتماعي ، عبر الهجوم على قيادته بشخوصها محملا أياها اسباب الفشل برمته، موهمة الشارع السياسي على ان الشيوعيين العراقيين يخافون من تقييم عملهم القيادي وسياستهم بشكل علني وشفاف ، ناكرة حقيقة ساطعة بات يعرفها الشارع السياسي العراقي ، الا وهي أن الشيوعيين العراقيين لهم تاريخ طويل في تقييم سياستهم وتصويبها على أرض الواقع ، فقد تم أعادة النظر في موقف الحزب أزاء رشيد عالي الكيلاني وانقلابه في 1941 وجرى النظر في سياسية الحزب ازاء قضية فلسطين ، وتم تغير سياسية الحزب في الكونفرس الثاني 1956، عبر التقيم الشامل للسياسية الانعزالية اليسارية (بقيادة حميد عثمان )، وفي الكونفرس الثالث جرى تقييم سياسة الحزب خلال فترة الستينات ومجريات الاحداث العاصفة التي حدثت خلالها ، وكان المؤتمر الثاني قد طرح افضل وثيقة تقييمية لسياسية الحزب العامة، وجاءت وثائق المؤتمر الرابع لتطرح تقيمها العام لتجربة التحالف مع البعثيين ، وفيه تحملت قيادة الحزب المسوؤلية الشخصية والتضامنية امام المندوبين ، وتم تقييم احداث بشتاشان في اواسط الثمانينات ايضا وكان لهذا التقييم الاثر الطيب لتجاوز محنة الحزب الجسيمة خلال التجربة الكفاحية الانصارية المسلحة ، و في اواسط التسعينات جرى تقييم تجربة الانصار والكفاح المسلح في كوردستان والعراق بكاملها ، وجرت الاشارة الى العديد من الاشكاليات والنواقص التي اعترتها ، ، فكانت تلك التقييمات دلالة على روح التلمذة الشيوعية والتواضع الجم ومنطلق للشفافية والتجديد، ذلك التجديد الذي أنطلق بشكل اوسع وأعمق منذ المؤتمر الخامس ، حيث حصلت اوسع عملية للتجديد في كيان الحزب وسياسته والتي أعطت دفعته جديدة للعمل الحزبي على الرغم مما أشابها من ركود و ترواح وتعرج في الكثير من الاحيان ، وظلت في العديد من مفاصلها اسيرة تصورات الاكثرية في أغلب تفاصيلها ، مما عطل العديد من الامكانيات للمساهمة في تطوير أدوات ووسائل وطرق وأساليب العمل والكفاح ، وكان لذلك اثر غير قليل على طبيعة تجدد الخطاب السياسي وبعث الروح فيه ، ذلك الخطاب الذي لا يمكنه ان يكون قادرا وفعالا في تحريك الفعالية والمكونات الاجتماعية وشدها لعناصره الا اذا أستطاع شده لها من خلال ملامسة حاجاتها اليومية الماسة ومصالحها وطموحاتها ، ليشكل قراءة مكثفة للحراك الطبقي في المعامل والمزارع والشوارع وفي مختلف ميادين العمل الاجتماعي ، ويمكن ترجمة هذه القراءة من خلال مفرادات الخطاب السياسي للحزب وشعاراته و تحليلاته اليومية لللاحداث العامة ، و في الاعمال اليومية للحزب وسط هذه المكونات التي يشعرها الحزب بقرب هذا الخطاب لها وقدرته على الدفاع عنها و عن مصالحها ، وفي حالة عدم قدرة الخطاب السياسي للحزب على ملامسة مصالح هذه المكونات وتحريكها للعمل ،(حتى لو كان صادق التوجهات والاهداف )، يصبح هذا الخطاب السياسي مجرد امنيات اقرب منها الى شعارات المنظمات الخيرية ، وليس خطاب لحزب سياسي مقدام قادر على تحريك الشارع السياسي والتأثير على معالمه ، وعلى الرغم من أهمية العوامل الموضوعية التي تناولها اعلام الحزب حول خسارتنا في أنتخابات مجالس المحافظات ، الا أننا اليوم في خضم الاحتفال في العيد الماسي ،يتطلب منا مراجعة الكثير من مفاصل سياستنا وجعل خطابنا في صياغته ان يكون ليس قادرا فقط على ان ينال استحسان الجمهور بل تحريكهم لدفاع عن مصالحهم وقضاياهم .

و ليس لدى الكثير من شك بان مرحلتنا الراهنة هي مرحلة السياسة الاصلاحية والنضال الديمقراطي البرلماني ، ولكنها لا تعني في أي حال من الاحوال تعطيل نشاط الحركة الجماهيرية والتخلي عن وسائلها واساليبها ، والتعويل على المشاركة في السلطة السياسية ومؤسساتها العليا لطرح تصورات الشيوعيين واعتبار المشاركة بها جواز مرور لقرارات الحكومات التي جاءت بعد الاحتلال والتي هجمت على الحركة العمالية والفلاحية والطلابية , بل يتطلب من هذه المشاركة ان تكون دفعا للتحركات الملموسة للجماهير ودفع لها لتصدي للهجوم الذي تتصدره قوى الظلام والرجعية والاحتلال ، في حالة الاخلال بهذه المعادلة الصعبة ، سوف تتصدر هذه الحركة احزاب وليدة اليوم ، في الوقت الذي تشكل تلك القضايا مهماتنا الاساس ونحن اهل لها لما نملكه من خبره وقواعد جماهيرية وتاريخ نضالي مشهود له حتى الوقت القريب .

تلك التساؤلات والنقاشات الشفافة المتداوله اليوم يطرحها الشيوعيون واليساريون والماركسيون كل من موقعه وتصوراته ، وهم يسعون للبحث عن كل الامكانيات للحل بما فيها عقد كونفرس مبكر لمناقشة ما حدث بانتخابات مجالس المحافظات بجدية ، طالما نحن امام استحقاق الانتخابات البرلمانية ، والتي تتطلب جهودا اكبر للتحقيق نتائج أفضل ، ويتطلب التعامل مع هذه الاراء التي تمثل الاقلية الفكرية على انها ضمن اتجاهات التجديد الذي نسعى الى تعميقه ومواصلته ، وليس انها فورة غضب مؤقتة وردود افعال غاضبة سوف تنتهي بزمانها ومكانها المحدد ، أن هذا التصور غير السليم اذا جرى الاخذ به فسوف يقودنا الى مزيد من الانتكاسات التي لاتخدم قضية التجديد و تخدم في النهاية القوى المتربصة في الحزب .

ان تفويت الفرصة على هذه القوى يتطلب المزيد من الشفافية والديمقراطية ولا يمكن لذلك ان يتم من دون وقفة جادة من قبل قيادة الحزب التي تتحمل مسؤولية المهام القيادية بين مؤتمرين لفتح الحوار الفكري الشامل حول جملة من القضايا المتداوله اليوم في الكثير من الاروقة ، والتي تسعى القوى المتربصة في الحزب الى تبينها بشكل باطل على انها أطروحاتها لوضع قيادة الحزب في الحرج امام الجماهير ، وفي مقدمة هذه القضايا المطروحة والمتداولة هي :

اولا:
يطرح علينا اليوم الاعتراف بشفافية في اخفاقنا الذاتي في الانتخابات ، وينكر علينا الاخذ بنظر الاعتبار بالظروف الموضوعية ، وهنا يجري التقليل في الوقت ذاته من الجهود التي بذلتها المنظمات الحزبية والتضحيات التي قدمتها ، لكن على الرغم من كل هذاوذاك أننا لم نستخدم كل طاقاتنا وامكانياتنا ، و قد جرى تشتيت قوانا وبعثرتها ، ولم نتجاوزمحيطنا الحزبي وحتى هذا المحيط ذاته قد اخفقنا في الكثير من مفرادته ، ولم تكن هذه الانتكاسة نهاية المطاف ، ولكنها سوف تترك اثرها على حركة اليسار و الحزب الشيوعي العراقي اذا لم تجر دراستها بشكل موضوعي وبروح التطلب الشيوعية وبعيدا عن الر ضى عن النفس .

ثانيا :
ترى هذه القوى ان مشاركتنا في السلطة هي اهم اسباب انتكاستنا وأشكالياتنا الكبرى الغير قابلة للحل , ولكن على الرغم من أهمية مشاركتنا في السلطة لكننا لم نستفد منها لتأ ثيرنا على اداء السلطة من فوق ، وفي الوقت ذاته مواصلة التأثير عليها من تحت عبر مساندة كل التحركات الجماهرية المناضلة من اجل مصالحها بشكل علني وواضح ومسموع ومعلن عبر وسائل الاعلام ، فاعتبر البعض موقفنا متلبسا من الهجوم المتواصل على منظمات المجتمع المدني والجماهير، يتناقض مع وثائقنا البرنامحية المعلنة ، وجرى تفسيرها على انها مواقف خجولة من السلطة بشكل عام في المركز وفي الاقليم بشكل خاص في الوقت الذى اراد الحزب من هذه المواقف المتوازنة تمرير الفرص على قوى الارهاب والمحافظة على أستمرار العملية السياسية ، تلك السياسة التي تنطلق من المسؤوليات الوطنية حملتنا الخسائر فيما حصدت قوى السلطة النتائج وتحمل الحزب ككيان اجتماعي هذا الاخفاق في معادلة العلاقة مع السلطة ، ويعتقد الكثيرون ان تلك الاسباب هي التي اسهمت في في أضعاف قوتنا الجماهيرية وساقتنا الى المواقف التي تقع في اقصى يمين الاصلاح السياسي ، ودفعت الحكومات بما فيها حكومة المالكي الى التمادي في التدخل في أنتخابات منظمات المجتمع المدني ومنها اللجنة الاولمبية ونقابة المحامين والصحفين ومواصلة تعطيل عمل اتحاد الادباء ، والحبل على الجرار .

ثالثا :
يتهم الكثيرون العقل الجماعي المصغر ( القيادة ) بتعطيل أدوات العمل اليومي و قتل روح المبادرة الشيوعية واشاعة روح الروتين التي لاتمت بصلة لعضوية الحزب الشيوعي العراقي ووصايا الرفيق الخالد فهد ، و يعتقد هؤلاء ان الوقت الراهن يتطلب تجديدا جوهريا لعضوية الحزب وأعادة هيكلته ليكون بمستوى التحديات الراهنة ، ويربط هؤلاء بين النتائج التي افرزتها الانتخابات الاخيرة والحاجة الى التجديد المتواصل ، ان سياستنا ومفرداتها الحالية اذ لم تستطيع مواجهة الواقع ولم تستطيع تحريك الجماهير الصامته ,لتبنى شعاراتها وتوجهاتها ، اي فأنها لم تجد الجسور بين الاهداف الانية والاهداف الستراتيجية ، لذا يتطلب من العقل الجماعي المصغر للحزب أن يكون بمستوى ملاحقة الاحداث السياسية ، عبر الابتعاد عن الغوص في التفاصيل الجزئية المكتبية على حساب العمل الجماهيري ، والابتعاد عن تغليب العمل الاداري على العمل الحزبي الميداني الذي هو المحك الحقيقي لقدرة هذا العقل المصغر على أثبات امكانياته الواقعية في ميدان العمل والنشاط اليومي !

رابعا :
ان الداعين الى اجتراح المعجزات في ظل الاحتلال والارهاب وفي ظل النكوص والتردي والهجمة السلفية الشاملة على القيم والثقافة والمجتمع ، لايمكن مواجهتم الا عبر سياسة الانفتاح الفكري و العقلنة السياسية ،التي تعني بدء ذي بدء معرفة مهماتنا و اهدافنا من العمل في السلطة ومؤسساتها التشريعية والتنفيذية وتحمل اوزارها بحجم المشاركة ، في الوقت ذاته مواجهة قراراتها وقوانينها الغير عادلة عبر الوسائل السلمية ، والاستفادة من التذمر الحاصل بين القوى المشاركة فيها لرفع سقف مطاليبنا ، فمن غير الممكن ان تنتقد قوى اساسية مشاركة في السلطة ممارستها ، ونصمت نحن عن قضايا بسيطة معروضة في صحافة احزاب السلطة، يمكن ان تستخدم وفق العرف الصحفي المعروف للتنشر في وسائل أعلامنا ونجعلها قضية رأي عام للتأثير على مؤوسسات السلطة والحد من ممارساتها السلبية !!!

خامسا :
يعي الشيوعيون انهم لايمكنهم ان يتوسدوا التاريخ ويتلحفوابه ولم يكتفوا بالتذكير بعبره ومعاركه ، بل هم بحاجة الى الاستفادة من العبر التاريخية لصناعة التاريخ واحداثه المعاصرة والمستقبلية ، برؤى جديدة تخلد الماضي وتستلهم المستقبل ، المستقبل الذي هو ملك لقوى التقدم ،الذي هم الجزء الاساس منها ، ومن هنا ينشأ التساؤل اين نحن من المعارك اليومية للشغيلة والكادحين ، لايكفينا تقديم العرائض الشفوية لمكتب رئيس الوزراء ، بل يحتاج منا القيام بالاعمال السلمية المطلبية الكفاحية التي يهتز لها مكتب رئيس الوزراء، عبر تبني أحتجاجات النا س وشكواهم السلمية التي يدعوا لها رئيس الوزراء ذاته ، لكي لا نتحمل اوزار الحكومة وتحصد احزاب الحكومة النتائج ، مثل ما حدث في زمن التحالف مع البعث ، وفي النهاية ليس العبرة من تقيم الحدث التاريخي ، بل العبرة من أستخدام التقيم في التاثير على مجريات ا لاحداث ، والا اصبح التقييم مجرد اسطورة تحفظ في اطارها التاريخي التقليدي المملل !!!

سادسا :
ان هؤلاء الذين يعتقدون نحن خارج اطار التجديد هم في خطل وههم ، لان التجديد مسار متعرج ووعر يتطلب جهودا غير عادية في مواجهة القديم وعاداته وأساليبه ، فنحن لازلنا نسير في مسار التجديد ، ولكن التجديد ليس له اتجاه واحد وهو عبارة عن ( وحدة لصراع الاضداد )ان صح التعبير ، فهو يعكس تجذابات مختلفه في اطار الوحدة ، ولكن علينا ان نعي في أي محطة منه ، اذا لم نتعرف على مسارنا التاريخي واتجاهاته فأننا سوف نضيع تحديد الهدف الاني والنهائي ، واذا لم ناخذ بعين الاعتبار قضية اعادة النظر في مفاصل سياستنا بأعتبارها ليس كتابا مقدسا ، وطرق واساليب كفاحنا باعتبارها ليست عقيدة خالدة ، وأن لايتسرب لنا الاعتقاد بأننا سياستنا على صواب وعلى الدوام ، فان هذا الاعتقاد يجعلنا نقع في تناقض مع الفهم المادي للتاريخ وجدلية الفكر الماركسي .

ان قياس الزمن وحساباته ومقاساته وتسارعه المتواصل ، تضعنا في تساؤل مستمر حول المنجز من تعهداتنا على الصعيد السياسي والذي يتطلب استخدام سياسية العقاب والثواب في العمل التنظيمي ، مما يتطلب منا ان نتخلي عن شماعة الظروف الموضوعية ونضع النقاط على الحروف ونشير في البنان وبروح الشفافية من هم الاصلح للاستمرار في العمل على صعيد العقل الجماعي المصغر ، الذي يسير فيه الجميع بخطى واحدة ، ليس هناك من هوفي المقدمة والاخرون من بعده ، وعلى صعيد الخاص ايضا يتطلب منا تقديم فاتورة الحساب للجميع ، فالتجديد والديمقراطية بدون الشفافية هو مجرد شعارات وهاية غير قادرة على مواجهة الواقع ، كل ذلك يقرب المسافات مع الكثيرين ويجعل من صحافتنا واعلامنا طاولة مستمرة للحوار ،ومنظماتنا منظمات جهادية وسط الجماهير !!!


 

free web counter