| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ماجد لفته العبيدي

Majid.sha61@hotmail.com

 

 

 

الثلاثاء 19/5/ 2010



مطالعة لبلاغ أجتماع نيسان للجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ....!

ماجد لفته العبيدي

عقدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي , اجتماعها الاعتيادي في 23نيسان 2010 والذي تناولت فيه العديد من القضايا الهامة المتعلقة بمستقبل العراق السياسي بعد أنتخابات 7أذار والنتائج التي أفضت لها , والتي مني بها الحزب الشيوعي وحلفاؤه الديمقراطيون بخسارة غير قليلة , وقد عبر البلاغ عن ذلك في الاشارة الى أن هذه النتائج جاءت محصلة لقانون الانتخابات الذي أريد له تكريس سلطة القوى المتنفذة , وقد عارضه الحزب واكد على أنه ( جاء أنتقاصا من الديمقراطية ومؤسساتها , وشكل أعتداءا على التعددية والتنوع , وجسد السعي الى أحتكار السلطة السياسية وليس الى المشاركة وأجتذاب القوى السياسية للاسهام في صنع القرارات الاساسية المتعلقة بواقع البلاد ومستقبلها ) (1)

ولكن هذا الاستنتاج السليم والتشخيص السليم للاهداف القانون لم يلازمه خطوات عملية لمواجهة هذه المساعي المكشوفة من قبل القوى المتنفذه , الا وهو مقاطعة الانتخابات مع التأكيد على عدم رفض مبدأ الانتخابات الذي يشكل مظهرا من مظاهر العملية الديمقراطية , وقد جسدت المشاركة في الانتخابات شرعنة القانون والاقرار به , وكان تبرير المؤيدين والمتحمسين للمشاركة , في عدم فسح المجال لبعض القوى في أستغلال قضية المقاطعة للهجوم على الحزب وأستخدام هذه المبرر لوضع الحزب في صف القوى المعادية للعملية السياسية من عصابات القاعدة والمجرمين الصداميين .

لكن هذه التصورات لم تكن في محلها ومكانها ومبالغ فيها , حيث أعتبرت المشاركة في الانتخابات انتصارا بحد ذاته , وهذا بعيد عن الواقع وحراكيته السياسية , وهو لم يفصل بين أستخدام أجواء الانتخابات وأستثمارها لتعزيز علاقة الحزب بالجماهير والمشاركة في الانتخابات , وقد نوقشت هذه الافكار قبل عملية الانتخابات ووصم أصحابها الداعين الى المقاطعة في الانتهازية والتخادل والتطير ...الخ .

أما القضية الثانية : التي تناولها الاجتماع هي التحالفات الانتخابية وكانت اللجنة المركزية بعد دراسة مستفيضة لتلك التحالفات خلصت الى أعتبار التحالفات الانتخابية الجديدة هي أعادة أنتاج لعين التحالفات الطائفية والجهوية السابقة مع بعض الرتوش والتزويقات ,للاضفاء عليها الطباع الوطني الجامع , ولكن الملفت للنظر في تقييم مسعى الحزب ونشاطه لتشكيل تحالف ديمقراطي ,هناك نوع من الرضى عن النفس , على الرغم أن الحوار مع القوى الديمقراطية واليسارية لازال يعتمله العديد من الاشكاليات التي تتطلب من القيادة مراعاتها والانتباه اليها ,عبر فتح حوار شامل لا يستثني أي قوى ومن دون شروط وعلى ان يكون الحوار مع الافراد والجماعات على حد سواء لخلق جبهة واسعة لقوى اليسار والديمقراطية وفق برنامج الحد الادنى .

وفي ذات الوقت يتطلب تعزيز وحدة الحزب وتطوير أساليب عمله وطرائق علاقته في الجماهير , وتجديد عضويته وتطوير الحوارات الداخليه في صفوفه , ومنح الاقلية الفكرية حقوقها الشرعية المسطرة في الدستور الداخلي وممارستها على أرض الواقع بشفافية أكبر , وتطوير مشاركة قوى الحزب في المهجر في صناعة قرارته وسياسته وتطوير الاستفتاءات المتعلقة في قرارات وسياسة الحزب وقيادته لتكون اوسع ولتشمل جسد الحزب بكامله وخاصة في القضايا الاشكالية والعقدية .

وأيلاء أهتمام أكبر لتقييم عمل قيادة الحزب وتدقيق خططها وشعاراتها اليومية , هذا التقليد الذي لم يجر العمل به بعد المؤتمر الوطني السادس ,وقد كان خطوة متقدمة في حينه ,وقد آن الاوان ليكون مادة ثابته في محاضر أجتماعات اللجنة المركزية .

وجاءت عملية تقييم اسباب الخسارة في الانتخابات كثالث أهم قضية تناولها الاجتماع باسهاب وشمولية معتمدا على تقرير التقييم الاولي الذي وضعته لجنة مساندة الانتخابات المركزية والذي أقره الاجتماع الاستشاري الموسع الذي سبق أجتماع اللجنة المركزية , وقد تلمس التقييم العديد من القضايا الموضوعية والذاتية التي أدت الى خسارة الحزب الانتخابات , ولكنه لم يلتفت الى جملة من القضايا الجديرة في التدقيق والدراسة الجدية العميقة ,ومنها :
1- ان الحزب قد زج بنصف قيادته لخوض الانتخابات ومعظم قياداته المحلية , وكان عدد الاصوات التي حصل عليها هؤلاء المرشحون غير مشجعة , مما يدعو الحزب الى أعادة النظر في علاقة شبكة كادره وقيادته اليومية مع الجماهير ,عبر قيامهم بنشاطات ملموسه ومحسوسة من قبل جماهير ناخبيهم في السكن و مواقع العمل والانتاج , مع تطوير أدائهم الاجتماعي والمهني والحزبي .

2- يتضح بشكل لا يلبسه الشك ان السياسة الاصلاحية التوفيقية حملت الحزب الكثير من الخسائر غير الضرورية , منذ سبع سنوات الماضية , والمشاركة في السلطة حملت الحزب نتائجها السلبية أكثر من فوائدها الايجابية , وظلت الكثير من مواقفنا حبيسة غرف اللقاءات المشتركة وقاعات البرلمان المغلقة , ولم تكن هناك محاولات قوية لتخطي ذلك عبر التعريف بمواقفنا وملاحقة الاحداث بشكل سريع لكسب الجماهير وتحريكها لخلق نواة لحركة شعبية جماهيرية، وكان هذا ممكن ان يكون على الرغم من ظروف الاحتلال والارهاب والعنف الطائفي , وقد دفع الحزب ثمنا باهظا بمشاركته في العملية السياسية حيث قدم أكثر من 200 شهيد خلال السبع سنوات الماضية، وهو رقم غير صغير من التضحيات اذا ما قورن بضحايا الاحزاب الاخرى , وكان ضعف التغطية الاعلامية لمواقف الحزب والجرأة والشجاعة الكافية للترويج لهما , هما سببان من اسباب خسارتنا الانتخابية .

3- ان جعل المقرات الحزبية هي مراكز عمل الحزب, ابتداء من أستمارة العضوية وأنتهاء في الاجتماعات الحزبية للمنظمات الاساسية وحتى اللقاءات الاجتماعية , ابعد المنظمات عن جمهرة واسعة كانت ولازالت رئة الحزب التي يتنفس بها , حيث كان الجميع يشهد مناظرات الشيوعيين والماركسيين وأصدقائهم في مختلف القضايا في المقاهي والنوادي والتجمعات الاخري, وكانت العوائل والبيوت تحتضن أجتماعات الشيوعيين , بينما كانت الورقيات السمر تحتضن طلباتهم لنيل شرف العضوية , بعد سلسلة من العلاقة مع الحزب بحيث تجعل من يحمل شرف عضوية جديرا بهذا اللقب الذي ناله من خلال عمله ونشاطه وسط الجماهير وفي مقدمتها جماهير مهنته وطبقته الاجتماعية في مناطق السكن والعمل والانتاج , ان أعادة روحية عضوية الحزب عل هذا المنوال كفيلة بخلق منظمات جهادية قادرة على المواجهة وتحقيق النصر في مختلف المجالات ومنها الانتحابات .

ان القضية الاساسية التي يتطلب الانتباه اليها , والتي تتعلق بالمشاركة في الانتخابات المقبلة والتي جرت الاشارة اليها , الا وهي الاستعداد من اللحظة الراهنة للمشاركة بها , أبتداء من تهيئة الرأي العام الحزبي وأخذ تفويض منه , ورسم الخطط للتحرك لاختيار المرشحين المقبولين أجتماعيا ورسم الخطط لتحركهم بين الاوساط المختلفه .

القضية الاساسية الثالثة التي طرحها بلاغ اجتماع نيسان هي تحديد العديد من المهمات الانية لعمل المنظمات الحزبية لتكون منطلق لتحركاتها المستقبلية , وتشكل تلك المهمات بحد ذاتها برنامج عمل الحزب الانتخابي للانتخابات البرلمانية المقبلة عام 2014 , أذا جرى دعمها بفعاليات ونشاطات جماهرية متواصلة من خلال (المسيرات الجماهرية , المظاهرات والاعتصامات , والندوات الجماهرية العامة) وجرى العمل على تصدر الشارع السياسي عبر العمل الجماهيري الديمقراطي والانساني , والوقوف في طليعة الحركة المطلبية اليومية وتصدر فعالياتها ونشاطاتها , تلك الاعمال والنشاطات التي سوف تراكم رصيد الحزب الشعب وتصبح بطاقة الدخول الى قبة البرلمان العراقي .

أما القضية الرابعة والهامة جدا , والتي تتعلق في الاعداد الى المؤتمر الوطني التاسع في العام المقبل والتي يتطلب الاعداد له بعد أجتماع اللجنة المركزية مباشرة , عبر الاسراع في طرح مشاريع وثائق المؤتمر لتأخذ القدر الكافي من الدراسة والمناقشة الداخلية والعامة , وعقد الكونفرسات الحزبية والعامة , وأنتخاب المندوبين لهذا المحفل الحزبي الهام , وجعل المؤتمر التاسع محطة هامة لتقييم سياسة الحزب خلال السبع سنوات السابقة من الاحتلال الامريكي والمشاركة في العملية السياسية والحكم , والسعي لرسم سياسة جديدة تأخذ بنظر الاعتبار طبيعة الحراك السياسي الراهن ومهمات الشيوعيين لخلق جبهة واسعة للقوى الديمقراطية واليسارية لتصدر النضال السلمي وتحقيق الديمقراطية الحقيقية والدفاع عن حقوق الانسان العراقي المهدورة وحماية الكادحين والشغيلة من الاستغلال المركب للبرجوازية الطفيلية,المتحالفة من البرجوازية الطفيلية والمتشابكة مصالحهم مع الراسمالية الوحشية المعولمة .
 

(1) من تقرير اجتماع نيسان 2010
 

 

free web counter