نسخة سهلة للطباعة
 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ماجد لفته العبيدي

Majid.sha61@hotmail.com

 

 

 

 

الخميس 13 / 4/ 2006

 

 

 

أزمة الائتلاف العراقي الموحد السياسية سوف تقود البلاد نحو المجهول
 


ماجد لفته العبيدي

لم تعد خافيه على المواطن العراقي الازمة السياسية التي تعصف في الائتلاف الموحد بسبب قضية اختيار مرشحه لرئيس الوزراء الذي تم أنتخابه داخل الائتلاف بفارق صوت واحد ولم يحضى برضى أغلب الكتل البرلمانية التي تضم [ 133 صوتا ] موزعة 53 التحالف الكردستاني ، 44 التوافق العراقية ، 25 العراقية ، 11 الحوار الوطني اضافة الى اصوات اخرى يمكن أن تنظم الى جانبهم , ويتفق هؤلاء بينهم على الاعتراض ( اداء الحكومة , برنامجها , وشخص ابراهيم الجعفري ) , وقد حاول الائتلاف خلال مفاوضاته الماراثونية مع الكتل البرلمانية تسويق مرشحه ولكن النتيجة كانت هي الفشل , وبالرغم من أعادة المناقشات حول هذه القضية أكثر من مرة فقد جوبهت هذه العملية بالرفض والاصرار على الرفض .
مما وضع هذا الرفض المتكرر الائتلاف العراقي بوضع لايحسد عليه وبأزمة داخلية لايعرف عقباها , وبدأت التصريحات تتوالى من داخل الائتلاف [ قاسم داود, جلال الصغير , مجموعة من علماء الحوزة العلمية , عادل عبد المهدي , نديم الجابري , صباح الساعدي ....الخ ] ,ثم توالت أجتماعات الائتلاف التي أظهرت الصراع الجاري خلف كواليس الائتلاف والذي تدور رحاه بين التيار الصدري الذي يقف خلف الجعفري مع شقي الدعوة ومن الجانب الاخر المجلس الاعلى الذي يصر على أنسحاب الجعفري ومعه حزب الفضيلة ومنظمة بدر ومعه بعض المستقلين , وتظهر اليوم في ظل هذه الصراع أسماء جديد كحل وسط مثل[ قاسم الداود , وجواد المالكي , وعلي الاديب ] للخروج من الازمة . بينما تتواصل تصريحات ومؤتمرات الجعفري الذي يؤكد ويصر على الترشح باعتباره مفوض من الشعب بشكل ديمقراطي وليس لديه الاستعداد للتنازل عن خدمة الشعب العراقي , وفي ظل كل هذا ظهرت تهديدات المرجعية العليا للحوزة العلمية بسحب غطائها الروحي من على الائتلاف مع النصح بأستمرار التحالف والمحافظة على اللحمة بين أطرافه .
وتظهر كل الدلائل بعد ظهور أوراق جديدة ضاغطة في الساحة السياسية لقبول الجعفري من قبل الكتل النيابية الرئيسية , مثل ترشيح [عربي ] لرئاسة الجمهورية والتي تلقفتها جبهة التوافق لتعلن عن طريق العضو القيادي في الحزب الاسلامي العراقي أياد السامرائي عن عزم الجبهة لطرح مرشحها الى الجمهورية ورافقتها تصريحات الائتلاف في عدم القبول باستمرار التحالف الكوردستاني بالأحتفاظ بحقيبة الخارجية ورئاسة الجمهورية وتصريحات السيد عدنان الباججي بعقد جلسة البرلمان الاثنين المقبل للبت في شأن الحكومة العراقية .
ان حلحلة الازمة سوف تكون عصية في ظل اصرار الاطراف على مواقفها وربما سوف تقود الى مزيد من الفوضى الامنية في ظل ضعف أداء الحكومة وفشلها الذريع , والذي يستمع الى تصريح وزير الداخلية العراقي لهيئة الاذاعة البرطانية وهو يعترف بوجود فرق الموت التي نفاها في تصريحاته السابقة , مشيرا الى عدم علاقة وزارته بهذا الامر , يدرك جيدا مدى الفلتان الامني الذي خلفته حكومة الجعفري التي لم تطبق قانون 91 لحل المليشيات المسلحة التي تشكل الرافعة الاساسية للعنف الطائفي والارهاب السياسي في بلادنا اليوم في ظل القتل على الهوية وجرائم الذبح والقتل اليومي ورمي الجثث في الشوارع والساحات .
ان الازمة السياسية الراهنة في بلادنا يتحمل الائتلاف العراقي جلها , لانه لم يضع وزرائه تحت طائلة المسائلة داخل الائتلاف ذاته حتى يجري على ضوئه تشخيص العناصر الغير كفوءة , ولم يطرح برنامج متكامل ويشير الى الية تنفيذه , اضافة الى تعامله مع السلطة كغنيمة جعلته يخضعها مبدئيا للمحاصصة والتقسيمات , كما لم يجري التفاوض بين أطرافه على توزيع كراسي الوزارة بينهم ليكون على بينة قبل خوض الانتخابات لكي لايدفعون البلاد الى هاوية الصراعات الحزبية ويفقدوا العملية السياسية السلمية الديمقراطية بريقها الذي جعل السيد مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا السابق يقول [ ديكتاتورعادل خير من ديمقراطية العراق الفاشلة ] !!؟
لم يعد للمواطن العراق اليوم من سبيل للتخلص من معاناته الا بتشكيل الحكومة الدائمة لتنقذ البلاد من فوضى الارهاب الطائفي الذي يراد منه سوق البلاد الى أزمة سياسية مستعصية تهدد حاضره ومستقبله وماضيه , الم يدرك عقلاء الائتلاف العراقي[ الغير] موحد أن مصيبتهم ستصبح مصيبة كل العراقيين الذين كل أيامهم أصبحت عاشوراء !!؟