ماجد لفته العبيدي
الجمعة 11/ 8/ 2006
مهزلة لحرف الأنظار عن الشرق الأوسط !!؟
ماجد لفته العبيدي
أفاقت شعوب الشرق الأوسط ومعها شعوب العالم على مؤامرة الإرهابيين التي كانت تبغي استهداف الطائرات المدنية في مطار لندن , وكشف رجال الاستخبارات البريطانية تفاصيل هذا العمل الذي كان تحت أنظارهم ومتابعتهم منذ أكثر من ثلاثة أشهر , في المؤتمر الصحفي لسيد جون ريد وزير الداخلية البريطاني , الذي أيقظ السيد توني بلير من نومه في الساعة الأولى من الفجر ليبلغه بالسيطرة على الموقف خلال أربعة ساعات وإفشال المؤامرة الإرهابية ( للفاشيين الاسلاميين ) و ليحمل السيد بلير النبأ ( ببجامة النوم ومن سريره ) ويتصل هاتفيا بالسيد جورج بوش موقظه من نومه العميق , فكلا الرجلين حماة السلام العالمي من ( الإرهاب الفاشي الإسلامي ) حسب تصريحات السيد جورج بوش زعيم الولايات المتحدة الأمريكية !!؟
فهذه المرة ليس كسابقتها فالمتهمين عشرين مواطن بريطاني من أصل آسيوي , اعتمدوا الطائرات الصغيرة هدفا لهم لتفجيرها , بواسطة سوائل كيماوية تحدث تفاعلات تؤدي إلى أنفجارات ومثل ما يقول العرب ( قبل ما تقع الفأس بالرأس ) تدراكها عملاء الاستخبارات البريطانية بالتعاون مع نظائرهم الأمريكان وحلفائهم وأصدقائهم في العالم , ولم تمضي فترة قليلة على هذا الموضع , حتى جاءت الاستخبارات القطرية بنبأ القاء القبض على رجل يحمل حبل حاول الدخول إلى كابينة الطيار على متن الطائرة القطرية المتوجه الى عمان, وهذا الرجل لم تسعفه السوائل لأنه في المنطقة العربية الصحراوية القاحلة فاستعاض عنها في حبل حصانه الأصيل !!!
بينما نامت شعوب الشرق الأوسط على دوي المدافع وأزيز الرصاص وهدير الطائرات الاسرائيلية التي اقترفت أبشع الجرائم في الضاحية الجنوبية من بيروت وصيدا وصور ومرجعيون وبعلبك , و ظل ابناء الشعب الفلسطيني يقظين ينتظرون رنين هاتف الموت من قبل جيش الدفاع الإسرائيلي و(شباك) لتمهلهم عشرين دقيقة لإخلاء منازلهم التي تقصف بطائرات أف 16 , في الوقت الذي أصروا فيه كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وحلفائهم على عدم وقف إطلاق النار واستمرار الحالة الكارثة التي يمر بها الشعبين اللبناني والفلسطيني و مواصلة العربدة الاسرائيلية في الشرق الأوسط والكيل بمكيالين من قبل الدول المتنفذة في مجلس الأمن لصالح إسرائيل وعدوانها واستمرار المندوب الأمريكي حتى الساعات المبكرة من يوم الجمعة 11اب 2006 برفض الهدنة الإنسانية لإيصال الطعام والدواء والماء لشيوخ وأطفال ونساء لبنان !!؟
في ظل مثل هذه الأجواء العفنة التي تعج بها أروقة الاستخبارات البريطانية والسي إي إي الأمريكية تم طبخ هذه الوجبة الفاسدة [ الفاشيين الاسلاميين ] لتكون مهزلة تاريخية للإحداث مأساوية معتقدين أنهم سوف يوهمون العالم وأنهم قادرون على حرف أنظاره عما يجري في الشرق الأوسط من مآسي في ظل المواقف اللاأنسانية واللا أخلاقية لدعاة العدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان , الذين بصكوكها احتلوا الدول وتحت رايتها جرى خرق أبسط الحقوق الأساسية للإنسان وكرامته وبفضل عدالتها المصطنعة تم سرقة ثروات الشعوب البشرية والمادية , إن هؤلاء هم من يعطل مجلس الأمن عن اتخاذ ابسط الإجراءات لوقف الحرب في الشرق الأوسط , أنها حقا مهزلة تثير استخفاف الشعوب بمهندسيها الذين لن يكفوا عن أعداد من أمثالها في المستقبل القريب .