موقع الناس     http://al-nnas.com/

هل يحتاج شيعة العراق الى دلائل وبراهين لاثبات وطنيتهم !!؟

 

ماجد لفته العبيدي

الأثنين 10 / 4/ 2006

يقول الاديب العربي الكبيرطه حسين[ان التشيع لعلي بدأ أول الامر حزبا معارضا لسياسة الجور والاوضاع الفاسدة,وأن المعارضة كانت تارة في قالب الثورة وحينا بأعلان السخط والتشنيع على الحاكم , وبسبب ذلك نسب الى الشيعة ما ليس لهم به علم , وقتلوا وعذبوا وأضطهدوا أضطهادا شديدا] *
منذ اكثر من الف ومئتين عام تثار قضية التشيع بأعتبارها واحدة من قضايا الاجتهاد الديني الخلافية وقد كتب عنها الكثيرون من الباحثين والدارسين و المتخصصين في الشأن الديني , وقد حاول الكثيرون منهم تشويه العديد من الحقائق التاريخية ولوي عنق الحقيقة والخروج عن أطار الامانة العلمية التاريخية والمصداقية في البحث عن هذه الظاهرة الاجتماعية الدينية التي تحولت الى مكون أجتماعي وكتلة شعبية تملك من الخصائص المتفردة في تكونها التي تشكل جزءا من الشخصية الوطنية العراقية العامة واحد الوان الفسيسفاء العراقية .
لقد حاولت الديكتاتورية الفاشية خلال حكمها الجائر ان تبرر جرائمها بحق أبناء الجنوب والوسط بشكل خاص عبر التهويش على وطنيتهم وأتهامهم بأشنع التهم التي تطعن في أخلاصهم للوطن وعمالتهم لايران , وكان كل فعل معارض يتصدى للاعمال الديكتاتورية الصدامية وقوانينها القرقوشية يحكم عليه تحت أطار هذه القوانين وفي موادها 156,159 من قانون العقوبات البغدادي المعدل ,ووصلت صفاقة أبن الدكتاتور عدي ان يكتب عن ابناء الجنوب في صحيفته بابل بعد الانتفاضة ليشتم الجنوبيين ويصفهم بأن قادمون من الهند مع الجاموس وهم غرباء ودخلاء على بلادهم !!؟
بينما سطر الجنود العراقيين من أهالي الجنوب والوسط أروع الملاحم البطولية في الحرب العراقية - الايرانية دفاعا عن وطنهم ولم يثنيهم عن ذلك أنتمائهم الطائفي ومعرفتهم بعدم عدالة هذه الحرب العدوانية التي لم يطال منها الشعب العراقي لا ناقة ولا جمل !!؟
في يوم الثامن من نيسان وفي ظل المخاطر الجدية التي تتعرض لها بلادنا وفي زحمة المخططات الاقليمية والدولية التي تسعي عنوة أدخال بلادنا في عنق زجاجة الحرب الاهلية الكارثية ,أطل علينا السيد محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة من خلال مقابلته مع قناة العربية بتصريح قال فيه[ بالقطع ايران لها ضلع في الشيعة.. الشيعة 65 بالمئة من العراقيين وهناك شيعة في كل هذه الدول وبنسب كبيرة والشيعة دائما ولاؤهم لايران. اغلبهم ولاؤهم لايران وليس لدولهم".], وكانت هذه التصريحات قد أثارت الدهشة لدى العراقيين لانها لاتصب في مجرى التهدئة وتفادي التصعيد بين القوى المتناحرة وبالرغم من محاولة الناطق بأسم رئاسة الجمهورية تفسير حديث الرئيس مبارك والتقليل من وقعه ولكنه أثار موجة غاضبة من ردود الافعال , لانه وضع بعض قوى الاسلام الشيعي بدلا من الشيعة كمكون أجتماعي في سلة واحدة دون التمييز بين المكون الاجتماعي المتآلف من طبقات أجتماعية ولها أحزابها السياسية , من القوميين واللبراليين والبعثيين والاسلاميين والشيوعيين والديمقراطيين وغيرهم وبعض الاحزاب الاسلامية الشيعية التي ترتبط بعلاقات سياسية مع أيران وليس الاحزاب السياسية الاسلامية الشيعية هي الوحيدة فهناك أحزاب أسلامية سياسية سنية أيضا وكردستانية وعربية لها علاقات مع أيران ومن جمهورية مصر العربية هناك علاقة جماعة الاخوان والجماعات الاسلامية في أطار العلاقات السياسية بين القوى والاحزاب في أطار العمل السياسي المشترك , ولايران عمل استخباراتي في عموم العراق لم يعد خافيا على المواطن العادي في جمهورية العراق .
أن العرب الشيعة الذي يشهد لهم تاريخ الحركة السياسية العراقية كانوا عراقيين مثل غيرهم, مخلصين لوطنهم وشعبهم في التاريخ القديم والحديث ولوتم القاء نظرة بسيطة على صفحات التاريخ الحديث لوجد للمواطنين الشيعة من الوطنيين [جعفر ابو التمن] والقوميين [محمد حديد] [ فؤاد الركابي ] [عزيز السيد جاسم] الشيوعيين [ محمد حسين الشبيبي ] [ محمد حسين الرضي- سلام عادل] قدموا تضحيات وتركوا بصماتهم على تاريخ الحركة الوطنية العراقية ومعهم الاف الشهداء الاخرين على مذبح الحرية ولازال الاف مثلهم يناضلون في سبيل أستعادة العراق لسيادته وحريته وأستمرار العملية الديمقراطية وتفادي الحرب الاهلية وكنس الاحتلال .
الا يستحق كل هؤلاء تأييد أشقائهم العرب وأحرار العالم في نضالهم ضد الارهاب والاحتلال من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتقدم الاجتماعي !!؟


* من كتاب مهزلة العقل البشري ص76 تأليف الدكتور علي الوردي