نسخة سهلة للطباعة
 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ماجد لفته العبيدي

Majid.sha61@hotmail.com

 

 

 

 

الجمعة 10 / 2/ 2006

 

 

 

المذكرات الشخصية وأحكام التاريخ الصارمة

 

ماجد لفته العبيدي

حكمة : قال عماد الدين الاصفهاني 1200م [ أني رايت أنه لا يكتب انسان كتابا في يومه الا قال في غده لو غير هذا لكان أحسن ولو زيد كذا لكان يستحسن , ولو قدم هذا لكان أفضل وترك هذا لكان أجمل . وهذا من أعظم العبر وهو دليل على أستيلاء النقص على جملة البشر]

قبل 800 عام من تاريخ البشرية دعى علماء الكتابة الى ضرورة توخي الحذر والدقة في الكتابة وأستشراق المستقبل بها , مع التأكيد على المصداقية في نقل الوقائع والاحداث التاريخية والاعتماد على الادلة والاسانيد التي تؤكدها بما فيها الادلة الشفوية المحكية والمنقولة لاناس على قيد الحياة أو نقلت عنهم بشهادة شهود ممن فارق الحياة منهم لتاكيد أصالتها ومصداقيتها .
ومنذ تسعينيات القرن العشرين وحتى لحظتنا الراهنة تعج المكتبة التقدمية و اليسارية بمئات الكتب التي تدون لمذكرات قادة سياسيين عاصروا أحداث تاريخية معقدة وشاركوا في صنع تاريخ حركاتهم السياسية المؤثرة في تاريخ شعوبهم القاطنة في عالمنا العربي والشرق أوسطي , وقد غلب على القسم الاعظم من هذه المذكرات السياسية الشخصية , مجافاتها للواقع وشخصنتها للكتابة حيث تظهر الاغلبية منها أن هؤلاء القادة كانوا غير خطائين وكانوا يمثلون الخط الثوري الصحيح لاحزابهم وحركاتهم وكانت لهم مواقف مشهودة للقاصي والداني ويضعون اللوم على الاخرين من رفاقهم, ويظهر أغلبهم من خلال عرضهم للوقائع والاحداث بأنهم يتحملون مسؤولية تضامنية عن ماجري من أنتكاسات وخسائر لاحزابهم وحركاتهم ولايتحملون المسؤولية الشخصية عن كل تلك الألتباسات  والارهاصات محاولين عرض النتائج والابتعاد جهد الامكان عن ذكر الاسباب.
لقد كتب العديد ممن تقاعد عن السياسية أو أرغم على التقاعد ولازال العديد منهم أيضا صامتين لم يدلوا بدلوهم في هذا المضمار, لذا رفعنا الراية ولوحنا بالايدي داعينهم الى الرأفة في الاخرين وبشهداء الحركات التقدمية و اليسارية لان أحكام التاريخ قاسية ولاترحم وأنها سوف تسوق الجميع الى زمن الحدث ومكانه لتحكم على الاحداث بأسبابها ونتائجها وتشخص الصحيح من الخطل وتنصف الاخرين من تم غبنم في حياتهم ومماتهم , بالرغم من أن هناك العديد من هم مسؤولين شخصيا عن تلك الاحداث ولم يبادروا ليفرجوا عن الحقيقة المسجونة لديهم قبل أن يودعوا الحياة وكانوا هم شهداء أيضا على الاحداث الوقائع , ربما يريدونها أن تسكن معهم القبور وتصمت صمتها !!؟