| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ميسون أسدي

 

 

 

الأثنين 3/11/ 2008



قصة قصيرة

كلمات متقاطعة (متخاصمة)

ميسون أسدي

1-أفقي:
هي.. جميلة وفاتنة.. يخونها زوجها باستمرار، وهي تعلم بذلك، تاركا إياها تمر بملذاتها وحسراتها لوحدها دون أن يهزه يوما شوق إليها كما عهدته في صباهما البعيد.

1-عمودي:
هي تعلم إنها جميلة.. ظمأى للحب، ولا أكثر! تبحث بصورة دائمة عن براهين لخيانة زوجها، حتى تبرر ما تفعله بالخفاء، غاضبة عليه أكثر من اللازم، لالتجائه إلى أحضان نسائية أخرى حية.. اقتاتت من فتات طاولته وسامرت أحاسيسها الشجية.

2-أفقي:
هو متأنق ومتزين أمانة لكبريائه، تثار شهوته لرؤيته كل شيء يتحرك ويحمل صفة التأنيث.. جمّاع خليع، لا يحب الجمال إلا في النساء.

2-عمودي:
هو يتمنى، لو كان لكل نساء العالم فم واحد، لقبله واستراح، لكن أمله حظي بخيبة عظيمة، مما أتعبه وأهلكه وأسعده وتمناه، ولا يستطيع العيش بدونه.. وكما يبدو لم يجتهد بإخفاء علاقاته الجانبية العابرة حتى على زوجته.

3-أفقي:
هو وهي متزوجان ولهما ابنة وابن في ريعان ربيعهما.

3-عمودي:
هو وهي.. أمنا حياة رغيدة لابنيهما من الناحية المادية، لكنهما لم يفلحا بأن يوفرا لهما الاستقرار والطمأنينة العائلية والأمان، طبيعة معيشتهما وحياتهما متكلفة، يفيضان لطفا في الشكل والمظهر، وحقيقة داخلهما البرود والفتور تجاه بعضهما.. أطفئت سنوات الزواج المملة والرتيبة موهبتهما في جمال الحياة.. ولم يستطيعا نقل وهج الحب الحقيقي لابنيهما.

4-أفقي:
هي.. شائعات تقول بأن لها علاقات خفية، ولكنها لا تتحدث بذلك إلى اقرب المقربين، فهي حذرة كتومة في هذه الشؤون. حل عليها سكون القبور. كانت خيانات زوجها تحزنها، ويؤلمها بشكل خاص انه أهدى ذات مرة، إحدى صديقاته قلادة قديمة ورثتها عن جدتها.

4-عمودي:
هي.. في لذتها وخز العذاب، مشاعرها وانفعالاتها اتجهت نحو حسن التصرف مع الناس والاهتمام بمظهرها الخارجي.. راعت متطلبات المجتمع المدّعي للرقي والمنافق حولها. حسبت حساب الجميع ونسيت ذاتها.

5-أفقي:
هو.. له من بين علاقاته العابرة، التي لا تعد ولا تحصى، علاقة واحدة متينة يدغدغها السرور مع فتاة لعوب غندورة وتجيد دور المرأة في المخادع.. قررت تلك التفرد به ليكون محظيها الخاص.

5-عمودي:
هو.. العشيقة بالنسبة له، ذات نكهة مختلفة، يخفق قلبه لسماع اسمها وتضطرم جمراته من جديد ويصيبه ما يشبه السعار الكلبي.

6-أفقي :
هي.. لا تثق بأحد، كالأصم الذي يرفع صوته أثناء الحديث معتقدا أن من حوله لا يسمعون مثله.

6-عمودي:
هي.. نبعت عدم ثقتها بالآخرين من خيانات زوجها المتراكمة، ومن ارتباطاتها غير المتينة بالناس، وكثيرا ما نسمعها، تتغنى وتردد بعض النواحي الإنسانية في هذا المجتمع السقيم. وعندما يجتمع هو بها، تخيم التمثيليات الحياتية والمنغصات التي توتر ما في الصدور.. يتشوقا للحظة راحة واحدة معا.

7-أفقي:
هو ينطبق عليه ما ورد في بند (6) أفقي، ولكنه كغالبية الأزواج "آخر من يعلم".

7-عمودي:
ثقته بها، كانت ترضي غروره وأنانيته فيشعر بأنه سيد الموقف ورب البيت.. في الحقيقة، كانت تديره حيثما وكيفما وأينما شاءت.. هي العنق وهو الرأس.. فسممته بكلامها المعسول إذا أرادت.. ملـّته وملـّت كي بناطيله وقمصانه والطبخ له، ثم أن هناك حقيقة أخرى لا بد منها.. لم تعمل على استرجاعه إلى بيتها.. وهو رضيّ بأن يقوم بدور النعامة التي تدفن رأسها في الرمل.

8-أفقي :
هو وهي.. تقيان ورعان في الدين وفقهه، لا تفوتهما فريضة من فرائضه.

8-عمودي:
هو.. الدين بالنسبة له، غلاف ليستر به أفعاله، ولا يمكن لأحد مناقشته في الفروض الدينية، يدّعي أن ما فرضه عز وجل علينا القيام به وتنفيذه قسرا، أما أخطاء وآثام الإنسان (أخطاؤه هو) لا يراها أبدا.
وهي لم تختلف عنه كثيرا، فتصلي وتصوم، وتبادر إلى الندوات الدينية في بيتها وفي المناسبات الخاصة. وتخفي الكثير وراء ذلك.

9-أفقي:
هو وهي.. حكايتهما أصبحت حديث الناس، وأحدثت دويا عظيما في أوساط النساء، منهن من تضامن معها، والأخريات وصفنها بالمسكينة المغلوبة على أمرها، أو شمتن بها.. وترسخت حكايتهما عميقا في عقول الرجال، منهم من فكر في سهولة اصطيادها، وبعضهم تمنوا لو كانوا مكانهما، بعبارة أدق، غلبت على حكايتهما المتعة والاستخفاف والنميمة.

9-عمودي :
هي.. سعيدة بما يقال عنهما خاصة وأنها تظهر في جميع الحكايات، ضحية مسكينة، مما يساعدها على تبرير ما تفعله بالخفاء.. وهو أيضا لم يهتم بما يقال، بل على العكس، أسعده ذلك، لأن الإشاعات تؤكد بأنهما على غير وفاق، وأفسحت المجال أمامه مع الحسناوات.. لم يحالفهما التوفيق في الإفصاح عن ذاتهما ونفسيتهما، الواحد أمام الآخر لأن كل واحد منهما يريد أن يعتقد الآخر بأنه صاحب حق. ولم تتوفر لأي منهما الجرأة على قول الحقيقة.

10-أفقي:
هو وهي.. انفصلا وسارا في اتجاهين معاكسين، وبدأ الفجر يحل خيوط الظلام خيطا فخيطا فبان المستتر.. وبعد شجارات دامية بينهما على أملاكهما، تقاسما كل ما يملكان، وانفصلا بعد أن واكبا المكوث والبهدلة في المحاكم المدنية والشرعية واتهم أحدهما الآخر بأنه المسبب للطلاق.

10-عمودي:
هي.. استحالت شكـّاكة.. بدأت ترتاب في كل شيء حتى في نفسها، وبدأت في حياكة الوشايات الفظيعة عنه، ولكي تغيظه أكثر، قالت له وهي خارجة من باب المحكمة، وورقة الطلاق بيدها (تلوح بها عاليا): أتذكر عندما توفى والدك وابنتنا كان عمرها سنتين واضطررت للمبيت في بيت اهلك؟ منذ ذلك الوقت، قررت ومع سبق الإصرار، أن لا أكون وفية لزوج خائن.. وهو حلـّق مع الأخرى بمجرد خروجه من المحكمة، باحثا بعينيه عن أخريات.
***
هل أنتَ هو؟ وهل أنتِ هي؟ إذا كان الجواب نعم، فلا حاجة لأن تجيبا على السؤال التالي، ولا حاجة على شكري لما قدمته لكما من معلومات، واعتبرا ذلك مجرد خدمة مني بدون مقابل.. أما إذا كان جوابكما لا، فهل تتمني أن تكوني هي أو أن تكون هو؟ إذا كان الجواب نعم، فلا حاجة لان تجيبا على السؤال التالي فقد فزتما مرة أخرى بما قدمت لكما.. وإذا كان الجواب لا، فيبدو أنكما أنتِ وهو غير متزوجين، وإذا كنتما متزوجين، أنصحكما بإعادة القراءة من واحد إلى عشرة- عمودي، مئة مرة، فأنا لست غاضبة البتة.. ولا أريد منقاشتكما حتى لا اكتب ما لا تحمد عقباه.
 


 

free web counter