| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ميادة العسكري

 

 

 

 

الخميس 2/10/ 2008



 كانت النصيحة بجمل يا فلان

ميادة العسكري

سيقتل بوش نفسه بمسدس يصوبه الى صدغه قبل ان يكتب رسالة كتلك التي افترضها توماس فريدمان في مقالته التي نشرت في عدد كبير من الصحف اليومية حول العالم قبل بضعة ايام، والتي هي "زعما ولغرض تأكيد رأي الكاتب" موجهة من الرئيس الاميركي بوش الى 3 شخصيات عراقية :
رئيس جمهورية العراق، السيد جلال طالباني، وفخامة رئيس الوزراء الاستاذ نوري كامل المالكي ورئيس المجلس النيابي العراقي محمود المشهداني .

وقبل ان ابدأ بقراءة المقالة، كنت اتحدث مع كاثلين وهي صديقة امريكية، فقد 3 من اقربائها منازلهم بسبب انهيار الاقتصاد الاميركي .
سألتها: اصدقيني، هل للعراق والحرب على الارهاب علاقة فيما جرى لكم؟ من منطلق اننا اصبحنا "مكروهة وجابت بت"، وكل ما يحدث في بيت الجيران او جيران جيران الجيران ستلقى تبعته واسبابه علينا، من احتراق تبسي البيتنجان في بيت ام فراس الى الهزة الارضية التي وقعت في جزيرة قشم الاسبوع الماضي) .

بصراحة تامة، كنت اتمنى ولو جزئيا ان تقول نعم، الانهيار الاقتصادي هو بسببكم، لا لشيء، فقط كأمنية ان يشعر الناس بما عانيناه كشعب خلال الحصار الاقتصادي الذي فرض علينا نحن وليس على صدام او اي مفصل اخر من مفاصل ذاك الحكم المقيت ,,
3 فقدوا دورهم وملايين غيرهم ايضا، ونحن متنا 13 عاماً، من صباح الويلات الاسود يوم ان داس اخو هدلة على اكبر لغم وضعه لنفسه ولنا جميعا بدخوله الغبي الى الكويت التي لم تكن لتغنية ولا تقيه من برد او جوع (يعني، لدينا نهران اصل احدهما جنة الخلد، تراب ارضنا اسود وغني بالمعادن والخير، ارضنا مصيف جبلي وسهل وبيداء ومزارع وفرح وحبور واجواء رائعة، وبشرنا من اطيب البشر، وفينا حضرات ائمة الصوبين، من "ابا عبد الله" وابيه سلام الله على محمد وآل بيته اجمعين، الى الشيخ عبد القادر الكيلاني، وغيره وغيرهم كثير، ولا مجال لتعداد الخير الذي اعطاناه الله جل وعلى هنا، ولكن حظنا اوقعنا بصدام و "تموت الدجاجة وعينها على المزبلة"، ولا اقصد ان الكويت مزبلة، ولكنها بكل ما لديها من خير لا يمكن ان تقارن بنا وما لدينا، لا من بعيد ولا من قريب ولا حتى في الاحلام، "بس شنسوي لحظنا الردي؟؟؟")
**
ونعود الى رسالة فريدمان .. يقول ..
السادة الأعزاء، أكتب لكم عن مسألة في غاية الأهمية. من الصعب على أن أعبر لكم عن عمق الأزمة الاقتصادية التي تمر بها أميركا اليوم. فنحن نناقش هنا إنقاذ نظامنا البنكي المضطرب بنحو تريليون دولار. فهذه الأزمة هي كارثة تتطابق مع كارثة 9/11.
الأميركيون يخسرون منازلهم ويغرقون في الديون، ولم يعد أحد منهم يفهم سبب إنفاقنا مليار دولار يوميا لجعل العراقيين يشعرون بأمان أكثر في بيوتهم.
(وهنا لابد ان اسجل اول اعتراض على فريدمان، فالاميركان لا ينفقون مليارهم اليومي من اجل عيون المها بين الرصافة والقتل، ولا ابو مها ولا اخوها، انهم ينفقون اموال الضرائب من الاميركان من اجل تطبيق سياستهم في الشرق الاوسط.)
ويسترسل فريدمان بقوله:
على مدى العامين الماضيين كانت النقاشات في الولايات المتحدة تدور حول تحديد موعد لانسحاب أميركا من العراق. وبدا وكأن قرار هذا النقاش اعتمد على الفائز في الانتخابات القادمة. لكن لم تعد تلك هي القضية. سيتم التوصل إلى موعد محدد.
(وهنا ايضا، اتعجب من قصور نظرته، فقد صرح وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس امس الاثنين في كلية الدفاع الوطني بأن جيش الولايات المتحدة سيمكث لفترة قادمة غير محددة في العراق وافغانستان، اي حتى لو صارت الولايات المتحدة تستجدي الخبز لاطعام العراق الذي صار لديه اكثر من 48 مليار دولار فائض في خزينته، فلن تنسحب من العراق كلياً طالما ان هناك اجندة مهمة يجب ان تطبقها في كل دول الشرق الاوسط) .
ويستمر بقوله :
ودافعو الضرائب الأميركيون الذين لن يسمحوا بأستخدام أموالهم في إعانة شركاتهم - مثل ليمان براذرز وبير ستيرنز وميريل لينش - لن يسمحوا بأستخدام أموال الضرائب في إعانة ترددكم المستمر الذي بسببه تسيطر مجموعة عراقية على كركوك.
(واقول، منذ متى ودافع الضرائب الاميركي قادر على ان يرفض دفع الضرائب؟ هنا او هناك؟ اساسا النظام الضريبي الصارم لديهم يسجن المتهرب من دفع الضرائب كما حصل مع زعيم المافيا المعروف آل كابوني فقد حاولت السلطات الاميركية بكل الطرق القبض عليه دون جدوى ولم تستطع أن تقبض عليه إلا بتهمه التهرب من الضرائب بسبب قلة الأدلة ضده. وفى النهايه تم سجن آل كابوني بتهمة التهرب من دفع الضرائب أحد عشر عاما.)
ويسترسل فريدمان قائلا :
أرجو ألا تسيؤوا فهمي. فكثير من الأميركيين وأنا مرتاحون للطريقة التي تراجعتم بها أنتم والشعب العراقي والجيش عن حافة تدمير أنفسكم ذاتيا.
أصلاً أنا روّجت لهذه الحرب بحثا عن أسلحة دمار شامل. لقد أخطأت. لكن سرعان ما بات واضحا أن القاعدة وحلفاءها في العراق كانوا مصممين على جعل أميركا تفشل في أي محاولة لبناء عراق محترم وتوجيه الشرق الأوسط نحو مسار أكثر ديمقراطية، بغض النظر عن عدد العراقيين الذين ينبغي أن يُقتلوا خلال العملية. لم تكن هذه هي الحرب التي جئنا من أجلها، لكنها الحرب التي وجدناها.
(وهذه قصة ابريق الزيت التي لن نخلص منها ابداً:
• الاميركان جاءوا الى البلاد بدون خطة
• نهبت الوزارات وحرقت البنية التحتية لبلد كانت العقوبات الاقتصادية قد ضربت فيه الويلات، وعوضا عن الاحتفاظ بما هو موجود من وزارات واوراق رسمية ومنشآت، وقفوا يتفرجون علينا ونحن نأخذ حقنا بذراعنا كمن يقطع انفه لينتقم من وجهه..
• القاعدة جاءت الى العراق لاستقبال الجيش الاميركي، ولم تكن قد "شَرّفت" بعد في ظهرانينا الى ان تبين بأن الاميركان قادمين من وراء البحار، لذا فالاميركي لم يجد حال العراق "هكذا" ، بل ان الناس فعلا صبروا عدة اشهر
قبل ان تدّب الفوضى في الاوصال، ووجد فلول البعث بأن ديموقراطية الاميركي تعني امكانية اعادة ترتيب الصفوف تحت مسميات المقاومة والجماعات الاسلامية.
• اما سوء او حسن حظهم في ان القاعدة (الهبلة) سحبت من انفها لتقاتلهم على ارضنا، فتلك مزاعم تشتمل على علامات استفهام عديدة عن سبب قيام القاعدة بقتل ونهب وتسليب واستباحة العراقيين فقط لا غير وعدم استهداف الاميركان الذين هم من المفترض ان يكونوا اعدائهم الحقيقيين؟
من منا لم يكن يحلم بغد افضل للعراق؟ من منا كان يريد الحال الذي نحن عليه الان؟ )
ويقول :
القاعدة أدركت أنها إذا تمكنت من دحر أميركا في قلب العالم العربي والإسلامي، فإن رجع الصدى سيتردد في أنحاء المنطقة ويضع القاعدة وحلفاءها في الصدارة. وبالعكس، نحن أدركنا أنه إذا استطعنا دحر القاعدة في العراق، بمعاونة عرب ومسلمين آخرين، فإن رجع الصدى لهذا الأمر سيتردد في أنحاء المنطقة ويؤتي ثماره. لقد سرنا طريقا طويلة نحو كسب تلك الحرب.

وفي نفس الوقت أدركت أيضا أنه بمساعدة العراقيين في تنظيم الانتخابات، فإننا بذلك نسهل أول محاولة لشعب دولة عربية حديثة لتدوين عقدهم الاجتماعي، بدلا من أن يفرض عليهم أحد من قبل الملوك أو المستبدين أو القوى الإمبريالية. وإذا استطاع الشيعة والسنة والأكراد العراقيون صياغة عقدهم الاجتماعي الخاص، فسيكون بالإمكان تشكيل نوع ما من الحكومة المقبولة في العالم العربي. وإذا لم تستطيعوا، فمصيركم سيكون بأيدى الملوك والمستبدين للأبد بكل ما يأتي معهم من علل وأمراض. الأمر محفوف بالمخاطر. المخاطر لم تتغير. الحقيقة هي أنكم سوف تضطرون لتسريع وإنهاء هذا العمل.

( وهنا ارى ان ما يقوله فريدمان على لسان بوش صحيح، ولكن يلزمنا عشق افلاطوني للعراق المعذب وشعبه لكي نجلس جميعا سوية من دون ان يكون بيد كل منا سكين يريد ان يغرسه في ظهر اخيه.. عشنا مثل "التوتو" تحت امرة من كان يزج بنا في السجون وينتهك الحرمات ليلا ونهارا، وما ان تحررنا من سطوة قائد قوات "ذيج الصفحة" حتى انقلبنا على انفسنا..
نعم يلزمنا مشاعر شفافة تفيض ولعا وهلعا وحبا للعراق الذي هو في الواقع حبنا جميعا سواء كنا ضحايا او جلادين)
ويضيف فريدمان قائلا :
لقد افترضتم وجود شبكة أمان أميركية لا نهاية لها لتسمح لكم بالمساومة والمقايضة بأستمرار حول من يأخذ ماذا. لقد كنت في غاية الصبر معكم. لكن هذا الأمر قد انتهى. لقد منحناكم بعض الوقت مع زيادة القوات للتوصل إلى تسوية سياسية رسمية ومن الأفضل لكم ان تستغلوها بسرعة لأنها شيء ثمين آخذ في التضاؤل بسرعة.

أما أنتم أيها الشيعة فعليكم أن تدمجوا القبائل السنية وجماعات الصحوة، الذين حاربوا ضد القاعدة في العراق، في الحكومة والجيش. وأنتم أيها الأكراد عليكم أن تجدوا حلا لكركوك وتقبلوا دمجا أكبر في نظام الدولة العراقية، بينما تحافظوا على استقلالكم الذاتي. وأنتم أيها السنة في الحكومة عليكم أن توافقوا على الانتخابات حتى تتمكن القبائل السنية البارزة حديثا وجماعات الصحوة من خوض المعركة الانتخابية وتصير مقننة ضمن النظام العراقي.

لذا عليكم أن تقروا قوانين الانتخاب والنفط وتنفقوا بعض عائدات نفطكم لإعادة توطين اللاجئين العراقيين وتقنين المكاسب الأمنية الأخيرة بينما ما زال لديكم وجود أميركي واقعي على أرضكم. اسمعوا وعوا ما أقول: لن يطول وجودنا هناك للأبد، حتى وإن فاز ماكين.

حسنا، تريدون أن تروا الخوف. انظروا في أعين الأميركيين الذين يرون مدخراتهم وهي تفنى، وشركاتهم تختفي وبيوتهم محبوسة بالرهن. لقد أصبحنا بلدا آخر اليوم. وبعد عقد على خشية العالم من هيمنة أميركية مفرطة، ستقل الهيمنة الأميركية كثيرا على العالم، بسبب انكفائنا على أنفسنا لتنظيم بيتنا من الداخل.

( وهنا لا يسعني الا ان اقول صح لسانك يا شيخ، وعلى اثر كلامه، هذه ابيات قالها شاعر لا اعرف اسمه .. بعنوان النصيحة بجمل، فليتنا نأخذ النصيحة اعلاه بأي ثمن :

ابنصحك ياخوي وفتح الاذان
واسمع نصيحة محب وافهم معانيها
قالوا كانت النصيحة بجمل يا فلان
واليوم ابلاش
وما شي* حد راضي فيها



*
ما شي بلهجة اهل الخليج تعني ما من شيء

 
 

free web counter