| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ميادة العسكري

 

 

 

الأربعاء 18/6/ 2008

 

ليت العراق بلد "غير" نفطي

ميادة العسكري

كيف لنا ان نفسر منطقيا ارتفاع اسعار النفط حاليا؟ هذا الارتفاع سيكون مبررا لو ان النفط آخذ في النفاذ.. الا ان النفط لا يزال موجودا.. فهل السبب مرده الى حرب الولايات المتحدة ضد الارهاب كما تسمية منذ احداث الحادي عشر من ايلول سبتمبر 2001؟ في تقرير لاحد الخبراء النفطيين الاميركان، جاء فيه ان الارتفاع هو نتيجة لتردي سعر صرف الدولار من ناحية، والسيولة التي تضخها الخزينة الفدرالية الاميركية من ناحية اخرى. معنى هذا الكلام ان الدولار اصيب بالضعف نتيجة لشح الميزانية ولضعف التجارة ذاتها، وهي امور بحاجة الى قرار سياسي اميركي، لا تريد ادارة بوش ان تقوم به لانها بحاجة الى سيولة دائمة بسبب الحروب الاستنزافية المستمرة في العراق وافغانستان. ماذا سيحصل لو ان اسعار النفط ستستمر في ارتفاعها الذي هي عليه اليوم؟ في عام 2002، اتصل بي احد الاخوة من العراق وكان من الذين يبحثون بصورة دائمة عن جهة او شخص، (شرا) اي يشتري براميل نفط (خفيف البصرة) كما كان يسميه. في تلك المكالمة قال لي: ام علاوي، برميل النفط شك الجفن، صار باثنين وعشرين دولار!! ترى، ماذا سيكون رأي هذا الشخص بالذات حول اسعار النفط اليوم؟ واذا كان سعر برميل النفط ب 22 دولارا قد مزق او شك الكفن، ترى ماذا سيمزق البرميل اليوم بوصوله الى 135دولارا للبرميل الواحد؟ بالتأكيد، سيحسب هذا البرميل قائد عام او جنرال اربع نجوم في تنظيم القاعدة – ان كانت تسلسلات الرتب لديهم هي نفسها ما كانت عليه عندما بدأوا اول مرة ، وعلى حساب المخابرات المركزية الاميركية لمحاربة السوفييت ..!! ومن اجل الحيلولة دون وقوع حالة من الانحسار الاقتصادي، او حالة من الانهيار التام، مؤدية بالتالي الى ازمات متلاحقة ومتزايدة ، يقوم الخزين الفدرالي الاميركي بضخ المزيد من السيولة (اوراق نقدية) تموّل المضاربة في عقود النفط المستقبلية. اموال هائلة وبنوك استثمارية كبيرة تقوم بصيانة هياكل رؤوس اموالها التي تتسم بالعجز من خلال الارباح المتحققة نتيجة لمضاربات في العقود النفطية المستقبلية القوية، مثلما يحصل تماما في سوق العقار من مضاربات تؤدي الى ارتفاع سعر العقار. لا اعتقد ان ارتفاع اسعار النفط تعود فقط الى مسألة المضاربات هذه، على اهميتها، فهناك احتمال ضربة امريكية اسرائيلية لايران رفعت من الطلب على النفط في السوق العالمية من اجل ايجاد مخزونات نفطية ، تحسبا لوقوع حرب جديدة. فلا احد يعرف نوعية التداعيات التي سيشهدها العالم بأسره لو ان اعتداء من هذا النوع سيقع. فحالة عدم التيقن من الوضع السائد والسير على ارض رخوة سياسيا وعسكريا في منطقتنا الملتهبة اصلا، يرفع سعر النفط في الغالب. ولنقرأ سوية لغة ارقام ارتفاع النفط الذي يسبح فوقه عراقنا الذي ليس فيه كهرباء، والذي اختلط فيه ماء الشرب بماء المجاري (تصوروا خفيف البصرة سعره اكثر من 135 دولار للبرميل الواحد والناس تصرخ الغوث من الفقر والعدم ..!!!!)

• عندما قام بوش باحتلال العراق عام 2003، كان معدل سعر النفط 27 دولار للبرميل الواحد، اي بسعر 31 دولار اذا احتسبناه حسب اسعار التضخم الذي بدأ يكشر عن انيابه عام 2007.

• ارتفع سعر البرميل النفطي عشرة دولارات عام 2004 ، اي بسعر سنوي  مقداره 42 دولار للبرميل حسب التضخم الذي حصل عام 2007 ،

• ارتفع النفط 12 دولار للبرميل عام 2005 و 7 دولارات عام 2006 و4 دولارات عام 2007 اي صار سعره 65 دولارا للبرميل الواحد.

• خلال الاشهر القليلة الماضية تضاعف السعر الى 135 دولار للبرميل الواحد لذا من الصعوبة بمكان ان يفسر الارتفاع هذا الا على اساس المضاربة الحاصلة والخوف من امر ما سيحصل عسكريا نتيجة لتهور الادارة الاميركية وحبها الاعمى لاسرائيل. وفي خضم كل هذه "الهلمة" اين موقع العراق النفطي من الاعراب؟ استغربت جدا من تقرير ذكرت فيه وكاله محترمة جدا من الوكالات العالمية التالي: "تم إنتاج مزيد من النفط في العراق، وحققت الصادرات النفطية في مرحلة ما بعد الغزو أرقاماً قياسية بعدما تبين أن التدابير المتخذة لوقف الاعتداءات وغيرها من أشكال التدخل أثبتت فعاليتها على طول شبكة خطوط الأنابيب الرئيسية الشمالية. " واستمر التقرير : "والواقع أن بعض من كانوا يستهدفون أنابيب النفط العراقية، وخصوصاً الخط الممتد من بيجي شمالاً مروراً بمناطق التمرد الساخنة وصولاً إلى تركيا، يحصلون على المال لحمايتها على رغم أن النجاح على المدى البعيد ليس مضموناً". "وقال وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني لـ «.......» خلال مقابلة في مكتبه في العاصمة العراقية (بغداد): «كان خط التصدير عرضة للاعتداءات بشكل مستمر في هذا الوقت من السنة الماضية، ولكن منذ ذلك الحين، مع وعي القبائل في المنطقة، عمدنا إلى تجنيد عدد من الشبان في هذه القبائل في قوة حماية النفط وهم يقومون بعمل جيد جداً ويحمون خطوط النفط ». وأضاف الشهرستاني «لقد تخلصنا من كل الهجمات ولذلك أمكن زيادة نسبة الصادرات النفطية!! وقال الشهرستاني إن معدل إنتاج النفط في مايو/ أيار الماضي بلغ 2,55مليون برميل في اليوم «وسنستمر في زيادة نسبة الإنتاج حتى نهاية السنة الحالية، فنحن نخطط لإنتاج ما بين 2,8 و2,9 مليون برميل يوميّاً. وذكر الشهرستاني أن الجنوب العراقي ينتج 1,92 مليون برميل في اليوم في حين أن التدفق في الشمال ارتفع إلى 630 ألف برميل في اليوم. وأضاف الشهرستاني أن الاستهلاك المحلي هو «نحو نصف مليون برميل يوميّاً»،وينقل الإنتاج الباقي إلى الأسواق عبر أنابيب النفط. في الواقع، هذا الكلام يصيبني بشيء من الحيرة، فاذا كان الانتاج يغطي الاستهلاك اليومي، لماذا البلد معطل بالشكل الذي هو عليه؟ وهل هناك انتاج نفطي حقيقي في العراق؟ حسب معلوماتي وما حصل في عملية ام الربيعين، كانت احدى الاهداف (معلنة اوغير معلنة) هي السيطرة على احواض عملت عصابات القاعدة وعصابات الجريمة المنظمة في تلك الانحاء بحفرها حول الانابيب النفطية ونقل النفط وبيعة لصالح تلك الجماعات.. هذه حقيقة اكيدة، فاذا كان النفط يستل بهذه الصورة من انابيب الشمال، فكيف كان الحال في اماكن اخرى؟ واذا كانت كل الامور "خربانة" على هذا النحو، فمن اين جاءت ارقام الصادرات تلك؟ اقترح على الحكومة ان تأتي بشركة امنية خاصة امريكية وان تخلي لهم "قاعدة" غير عسكرية لحماية المنشآت النفطية العراقية، وشركات لحماية الكهرباء، وشركات لحماية الدكاكين والاسواق والحدائق العامة، وان نصبح نحن اهل العراق ضيوف عند هذه الشركات، عسى ولعل ان يقبلوا بنزولنا الى جوار مضاربهم.. واقترح، ان نضع كل اطفالنا في سجون البصرة وبغداد الاميركية طيلة فترة العام الدراسي، من الصف الاول الابتدائي الى الصف السادس الاعدادي، على الاقل نضمن انهم سيتعلمون وبأن امتحاناتهم لن تؤجل، فكرة عبقرية ..اليس كذلك ؟ فكروا بها، ففي مدارس كروبر وبوكا للتعليم الابتدائي والمتوسط والاعدادي، الدراسة لا تتعطل ابداً ... ونعود الى النفط .. تقول الاحصاءات الامنية ان :

• 779 اعتداء على هذه الأنابيب وقعت ما بين نيسان 2003 وحتى 15 ايار2008. • وتعرضت المصافي النفطية الى 558 اعتداء، فيما هوجمت صهاريج النفط 569 مرة، والناقلات البحرية 6 مرات، أما نصيب الحقول النفطية فكان 47 اعتداء، ما أسفر عن مقتل وجرح أو خطف 767 عاملاً. هذه الارقام غيض من فيض واسع ومترامي الابعاد، لانها ليست سوى ارقام ما تم التبليغ عنه رسميا الى سلطات الاحتلال، اما الاعتداءات اليومية والمتكررة فلا يتم نقلها. هل نفطنا لنا يا جماعة؟ صراحة، ليتنا كنا كتونس، لا نفط ولا صخام، نعيش على الزراعة والسياحة والمساعدات ونكفي شرنا عن البشر، ونبعد عن ال "بوش" ونغنيله..
 

free web counter