| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm13mm@live.com

 

 

 

السبت 8/11/ 2008



التغيير الامريكي في صالح العراق

عبدالمنعم الاعسم

اذا عرفنا بان سياسات الرئيس بوش لم تكن مقبولة في المنطقة التي تحركت فيها قضية العراق، في عهد الدكتاتورية وما بعدها، وانها جلبت للولايات المتحدة اعداء كثيرين، بعضهم شعر ان الوجود العسكري الامريكي في العراق يهدده بالصميم، والمهم، ان تلك السياسات، بمفرداتها المختلفة، اغضبت الجمهور العربي، واحرجت حتى اصدقاء وحلفاء الولايات المتحدة فلم يكن لهم بد من مماشاة
(او مراعاة) مزاج الرأي العام المناهض لادارة بوش.
اقول، اذا ما عرفنا كل ذلك، فاننا سنعرف لماذا وقفت الساحة العربية، بانظمتها ونخبها وجمهورها بالضد من ارادة العراقيين في اطاحة نظام صدام حسين، ولماذا حمّل الخطاب السياسي العربي معارضي صدام حسين مسؤولية ما حل بالعراق من احتلال وعنف على الرغم من ان المسؤولية تقع في المقام الاول على عاتق صدام حسين وحماقاته وحروبه، وجزئيا على دول المنطقة التي شجعت الدكتاتور على المضي في مغامراته.
ولئن تكوّن مزاج اقليمي عام معاد للعراق الجديد باسم معاداة امريكا فان دولا عدة تجاوزت الحدود وقواعد ومواثيق العلاقات الاخوية وموجبات الشراكة الامنية الى استخدام الاراضي العراقية ساحة لتصفيات الحسابات مع ادارة بوش، والحقت افدح الاضرار بالحياة المدنية في العراق وتسببت في مذابح طائفية وسهلت مرور (ودربت) المقاتلين الاجانب، وتمادت في تحويل السيادة العراقية الى طاولة مفاوضات وصفقات وتبادل اوراق ومصالح مع الجانب الامريكي.
وبكلمة واحدة، كان العداء الاقليمي لادارة وسياسات الرئيس بوش يجري تصريفه في العراق كمحطة رخوة بصيغة كريهة للاعتبارات السياسية وللتعامل مع شعب عريق لا ذنب له في ما حصل ويحصل، يضاف اليها سلسلة من التخبطات والاخطاء التي ارتكبتها القوات الامريكية وادارة بريمر ما دمر شبكة الادارات الحكومية والخدمات واثار غضب السكان إذ انعطف قطاع منه الى حمل السلاح واحتضان المشروع الارهابي الدولي.
ان فوز باراك اوباما في السباق الرئاسي الامريكي ورحيل ادارة بوش مسبوقا بخطاب التغيير ووعود استخدام السياسة والحوار طريقا الى انهاء وجود
(والتزام سحب) القوات الامريكية في العراق من شأنه ان يخلق بيئة اقليمية افضل واكثر استرخاء، واقل مخاشنة، تساعد في إنعاش وإظهار خطوط الفرز بين مصالح العراق (الامنية بخاصة) باعتبارها جزءا من المصالح الامنية لدول المنطقة وبين المصالح الامريكية، كما تساعد في وقف الاستطراد في التدخل في شؤون العراق الداخلية.
امريكا الجديدة، في ظل ادارة اوباما، لن تحتاج الى تخويف دول المنطقة بالنموذج العراقي.. وفي هذا سيجد العراق الجسر لاستعادة دوره في المنطقة، كقوة سلام وشريك في الحالة الامنية الاقليمية.

ـــــــــــــــ
كلام مفيد
ـــــــــــــــ
"
لا يستطيع أحدٌ ركوب ظهرك .. إلا إذا كنتَ منحنيا"
                   
                                  مارتن لوثر


 

free web counter