| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

malasam2@hotmail.com

 

 

 

 

الجمعة 8/6/ 2007

 


 

صالح المطلك.. وجوه لوجه واحد
 

عبدالمنعم الاعسم

الامر لا يتعلق بالاراء السياسية، ولا بالحق المطلق للتعبير عنها، فبعض آراء السيد صالح المطلك (ينبغي الانصاف) لها، مثل غيرها، ما يبررها على ارض الواقع العراقي المتنوع الجديد، ولبعض (اقول: بعض) انتقاداته للمشهد السياسي والامني، ولإداء الحكومة واطرافها، وللامريكان وسياساتهم، لها مكان، قد يكون مقبولا على طاولة البحث والجدل والتجاذبات، وأستبقُ المناقشة للقول انني اؤيد بعض (بعض، مرة اخرى) ما يصرح به المطلك، وبعض ما يشكو منه، وبعض البعض مما ينصح به.
الامر يتعلق بالخلفيات الاخلاقية لهذه الاراء والانتقادات، وحصرا، بوظيفة التعبير عن الرأي.. تلك الوظيفة التي ابتُذلت على يد الرجل، واصبح من المتعذر التعامل معها من خارج منظور السوق السياسي، وتضارب الاسعار في هذا السوق، ومشيئات العجالة في تسلق الطرق الوعرة. وفي هذا اعني ما اقول.
صالح المطلك مستعجل جدا، وقد اوقعه الاستعجال في اضطرابات سياسية، ولولا الشاشة الملونة وفضائية الجزيرة، بخاصة، لكان النسيان قد طواه منذ زمن. في احيان كثيرة، اعطي بعض الحق لاضطرابات السيد صالح المطلك وجهله بالمعارف السياسية العامة، فهو حديث العهد بهذا العالم الذي دخله بعد الخمسين من العمر، وداس شوارعه بعد ان مشت فيه اجيال من العراقيين، اعطت وراكمت وضحت وقاتلت. فليس له فاصلة او شاردة او واردة في اية معركة سياسية في اي عهد، وعندما يريد الباحث الاتصال بتجربة المطلك السياسية فانه لا يجد اثرا لها في العقود الثلاثة الماضية، وكأنه ولد تواً في العام 2003 وليس في هذا ما يعيب، طبعا، إلا حين يزعم بطل هذه السطور المتواضعة انه صاحب خدمة طويلة في مجال الشأن العام وصاحب حق باسقاط الجميع، وصاحب رأي يجب ان تذعن له الرؤوس، أوحين يطالب باحتساب تلك الخدمة المزعومة لاغراض الترفيع والزعامة، أو لكي يمد الجميع رقابهم طوع قراره وساطوره، ويسلموا له مقاليد الحكم ومصائر المستقبل.. تلك هي المشكلة.
في البدء، كان المطلك قد تبنى فكرة الحوار بين العراقيين، فقلنا يا اهلا به، الم يكن رئيسا لجبهة الحوار الوطني؟ ومنها نطّ الى الحملة على الامريكان لاجلائهم عن العراق، فقلنا: له وللكثيرين الحق في هذا الخيار، فالوطن ملك الجميع، والغيرة عليه ليس وقفا على احد، ثم انتقل الى الهجوم على الاحزاب الشيعية الحاكمة، فقلنا لا احد يمنعه عن ذلك في ساحة تعج بالفساد والرطانة والخطايا، ثم اخيرا لملم جميع شعاراته واوراقه وحملاته ليتفرغ نحو مهاجمة الكرد.. انهم الخطر الداهم.. والحق ان الجهة الوحيدة التي اعفاها المطلك من "القصاص" هي جماعات القاعدة التي كفّرت العراقيين وكان يستبعد علاقتها بالمذابح المروعة ضد جموع المدنيين الابرياء، بالقول، دائما وفي كل مرة، ان هذه الاعمال من صنع المخابرات الصهيونية، او من مرتزقة جاء بهم الامريكان، وبعد كل جولة من هذه المذابح كان المطلك يجلس الى طاولة السفير خليل زادة، او في خيمة قائد القوات الامريكية جورج كيسي لتصويب معلوماته، او لترجمة الحوار الوطني الذي يتسمى به الى ارض الواقع.
قبل ايام قال لي صديق صحفي انه حاور المطلك في موضوع انسحاب القوات الامريكية من العراق فقال له: اسمع ، مطلوب التخفيف من اللجاجة حول ضرورة خروج الامريكان من العراق، ان العراقيين يلوذون، الآن، بالدبابات الامريكية خوفا من الاكراد والايرانيين.. وقال ايضا: صدقني، اذا خرج الامريكان سنخرج معهم، فسأله الصحفي: الى اين؟ فاجاب المطلك: الى قطر.. ثم استدرك قائلا: هذا ليس للنشر.
قال صديقي الصحفي : وجوه المطلك كثيرة، برغم انها اقنعة لوجه واحد لا يستطيع اخفاءه.
ـــــــــــــــــــ
..وكلام مفيد
ـــــــــــــــــــ

" لكل انسان ثلاث شخصيات : تلك التي يعرفها، وتلك التي هو عليها، وتلك التي يظن انها له ".
                                                                                                                  الفونس كار
ــــــــــــــــــــــــــــــ
جريدة (الاتحاد) بغداد