| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

malasam2@hotmail.com

 

 

 

 

الأحد 8/7/ 2007

 




هذه المرة .. المالكي على حق  


عبدالمنعم الاعسم

احسب ان التحذير الذي وجهه رئيس الوزراء نوري المالكي جاء متأخرا الى التيار الصدري بوجوب عزل الشقاة وسحب الغطاء السياسي والدعوي عن اعمال القتل والاختطاف والتمرد على القوانين وترويع السكان وفرض الاتاوات والتشليح واقامة المحاكم الكيفية التي ترتكب باسم التيار وبرسمه.
لكن ثمة اربعة استدراكات مهمة في هذا الملف، الاستدراك الاول، ان المالكي سبق ان اشار اكثر من مرة الى مخاطر تغطية الانشطة المسلحة من قبل الاطراف السياسية المشاركة في العملية السياسية وقد هدد الجماعات المسلحة غير الحكومية واولئك الذين يتحدون الدولة وقوانينها بالملاحقة والعقاب، وكان يشير ضمنا الى مجموعات تتحدر من فضلات الارهاب والاجهزة القمعية للنظام السابق وتتخفى تحت عباءة التيار الصدري، لكنه لم ينفذ تلك التهديدات، فتمادت تلك العصابات في غيها.والثاني، ان السيد مقتدى الصدر سبق ان تبرأ من اعمال شائنة ترتكب باسم التيار الصدري وادانها علنا وابعد البعض من ابطالها، وحتى بعض المتحدثين باسمه، غير ان تلك الاعمال استمرت، وان اولئك الابطال تناسلوا عن جيل آخر، وصار التيار الصدري واجهة لسلسلة من التعديات واعمال الشقاوة وإذكاء النعرة الطائفية والشوفينية، واخذت شكاوى العائلات واصحاب الاعمال طريقها الى المحافل والصحافة، وليس مبالغة في القول ان الفلتان الامني في الكثير من مدن الوسط والجنوب يعود الى تلك الانشطة الخارجة عن القانون تحت صفة التيار الصدري. والثالث، ان الخط الفاصل بين التيار الصدري ومنتحليه ممن اسماهم المالكي بالعصابات بحاجة الى اعادة ترسيم وايضاح وتحديد يتسم بالجرأة والصراحة، بعد ان اصبح الكثيرون لا يرون اثرا لهذا الخط، ولا يسعهم ان يفرقوا بين الصدريين الملتزمين والاخرين الخارجين عن القانون، ما يضر بالتيار وبسمعته ومكانته، ويضعه وجها لوجه مع جميع فرقاء العملية السياسية وانصار المصالحة الحقيقية.
والرابع، ان الامر يتعلق بمسؤولية فرقاء المشهد السياسي لتثبيت دولة القانون بالترجمة العملية لهذ الالتزام، وبالتحديد في توطيد منهج الشراكة السياسية وامانة العهود لدحر الارهاب والجريمة المنظمة والفتنة الطائفية، وقد اصاب المالكي بصياغة الالتزام بالعملية السياسية بالقول انه “لا يمكن ان تضع قدما داخلها والاخرى مع العنف والارهاب” وهذه هي مشكلة التيار الصدري، وتيارات اخرى تحللت من المسؤولية المشتركة ازاء انقاذ الوضع، بل وتسببت في هذا التردي، وإن على نحو متفاوت. ولعل المراقب الموضوعي يرصد ما هو ابعد من وجود خروقات وتحديات للدولة وقوانينها في محافظات البصرة والديوانية والناصرية وفي مدن كثيرة، اذ يفتح هذا الاصرار على اشاعة الفوضى والتجييش والتمرد وبناء الترسانات والحصون باب التفسيرات والظنون على مصراعيها لتتجمع في سؤال بليغ واحد: مَن الذي يربح من هذا الخراب وهذه الدوامة؟ سؤال يعرف جوابه الملايين.
ــــــــــــــــــ
كلام مفيد:
ــــــــــــــــــ

العجب لبني آدم.. يحبون الله ويعصونه ”.
                                                    ابليس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جريدة(الاتحاد) بغداد