| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

malasam2@hotmail.com

 

 

 

 

السبت 8/9/ 2007

 


 

العراق ليس ضيعة لاحد..
نعم.. فهل هو لأهله؟

عبدالمنعم الاعسم

كان رد رئيس الوزراء نوري المالكي على منتقديه الامريكان والفرنسيين الذين اقترحوا صيغا حكومية بديلة عن حكومته سليما بمقاييس الكرامة، ومقبولا من زاوية العلاقات الطبيعية بين الدول بكفالة معاهدات الامم المتحدة، وصحيحا من حيث ان المقترحات ينبغي ان تناقش مع اصحاب الشأن قبل ان يجري تسويقها الى دورة الاعلام والتعليقات والجدل.

والخلاصة، هي ان العراق - كما قال المالكي - ليس ضيعة تابعة لإملاك وزير الخارجية الفرنسية بيرنار كوشنر الذي افترض بان اقامة حكم تكنوقراط هو الحل الانسب لتجاوز حالة الضياع في العراق، وهو، كما ذكر المالكي ليس مزرعة من مزارع عضو الكونغرس الامريكي السيدة هيلاري كلنتون، او حضيرة ابقار تابعة لزميلها الديمقراطي كارل ليفن، وسيكون من الطبيعي، ان لا يكون العراق، العضو المعترف به في الامم المتحدة والجامعة العربية والشريك الامني في منطقة نفطية واستراتيجية خطيرة، حديقة خلفية ملحقة لأية دولية من دول العالم، وليس نظامه السياسي معروضا للبيع وسباق المقترحات(والنيات المبيتة) بين الدول، وهو لم يصل بعد الى مرحلة شحّاذ على ابواب الدول المحسنة لكي يبادر رئيس جمهورية رومانيا ترايان باسيسكو الى مطالبة الامم المتحدة ان تضع العراق تحت حمايتها كدولة منكوبة ينبغي ان تتمتع بحق الانتداب الدولي، ولم يصل بعد الى حالة بلد من بلدان الف ليلة وليلة ليسمح الى القومي الروسي فلاديمير جيرونوفسكي القول: دعوني احكم العراق لاستعيده لكم من الغابة.

اقول: في كل الاحوال، ليس مسموحا لاحد ان يدوس بنعليه على ميثاق الامم المتحدة ويأخذ لنفسه حق الوصاية على بلد مستقل ومضطرب كالعراق، وكانت حمّية رئيس الوزراء ستصبح في محلها، وسليمة ومقبولة، لو ان اهل العراق من الساسة والمتنفذين واللاعبين واصحاب القرار والمليشيات وخطوط الولاء والكواليس، هم اكثر حرصا وخوفا وعطفا وغيرة على هذه الولاية.

وساكون واضحا بالقول: ان رئيس الوزراء خصّ الامريكان والفرنسيين بظنة العامل مع العراق كضيعة لهم، فيما خص غيره الايرانيين بمثل هذا التعامل، واتهم مسؤولون اخرون السعودية بالتورط في سباق الترتيبات في العراق، وجاءت سوريا وتركيا والكويت ومصر والاردن وقطر على لسان ومسؤولين اخرين مصادر للتدخل في العراق بوصفه ضيعة من ضياعهم.

وساكون اكثر وضوحا لاقول: نعم، ان العراق ليس ضيعة لأحد، ولا يجوز، في الظروف الطبيعية او في غيرها، ان تتعامل اي دولة، او اية جهة مسؤولة فيها، وكأن العراق معروض للبيع.. لكن (انتباه) سيكون كل هذا صحيحا لو أن اصحاب الشأن والنفوذ تعاملوا مع العراق باعتباره عراقهم.. وانه يعادل قطرة الحياء، في الاقل.
ــــــــــــــــــــــ
..وكلمة مفيدة
ـــــــــــــــــــــ

" اليدري يدري ".
                مثل عراقي

جريدة(الاتحاد) بغداد