| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm13mm@live.com

 

 

 

الأثنين 8/12/ 2008



ساعة الحقيقة..
لا ساعة الصفر

عبدالمنعم الاعسم

فيما بدأنا نسمع ونقرأ انباء عن بروفات لساعة الصفر، غير ان الواضح اننا بدأنا نقترب مما يوصف بـ"ساعة الحقيقة" التي غيبناها طويلا في كومة من المجاملات واعتبارات السياسة وتوافقات المرحلة، ودسسناها، سنوات وسنوات، تحت بساط العملية السياسية، وقبلنا ان تمر من فوق ذلك البساط خطايا كثيرة لا يمكن لها ان تمر في ظروف اخرى، وزعامات ما كان لها ان تتفرعن علينا لو ان الزمن غير هذا الزمن، وصفقات ما كان لها ان تتم في كواليس غير هذه الكواليس، وخرافات لم يكن لها مكان يوما لو لم نوفر لها التكيات والامتيازات الاضافية.
وساعة الحقيقة لا تحل، عادة، قبل ان يتمايز الخيط الابيض عن الخيط الاسود، وقبل ان يبلغ السيل الزبى، وان تتحرر الفروض من مزاد المساومة على الحقيقة، وقبل ان يحل ذلك اليوم.. "يوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار يتعارفون عليها".. وسنكتشف ان الذين فرطوا في ساعات الحظوظ الذهبية يقفون، حينها، في نقطة الحرج، فان"ساعة الحظ لا تعوّض" وان مآل الاقدار الى حساب: فهذا لك، وهذا عليك.. آنذاك ستهرب العيون الى دقات بيك-بن التي تزن ما يقارب من اربعة عشر طنا، او الى ساعة متروبوليتان للتأمين على الحياة في نيويورك.
لنتذكر ان حلول الساعة يطلق على يوم القيامة، وان ساعة الحقيقة نطلقها عندما نكف عن(او نفقد الصبرعن) طي الاكاذيب، وان اكبر سجن لساعة الحقيقة هو سجن المسكوت عنه، وان اكبر المستفيدين من اعتقال ساعة الحقيقة هم اولئك الصغار الذين صعدوا، وصعدوا، وصعدوا في غفلة، او صفقة، او طربكة، من غير كفاءة الصعود، ولا حقوق الوجاهة.. "فاذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون" ثم اولئك الذين حَطوا انفسهم (او حُطوا) في حيّز اوسع من مقاسهم، واكبر مما يستحقون، فصدقوا انهم كبار او "طناطل" وانهم في مأمن من ساعة الحقيقة التي لا تعدوعن كونها ذرات متناثرة من الاقدار شاءت الحياة ان توحد اسرارها وتبعث بها الينا حين نكون بامس الحاجة اليها، يوما.
بعد هذا فان ساعة الحقيقة غير "ساعة الصفر".. الاولى، لحكمة المراجعة، والثانية لخيار التآمر.. الاولى للسلام المؤجل، والثانية للحريق المعجل.. الاولى لاعادة انارة الزوايا المعتمة، والثانية الى اضرام النيران والكراهيات في كل الزوايا.. الاولى محاولة لاحياء الصحيح من السبات، والثانية لوضع الصحيح على مرمى المدافع، وثمة في ساعة الحقيقة وساعة الصفر، حين يتشابكان، ويتسابقان، الكثير من حكم التاريخ المثيرة.. هل تتذكرون قصة امبراطور انتهت به الاقدار ان يبحث عن ملجأ ينهي فيه بقية حياته.

وكلمن ذنبه على جنبه.

ـــــــــــــــ
كلام مفيد
ـــــــــــــــ
"
عندما نعرف ان احدهم يرقص على سُلّم فان علينا تهيئة انفسنا الى لحظة سقوطه”
                                                                               دانيل دييغو
 

free web counter