| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm14mm@yahoo.com

 

 

 

                                                                                         الأحد 8/5/ 2011

 

مستقبل القاعدة في العراق..
بعد مقتل ابن لادن

عبد المنعم الاعسم 

الساحة العراقية واحدة من المجالات التطبيقية (الابداعية) لسلوك وفكر القاعدة، وليس من دون شك بان “الماكنة العراقية” للقاعدة انتجت قيادات مجربة (اجرامية من طراز فريد) وفنون حرب واشكال تحالفات (مؤقتة ودائمية) وكانت، في سنوات 2005حتى 2007 قاب قوسين او أدنى من اقامة شكلٍ اشكال الادارة الحكومية على الارض (محاكم وسجون وادارات) في اطار ما اعلن عن اقامة دولة العراق الاسلامية في اكتوبر العام 2006وذلك في حماية عشائر واوساط من السكان ودعم متناه من فلول تنظيمات النظام السابق وبخاصة من ضباط وافراد خدموا في اجهزة المخابرات والقمع التابعة له، فضلا عما تلقته القاعدة من تعاطف بعض الاقنية الاعلامية وبعض حكومات دول المنطقة وبعض الفئات السياسية فيها.
ومنذ البدء كان المشروع الارهابي الذي اطلقته القاعدة في العراق يقوم على ركنين، متفرقين في الخطاب الدعائي، ومتلازمين في التطبيق، اولهما الركن السياسي الذي يتركز على (معارضة مقاومة محاربة) قوات الاحتلال “لبلاد مسلمة” ولهياكل عراقية تقع في دائرة الحكم على المحتلين، وفي التفاصيل لا يصمد هذا الركن على فكرة ورغبة اجلاء الاجنبي من العراق، فان المتمعن في الخطاب السياسي لقاعدة “دولة العراق الاسلامية” يكتشف انهها لا تتعهد بالقاء السلاح بمجرد خروج القوات الامريكية، بل انها تحبذ (وتسعى الى) اطالة عمر الاحتلال بما يسمح لتضبيط شعار الجهاد وتبريره، وإن كان الجهاد عند القاعدة لا نهاية له قبل "انتصار المسلمين على الصليبيين" كما قال ابن لادن.
اما الركن الثاني فهو الركن الايديولوجي الفقهي، الذي ينهض على الاصولية الاسلامية الجهادية المتشددة، مؤسسة على منهج التكفير الاعتباطي والطائفية العدوانية وإبطال كل منظومات التفكير الحر والمدني والديمقراطي ويشمل ذلك المنتوج الثقافي المدني والعصري (مسرح. سينما. موسيقى. رسم. ادب انساني.. الخ) ويتعداه الى نسخة اجتماعية انكفائية للاسرة والعلاقات بين البشر وهوية الدولة.
ولم يكن ابن لادن، كما يُزعم، مجرد رمزٍ للقاعدة، او اسمٍ ملهـِم لمقاتلي التنظيم، فان خطاباته المذاعة ووصاياه المنشورة ورسائلة المتكررة تتضمن في ذاتها مفردات واحكام ايديولوجية القاعدة، وقد بقي يوجه ويتداخل حتى مع اكثر الظروف حراجة والتضييق عليه والاحترازات التي فرضها على نفسه، وطبعا، لم تكن لخلفائه في قيادة التنظيم تلك المكانة التي كان يمتلكها ولا تلك الكفاءة “العلمية” التي راكمها، ولا ايضا تلك التجربة الطويلة في صناعة التفكير الجهادي المغامر.
اقول، لابد ان يترك غياب ابن لادن فراغا هائلا في ادارة السياسات والايديولوجيا لتنظيم القاعدة، واحباطا كبيرا في “همـّة” الجهاد الارهابي في كل من افغانستان والعراق اذ يرتبطان بشبكة واحدة، وتجري مراقبتهما والاشراف عليهما من ابن لادن مباشرة، كما كانت تؤكده تقارير سابقة وما اعلن مؤخرا عن استحواذ الامريكان على وثائق ومعلومات "استراتيجية" من وكره في ابوت اباد.
استبق هذه المعالجة لتأكيد حقيقة مركبة، بانه لا مستقبل للقاعدة في العراق، وايضا بانه لن ينهار بمجرد اعلان مقتل ابن لادن، فانه، وانه بحسب التقديرات الموضوعية سيستمر ربما بشراسة اكبر، وسيستفيد في استمراره من ثغرات سياسية وايديولوجية ماثلة امامنا.. بالصوت والصورة.

ـــــــــــــــ
كلام مفيد
ـــــــــــــــ
"الفم المطبق لا يدخله الذباب
"
                                مثل صيني

جريدة (الاتحاد) بغداد
 

 

free web counter