| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm14mm@yahoo.com

 

 

 

                                                              الخميس 08/11/ 2012

 

الى اين؟

عبد المنعم الاعسم

إذا قلنا بان وضع العراق يتجه الى التطبيع فاننا سنكون ساذجين، اما اذا صدّقنا اولئك الذين يقولون بان هذا الوضع مرتد الى الخلف ليقع بيد حلفاء السلاح من القاعدة والبعث فاننا سنكون أكثر سذاجة.
اذا لم نتقدم نحو التطبيع ولم ننكفئ الى مشروع الردة، فما الذي سيحدث؟ او الى اين تتجه سفينة العراق؟
آخر تصريحات رئيس الوزراء نوري المالكي من شاشة السومرية اعطتنا مبرر القول ان بيننا وبين حل الازمة السياسية استحالات كثيرة لعل ابرزها إرادة الحل الذي لا يتحقق من دون تنازلات متقابلة بين اطراف هذه الازمة، ويبدو ان الجميع طووا فكرة التنازل والحلول الوسط.

في بغداد، يقول سياسيون ان الامر بحاجة الى وقت طويل حتى تنكسر بعض حلقات التوازن التي تحكم معادلات الصراع، وبخاصة تلك الحلقات ذات العلاقة بالاحداث السورية، وثمة بينهم من يأمل ان ينتهي الملف السوري الى شكل من اشكال الحل، وقل الصفقة، بين ايران والولايات المتحدة لكي ينعم العراقيون بعدها بالامن والاستقرار والاستقلال.

ساسة آخرون يتخوفون من فكرة التقارب الآن ويعدونه “مؤامرة” ذات ابعاد اقليمية تستهدف تقاسم النفوذ، ويقولون بان الرئيس اوباما في حال فوزه سيمضي قدما في هذا الخيار الذي –كما تؤكد التسريبات- سيحظى بترحيب ايراني، وهذا بحد ذاته يضيف بلبلة الى سلسلة البلبلات التي تعانيها عقول الساسة هنا.

“الى أين نتجه؟” قذفنا بهذا السؤال الى استاذ في كلية العلوم السياسية في بغداد، فقال: تعال نبتعد عن الجواب قليلا.. ان الازمة تخترق جميع القوى المتشابكة في العراق. الكيانات السياسية تتفتت وتزداد تناحرا. الحكومة تتبعثر وتمر بحالة استقطاب وتدار من غرفة واحدة محروسة جيدا، وموعد الانتخابات يضرب على الابواب، ويهرع الجميع الى حساباتهم ومسرحياتهم الدعائية. اعتقد اننا-كما قال- نتجه بـ”حكومة الشراكة” هذه حتى انتخابات العام 2014 وسنحتاج الى عشرين شهرا من الصراعات الفئوية الطاحنة.

محلل أكاديمي ايده وافاد القول: خلال هذه الشهور العشرين ستتكون على السطح قوة شعبية غير طائفية.. انها بدأت تنمو منذ الان، وتظهر في امثلة كثيرة. زميل ثالث رد بالقول: انها قراءة متعجلة. الطائفيون يملكون امكانيات وآليات وامبراطوريات ستعمل جميعا للحيلولة دون ولادة هذه القوة.

الى ذلك تكونت مؤشرات عن سلبية الشارع الحائر بين ارتفاع اصوات الملعب وانخفاض سمعة اللاعبين.
 

" من سرّه زمنٌ ساءته ازمان "
                                        ابو البقاء الرندي- غفيه اندلسي

 

free web counter