| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

malasam2@hotmail.com

 

 

 

 

الثلاثاء 7 /11/ 2006

 

 

الحكم على صدام ومأزق الذاكرة الاوربية

 

عبدالمنعم الاعسم

بعض ردود الفعل الاوربية التي عبرت عن(الزعل) إزاء قرار المحكمة الجنائية العراقية بإعدام صدام حسين تثير حيرة المراقب اكثر مما تثير الاسئلة عن خلفيات تلك المواقف، فحتى منظمة العفو الدولية التي سبق ان اصدرت في غضون اثنتي عشرة سنة حوالي تسعة تقارير دورية موثقة عن جرائم النظام السابق بحق المدنيين في العراق عادت وخففت من طابع تلك الجرائم التي ادين بها الرئيس المخلوع، فيما كانت المنظمة قد اوردت اضعاف اضعافها، في تلك التقارير السنوية.
ولو كان ردود الفعل السلبية لبعض الصحافة والفعاليات البرلمانية والاعلامية الاوربية تتصل بالموقف من حكم الاعدام الذي تحرمه الكثير من الهيئات الانسانية والحقوقية في العالم لأمكن مناقشته، وربما استيعاب اسبابه وخلفياته، غير ان الاعتراضات التي قدمت من على اقنية الاعلام تجاوزت هذه الحدود الى رفض ادانة صدام في ذاتها، والشكوك في وقائع الجرائم التي ارتكبتها الدكتاتورية بحق العراقيين، وهو انكفاء ليس في النزاهة والمصداقية، بل وفي الذاكرة ايضا، كما حصل لدى منظمة العفو التي كان عليها ان تعود الى تقاريرها لتتهجأ جرائم صدام بالارقام والمعطيات، اذا لم تكن بحاجة للاطلاع على افادات الشهود ووثائق الادانة التي عرضتها المحكمة العراقية.
في بريطانيا، ابرزت الصحف زعل نواب وصحافيين من الفاينانشيال تايمز لجهة الحكم على صدام، وهو الاخر بمثابة سقوط في المصداقية وفي التباسات الذاكرة، اذا ما عدنا الى يوم الخامس عشر من كانون الثاني عام 1997 حيث عقدت في بناية مجلس العموم البريطاني (محكمة) علنية لصدام حسين حضرها اللورد ايفبري رئيس لجنة حقوق الانسان في البرلمان وادوارد مورتيمور كبير محرري التايمز، وتلقى رسائل من السيدة ايما بونينو رئيسة اللجنة الاوربية لحقوق الانسان ومن كثيرين. في تلك المحاكمة التي غطتها وسائل الاعلام البريطانية والدولية جرى الحديث عن "الاف الاطنان من الوثائق العراقية الدامغة" حول "جرائم الحرب والابادة التي يتعرض لها الشعب العراقي" وقالت النائبة آن كلويد خلال هذه الجلسة "ان الاجهزة السرية التابعة لصدام حسين احتفظت، مثلما فعلت اجهزة الرئيس الكمبودي السابق بول بوت، بسجلات مدققة لتوثيق اعمالها" واشار روبرت فيسك في (الانديبندنت) بان "الاتهامات واضحة ضد بعض الرموز في النظام العراقي المطلوب محاكمتهم كمجرمي حرب الى جانب رئيس الطغمة، المسؤول الاول عن كل الجرائم والكوارث التي حلت بالعراق".
واضاف روبرت فيسك قائلا" ان ادانة طه ياسين رمضان بأرتكاب جرائم الابادة لا غبار عليها، انه امر بقتل اعداد من المدنيين بتسيير الدبابات فوق رؤوسهم ، بصفته قائدا للجيش الشعبي". وختم القول" اننا نسعى الى تقديم صدام حسين الى القضاء.. فهل سيتحقق لنا ذلك قريبا؟".
في تلك الجلسة كانت ثمة صور لصدام حسين وولديه ولعلي حسن المجيد وطه ياسين رمضان وبرزان التكريتي، وقد طلب كبير محرري الفاينانشيال تايمز من المصورين(انتباه!) بالامتناع عن التقاط صورة له مع تلك الوجوه التي قال انها " كالحة ومطلوبة للعدالة، وان هذه الصور ستحرجه مع اولاده اذا ما شاهدوها ".
ــــــــــــــــــــــــــــ
..وكلام مفيد
ــــــــــــــــــــــــــــ
" اذا اصبح الشيطان جسراً، أعبر النهر سباحة ".
                                           
     مثل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جريدة(الاتحاد) بغداد