| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm14mm@yahoo.com

 

 

 

                                                                                         الثلاثاء 7/6/ 2011

 

حسابات العراقية وحسابات الواقع

عبد المنعم الاعسم 

ماذا ينفع ائتلاف العراقية، الآن، بعد كل ما حصل، من تكرار القول انها كانت صاحبة الاستحقاق الدستوري لإنتخابات 2010 بتشكيل الحكومة؟ او انها تخلت عن هذا الاستحقاق “لمصلحة الشعب العراقي” لجهة تشكيل حكومة شراكة “حقيقية” وهياكل دستورية انضباطية تحتل من خلالها مواقع في قلب سلطة القرار؟ ألا يعني ذلك نوعا من البكاء على الاطلال بعد ان قطعت الترتيبات الحكومية على الارض والتفاهمات بين القوى النافذة شوطا بعيدا وجرت مياه كثيرة من تحت المشهد بحيث تعذر احياء زخم الانتصار الانتخابي وضاق معه هامش المناورة وقد يضيق اكثر فاكثر في حال استمرت العراقية تتخندق في لغة الدعاية الانتحابية التي يفترض انها انتهت بانتهاء الانتخابات.
هذا التساؤل لا يقلل من شأن الحقيقة بان ائتلاف العراقية نال من المواقع في سلطة القرار اقلّ مما تستحقه قائمة تصدرت نتائج الانتخابات وكانت ستشكل الحكومة، كما لا يقفز من فوق الحقيقة الموازية بان العملية الديمقراطية خسرت تجربة بناء “الشراكة الحقيقية” لاسباب كثبرة وانتهت الى استفراد كابينة رئيس الوزراء في تقرير الكثير من عناصر اللوحة السياسية مقابل عملية تشظي واضطراب ضربت جميع المحاور(وفي المقدمة منها العراقية) التي حاولت عبثا فرملة صعود المالكي الى موقع المقرر بلا منافسة.
حسابات العراقية تجمدت عند افتراض (وقل وهم) امكانية تشكيل معسكر تحت خيمة البرلمان يعترض النفوذ المضطرد لرئيس الوزراء ويحسّن من مكانتها في اللعبة الديمقراطية فيما ظهر عقم هذه الحسابات واضحا منذ ان ادارت المعسكرات الاخرى ظهرها للعراقية وتركتها تخوض معركتها اليائسة لوحدها، أخذا بالاعتبار ان ثمة خلافات سياسية عميقة بين العراقية وجميع مكونات الحالة البرلمانية التي (كما يبدو) كانت راضية، عن تحجيم العراقية او ساعية الى هذا التحجيم.
مقابل ذلك، ومن تداعيات (ونتائج) الحسابات غير الموفقة للعراقية، برز تحديان ثقيلان يهددان مستقبلها وقيادة الدكتور اياد علاوي، وهما، اولا، انسلاح مجموعات من النواب وشخصيات لها شأن عن جسد الائتلاف اعتراضا على سبل و”صفقات” توزيع المقاعد الوزارية بين مكونات الائتلاف، وتنامي عدم رضا على ادارة المواقف والتعاطي مع الحكومة والكتل الاخرى لدى شخصيات وجماعات لا تزال في اطار الائتلاف، وثانيا، عدم استعداد غالبية ممثلي العراقية في الحكومة التخلي عن مناصبهم في حال اختارت القائمة التحول الى المعارضة البرلمانية.
بوجيز الكلام، لم تكن حسابات ائتلاف العراقية قد بنيت على قراءة واقعية للتكيَفات السياسية التي حصلت عشية وبعد ترخيص البرلمان لحكومة التوافق (الشراكة. الصفقة. المحاصصة) وبدلا من اعادة النظر في تلك الحسابات راحت تكرر سياسية “قدم في الحكومة وقدم في المعارضة” القديمة التي ما عادت نافعة كفاية.. فكسبت اللعب وخسرت الملعب.

ـــــــــــــــ
كلام مفيد
ـــــــــــــــ
"كن حذراً من الرجل الذي لا يرد لك الصفعة
"
                                                  برنارد شو


جريدة(الاتحاد)
 

 

free web counter