| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm14mm@yahoo.com

 

 

 

                                                              الأحد 7/4/ 2013

 

دعوات الاقاليم..
هل هي مؤامرة؟

عبد المنعم الاعسم 

إذا كان الدستور العراقي قد شرع في مادته الـ116 الى "النظام الاتحادي" الذي يتكون "من عاصمةٍ واقاليم ومحافظاتٍ لا مركزيةٍ واداراتٍ محلية" وانه اعطي الحق لسكان اية محافظة تحويل ادارتها الى اقليم، فلماذا تكون الدعوات التي يطلقها البعض من ممثلي سكان محافظات الانبار وصلاح الدين والبصرة والنجف وغيرها بمثابة "مؤامرة خارجية" او هي محاولة "تقسيم للدولة العراقية" كما يذهب المعارضون، فيما يقول الدستور في مادته الـ119 ان تلك الاقاليم تقام وفق استفتاء مباشر من السكان.
التناقض هنا يحتاج الى تأمل في خلفيات الاعتراض على اقامة اقاليم دستورية، لكن قبل ذلك ينبغي التذكير بان بعض المعترضين مشاركون اساسيون في وضع الدستور العراقي، في اطار العملية السياسية، وانهم يؤكدون على ضرورة الإلتزام به نصا وروحا، و(الى ذلك) اقسموا على تطبيق الدستور وحمايته من التشويه والتعدي، الامر الذي يحمل على القول ان المعترضين هؤلاء يتعاملون مع الدستور بوصفه قطعة من المطاط، يمددونها من الجانب المناسب لمصالحهم ومعاركهم السياسية، ويضيقونها من الجوانب التي تناسب مصالح غيرهم، وان الحديث عن "مؤامرة" او "تقسيم العراق" لا يعدو عن كونه شعارا في المماحكات السياسية والصراع الفئوي، وإثارة الشارع، بل واستغفاله.
اننا نتحدث عن معارضين لدعوات الاقاليم من اصحاب العملية السياسية حصرا، اما معارضو هذه الدعوات من عصابات الارهاب وفلول النظام السابق وهيئة علماء المسلمين وجماعات التجييش والقبلية العمياء والاسلام المتطرف، فانه لا حاجة لمناقشتهم وتفسير معارضتهم، اخذا بالاعتبار انهم لا يعترفون بالدستور ولا بالعملية السياسية ولا بالدولة الاتحادية ولا بالتغيير ولا باية مؤسسة من مؤسسات الدولة الجديدة، وليس لديهم اي بديل معلن عن المشهد القائم بل موزعون على خيارات كوميدية، بين اقامة الخلافة، أو العودة الى نظام الحزب الواحد، أو تشييد دولة القبائل والطوائف والحروب.
طبعا، لا يصح التقليل من شان تدخلات دول الجوار، ولا من الخطر الناجم عن وجود قوى وزعامات تنسق مع حكومات هذه الدول في غير صالح البلاد، لكن لا يصح ايضا تحويل ورقة الاقاليم والمطالبة بها الى مكب للشتائم والصراعات الفئوية.. او الى تمرين على تأليب فئات شعبية ضد خيار يحتاج الى مناقشات دستورية بناءة.. وفضاءات لا تسممها المخاوف المغشوشة على وحدة البلاد.
 

"أيتها النفس إجملي جزعا ...
إن الذي تخشين قد وقع
"                      آوس بن حجر
 

free web counter