| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

malasam2@hotmail.com

 

 

 

 

الثلاثاء 6 /2/ 2007

 

 

نبأ سعيد من بغداد


عبدالمنعم الاعسم

احسب ان الكثيرين سيهرعون الى معرفة النبأ السعيد الذي جاء من بغداد، لكثرة الانباء المتجهمة والمرعبة التي ترسلها يوميا العاصمة، ولا احب ان اتعسف بتخييب املهم، او اللعب على مصابهم، لكني استمهلهم الى نهاية السطور، فثمة مشكلة لها علاقة بذلك اثارها حديث من احدى الفضائيات لعالم دين من دولة مجاورة لقبه (الشيخ الجمل) استغربَ فيه ان يَتهم العراقيون جيرانهم بالمسؤولية عن تصدير القتلة الى اسواقهم ومزدحماتهم، وعزز استغرابه باحاديث نبوية وايات قرآنية يدعونا احدها الى التبيّن من الفاسق الذي يأتينا بـ”نبأ” كاذب، ويقترح علينا”الجمل” في مقولة اخرى الاستسلام والانتظار ففي ذلك سعادة وخلاص، ويذكرنا في آية ثالثة ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..وانصبت بقية الايات والاحاديث على التشفي بنا.. “فكيف ما تولون يولى عليكم” وخلص الى القول بان العراقيين نسوا بان بلادهم تقع تحت الاحتلال، وهو احتلال باطل، وكل ما يقوم على باطل، من بيع وشراء، فهو باطل.
وفاض الجمل من على الشاشة الملونة بكل ما يحمل البعير، الذي يتسمى به، من احقاد، وطابق في ضغينته دلالات اسم الجمل ورعونته، ما برر اشارة في كتاب (جمهرة الامثال) لعبدالرحمن التكريتي من مثل قديم يقول “أحقد من جمل” واورد بيتا من قصيدة الصفدي اللامية، يقول فيه :

                 صافي الوداد لمن اصفى مودته             حقا واحقد للاعداء من جملِ

ويقول التوحيدي في (الامتاع والمؤانسة) ان”الجمل حقود، يرصد الفرصة والخلوة بصاحبه، لينتقم منه، فاذا اصاب ذلك لم يستبق صاحبه” وقالوا - كما يورد التوحيدي - " الجمل لا ينتقم حالا".
ويهون الامر لو بقي في حدود الشيخ الجمل، عالم الدين، فللرجل عذره بشتم العراقيين يعود الى يوم رفعوا فيه البساط الاخضر الذي كان يُستقبل فيه على “مطار صدام” ومنه الى المضافات الباذخة، لكن عضو مجلس النواب العراقي محمد الدايني قال كلاما، هو الاخر، يشبه كلام الشيخ الجمل مع زيادة من الضوضاء وكأنه، هو الاخر، يريد ان يتطابق مع دلالة اسمه، فان الداين كما يعرف الفيزيائيون هي وحدة لقياس الضوضاء، اذ تتحول مستويات عالية منها الى حالة عدوانية ذاتية، ويذهب النائب المحترم الى اعتبار كل ذرة من الحياة في العراق بما في ذلك خروج مواطنين ابرياء من بيوتهم الى سوق الصدرية بمثابة باطل لانها تجري - كما يقول - في ظل الاحتلال، “وما يقوم على باطل فهو باطل” واستطرد في رطانته عن الباطل الذي - حسبه - مباح للشاحنات المفخخة لتنفجر وتقذف باجساد خمسمائة من جثث النساء والاطفال في الفضاء.
والآن فان النبأ السعيد الذي ارجأته الى نهاية السطور يتعلق في ما اعلنه مسؤول في وزارة النفط بقرب تشغيل العدادات الالكترونية على انابيب تصدير النفط الخام بعد ان كان التصدير طوال اربع سنوات يتم بواسطة “الذرعة” وستتم حماية الحد الادنى من ثروة البلاد اذا لم يعلن الشيخ الجمل والنائب الدايني بان هذا الاجراء باطل، يجب نسفه، لانه يتم تحت الاحتلال وكل ما يقوم على باطل فهو باطل..الى آخر هذه القوانة.
ـــــــــــــــــــــــ
..وكلام مفيد
ـــــــــــــــــــــــ
“ اللي يأكله العنز يطلعه الدباغ “
                          مثل عراقي