| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm14mm@yahoo.com

 

 

 

                                                                                         الأحد 6/3/ 2011

 

7 آذار..
موسيقى حزينة

عبد المنعم الاعسم 

لا اعتقد ان احدا منصفا سيعلن هذا اليوم، السابع من آذار، انه يحتفظ بذكرى عزيزة عليه تخص مصير الدولة العراقية الاتحادية الجديدة، إلا البعض من انتفع وحوّل النتائج الى مباهج، فقد تمخضت انتخابات هذا اليوم من العام الماضي عن نتائج اقل ما يقال عنها انها اسهمت في تفتيت وتشظي النسيج السياسي والاجتماعي في البلاد على الرغم من انها اتسمت بنوع من الشفافية (اقول نوع) وجاءت بعد تنافس حر (الى حد ما) بين المرشحين وتوفر الفرص امام الاعلام على نحو لا شبيه له في دول المنطقة.

في هذا اليوم لعب المال السياسي والتهريج وعمليات التسقيط والقانون “القاصر” للانتخابات وهيمنة خطوط من السلطة على التحضيرات وعمليات التصويت والفرز والدعاية الانتخابية، واختلط فيه الخطأ والصواب، والنزيه باللانزيه، والمدعي بالداعية، والصريح بالمخاتل، ثم انفتح على مجلس مشلول الارادة، لا يقرر شيئا قبل ان يطبخ القرار في الكواليس وغرف الصفقات، ثم جاءت الوزارة على قياس هذا الشلل ووفق مشيئة تلك الكواليس.

وطوال عام دفعت الملايين العراقية ضريبة انتخابات السابع من آذار، باهضة التكاليف، وتراجعت سمعة المؤسسة التشريعية الى ادنى منسوب، وظهرت تحت قبة البرلمان وجوه تتفرج اكثر مما هي تتفاعل. غائبة وحاضرة في آن. تنتظر ولا تبادر فيما امتلأ الشارع بالشائعات والروايات والمعلومات عن ابطال فساد، ووكلاء مفاسد، يتخذون من شرعية تمثيل الشعب حصانة من المساءلة، وواقية من الحساب، والاكثر من كل ذلك، اجازت هذه المؤسسة التي يفترض انها أعلى سلطة في البلاد تشكيلة وزارية قال عنها رئيس الوزراء بالصوت والصورة “انها لا تلبي الطموح” فتحولت هذه التشكيلة التي كانت عرجاء من حل مفترض يفضي الى تنشيط الادارة الحكومية الى مشكلة عويصة، تهدد بتفليش ما بني من شراكة.

حتى تلك الاصوات التي تدعي انها معارضة وتتبنى خيار “التغيير” عبر البرلمان انحدرت الى انانيات ومعارك استعراضية ومحاولات تصفيات الحساب، وشوشرة، وكانت فترة عام كافية لسقوطها في اللامصداقية والتخبط، الى جانب غيرها من النوادي التي تعلن، بمناسبة ومن دون مناسبة، انها تدافع عن طوائف مظلومة او عن شرائح منسية، فيما المظلومون والمنسيون مزقوا هويات الانتساب الى هذه النوادي، في اكثر من مناسبة واكثر من شارع، ومسحوا عن اصابعهم اللون البنفسجي.

السابع من آذار، بكلمة موجزة، يوم جليل غـُدر به.. وتصدح فيه موسيقى حزينة.

ـــــــــــــــ
كلام مفيد
ـــــــــــــــ
"
مِن تجينا بعد فرصه...
هذا اصبعنا ونكصّه
"
                     من اهازيج ساحة التحرير


 جريدة(الاتحاد) بغداد

 

free web counter