| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm14mm@yahoo.com

 

 

 

                                                                                         الثلاثاء 6/9/ 2011

 

سقوط صدام - القذافي والمقارنات المحرمة

عبد المنعم الاعسم 

في اكثر من محاورة سياسية على الفضاء حول خلفيات الحدث الليبي او تقرير تحليلي عن شخصية حاكم ليبيا المطلق يتجنب المتحاورون والمحللون التشبيه او المقارنة بين صدام حسين والقذافي، واستطرادا بين الدكتاتورية العراقية البائدة ودكتاتوريات المنطقة، واحيانا يسربون خواطر مضللة عن الفرق والتشابه بين الحالتين العراقية والليبية بالقول ان عملية التغيير في العراق جرت على يد القوات الاجنبية فيما العملية الليبية، كما يقولون لتعزيز هذا التضليل، تجري على يد الليبيين، فيما هي، كما يعرف الجميع، نصف الحقيقة، اما نصفها الثاني فيتمثل بالدور الاطلسي وتتم مخاضة التغيير اطلسيا مثلما كانت مخاضة التغيير في العراق امريكية.
الفكرة بحاجة الى مزيد من التوقف والتدقيق، ولابأس من تكرار البديهيات هنا لعلاقتها بجوهر ما وما يحدث، وفي مقدمة تلك البديهيات (اولا) ان الاطلسي في الحالة الليبية والامريكي في الحالة العراقية لم يختلقا الحركة الشعبية الساخطة (المعارضة المحلية) لكل من حكم القذافي وصدام حسين، ربما بالعكس، فالغرب وقف مع النظامين في ذروة وحشيتهما وسكت دهورا عن وحشيتهما وحروبهما الداخلية وعقد معهما سلسلة من الصفقات التي عضدتهما في مواجهة شعبهما.
البديهية الثانية، هي ان التدخل الخارجي في العراق وليبيا لم يتم بترخيص من المعارضة ولم تكن الجيوش الغربية الغازية بامرة المنشقين من جنرالات العراق وليبيا، ولم يكن امام حركات المعارضة والشعب المقموع في العراق وليبيا من خيار كثير حين يندلع الصراع العسكري بين النظام المثقل بالجرائم وقوى اجنبية، ولا مفر من هنا، موضوعيا وتاريخيا، من قيام الجماعات المحلية المعارضة (وسجناء محررون) من الامساك بالاوضاع على الارض، بقدر ما تتمكن إذ فرّ النظام وتخاذل امام التدخل الخارجي واستسلم مهانا للمتدخلين، ولا حاجة هنا للكثير من الجدل عما هو معروف من اهداف الغرب (الخاصة) وخلفيات مبادرته العسكرية لاطاحة حكمي صدام والقذافي.
البديهية الثالثة، تتمثل في ان كلا من صدام والقذافي تشبثا بالسلطة بمواجهة الدعوات السلمية للتغيير والاصلاح للحركات الشعبية وواجهاها بالحديد والنار والسجون والاذلال، وبهذا فقد دفعا الصراع مع الشعب الى تسهيل التدخل الخارجي وتبريره، بل انهما استعجلا هذا التدخل وسعيا اليه على وهم من انه سيعبئ الداخل ويحرج المعارضين ويخوّنهم امام الرأي العام وقد يساعد في تحسين المعادلات الاقليمية لتكون في صالحهم، وفي ميدان قاتلا حتى آخر حجر في البلاد تمكنا من تهديمه وآخر خرقة من النياشين على اكتاف ضباط الحلقة المقربة ولاذا بالفرار من جحر الى جحر مع بضعة مليارات من الدولارات وعدد من الحراس المطلوبين.
والبديهية الرابعة، في حرب التدخل في العراق وليبيا تظهر جلية في الجملة الخطابية التي خاض صدام حسين والقذافي بها الحرب وهي كومة من الشعارات البالية عن الاقتدار وقرب الانتصار، والمعركة القومية، مع إبقاء باب الصفقات مفتوحة مع المتدخلين، وليس بدون معنى ان يطلب صدام حسين في لحظة القبض عليه الاتصال بالمسؤولين الامريكان لغرض “حل المشكلة” فيما دعا القذافي بعد يومين من سقوط طرابلس دول الاطلسي بـ”حل تفاوضي للمشكلة”.
اما البديهية الخامسة فانها تتعلق بما تبقى من شراذم الكلام المعسول عن “المؤامرة” التي تتعرض لها المنطقة في محاولة لاعفاء الدكتاتوريات الفاجرة من الكوارث التي حلت بالمنطقة.
 

"حتى الفئران تعظ القطط الميتة"
                                     مثل ألماني

جريدة (الاتحاد) بغداد
 

 

free web counter