| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

malasam2@hotmail.com

 

 

 

 

الأحد 5/8/ 2007

 




انسحاب التوافق.. خطوة في اتجاهين

عبدالمنعم الاعسم

ايا يكون مستقبل علاقة جبهة التوافق بالعملية السياسية، وايا تكون صفة هذه العلاقة وموصف الالتزام بها، فان اعلان انسحاب الجبهة من وزارة نوري المالكي، لن يحسّن من موقعها واوضاعها إلا في حدود جزئية، ولو انها اجرت حسابا كيميائيا على مقادير الربح والخسارة من وراء معركتها هذه وبالطريقة التي استخدمتها لوجدت انها ستكسب وحدة مؤقتة بمواجهة عواصف التمرد في صفوفها التي ابتدأت بالنائب عبدالناصر الجنابي، فيما ستفقد اساس هذه الوحدة بالانتقال الى المنطقة الرمادية بين الحكومة و”المقاومة” وهي منطقة انواء عاصفة ومتقلبة وانشقاقات.
الشيىء غير المفهوم وغير المبرر، ان تستمر الجبهة فعالة في العملية السياسية ومعارضة للحكومة، فليس معروفا، على الاقل من الناحية النظرية، كيف ستؤدي الجبهة التزامها ضمن العملية السياسية من دون ان يسجل ذلك في صالح الحكومة، اخذا بالاعتبار حقيقة ان الحكومة كسلطة تنفيذية هي جزء عضوي من العملية السياسية، وفي خلفيات هذه المعادلة ثمة سؤال تفصيلي ذي صلة بقرار الانسحاب من الحكومة، هو: كيف ستكون جبهة التوافق معارضة ولا معارضة في نفس الوقت؟.
اما الحديث عن مطالب (شروط) الجبهة الاثني عشر، فقد كانت مشروعة وقابلة للنقاش وتلامس اشواق ملايين العراقيين، قدر ما هي فضفاضة ومحاولة للتنصل من مسؤولية النفس ازاء ما يحدث، وإذ يعترض المحلل السياسي على الحمية الانفعالية لرد فريق المالكي على تهديد الجبهة بالانسحاب فانه لا يقتنع بان الجبهة غير مسؤولة في الاقل عن ضبط الامن في بلدات ومناطق تتمتع فيها بنفوذ كبير وحاسم، بل ولا احد يعثر في الكم الهائل من بيانات الجبهة على تأويل مقنع لتمركز الجماعات المسلحة في تلك المناطق.
من جانب آخر فانه لا ينبغي التقليل من اثر خطوة الانسحاب هذه على اوضاع الحكومة المتدهورة اصلا، والعاجزة، منذ شهور طويلة عن اختيار عشرة وزراء لعشر حقائب بين شاغرة او مركونة على قائمة التغيير، فالذين يعتقدون ان مثل هذه الحكومة يمكن ان تمضي قدما على عجلتين اثنتين للائتلاف والتحالف يرتكبون خطأ وخطيئة، في وقت واحد، اما الخطأ فهو في نكران معنى ان يكون نصف وزرات الدولة من غير وزراء لأمد مجهول، والخطيئة تتمثل في تغذية شعور فريق المالكي بالاقتدار والقوة بالكثير من الاوهام.
اقول: إذا كان هدف جبهة التوافق من قرار انسحابها هو إرباك إداء حكومة المالكي واضعافها وترويج فكرة البحث عن بدائل لرئيس الوزراء وتصنيع مادة مثيرة للاعلام المناهض للحكومة واطرافها الفاعلة، فقد نجحت في ذلك الى حد بعيد، اما اذا اعتقدتْ انها ستخرج من هذه المعركة نظيفة الثياب، فانها لن تخدع سوى نفسها، اما مصلحة الشعب العراقي التي يتقاذف بها اطراف اللعبة وتتخفى تحت معطفها عناوين الكثير من المواقف والصراعات فانها بقيت في واد آخر.. تحت قذائف الجميع.
ـــــــــــــــــــــ
.. وكلام مفيد
ــــــــــــــــــــــ
خفف الوطء ما أظن أديم الأرض إلا من هذه الأجساد ”.
                                                                 أبو العلاء المعري

جريدة(الاتحاد) بغداد