| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

malasam2@hotmail.com

 

 

 

 

الخميس 5/10/ 2006

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس



الى نواب الشعب

اهنئكم..لقد انتصرتم علينا !


" مهداة الى الاصدقاء جيم وحاء وهاء "


عبدالمنعم الاعسم
aalassam@hotmail.com

نهنئكم..نعم، هو حق لكم وواجب علينا، يكفيكم طوابير وحبربشية تبدي لكم الولاء، وزائرات يهززن باسمكم شبابيك الشهداء والصالحين والاولياء، ويكفينا نعمة واحدة هي الصوت المدوي لسقوط الصنم.

في التفاصيل- والابالسة تحتشد في التفاصيل- وجدنا في ما سمعناه، من مناقشات البعض من فرسان الحرب الاهلية الطائفية في البرلمان العراقي طوال اسبوع عاصف، عبر خطب ومشاريع واعتراضات، وخذ وهات، مدججة بالسلاح والاستهتار، وكأن اصحابها لايعرفون ماذا يجري خارج قبة السلطة التشريعية من مصائب واخطار، والغريب اننا لم نعد نعرف، في هوساتهم، مَن هي الحكومة ومن هم معارضوها؟ مَن اتخذ نهج المصالحة ومَن عارضه؟ مَن مع الارهاب ومَن ضده؟ من هو حريص على درء خطر الحرب الاهلية ومن يدفع اليه؟ من هو لا طائفي ومن هو يمول مشروع الطائفية بالحطب والتحريض والاغواء؟

في تلك التفاصيل، والرعب يكمن في التفاصيل، تتكشف لنا حقيقة النرفانا البوذية لخطب السياسيين “الملائكة” حيث نقرأ ما بعد التشدد اللفظي في الاخلاق والتسامح، وما خلف الغيرة الزائفة على العراق، وما وراء النحيب الممسرح على مقطوعي الرؤوس وجثث الشوارع الخلفية، بالضبط حين تلدغ افعى افعى اخرى، ويطال لسان دنسٌ لسانا اخر اكثر دنسا، ويدحر قطيعٌ من الثيران قطيعا آخر من جنسه لكن اكثر عناداً، وليس ثمة مغزى اكثر من ان تقبض كاميرات التلفزيون على بعضهم متلبسين بالسخرية منا، وهم يتبادلون التهاني سرا، لأنهم الحقوا الهزيمة بنا وباحلامنا، ولأنهم حولوا اصواتنا التي قدمناها لهم الى ورق تواليت.

وبما اننا في مهرجان للثرثرة، يتسابق فيه نواب الشعب للحصول، عن طريق الملاسنة، على سلطة زائفة، وعلى جاه مفترض، ورصيد مُتخيّل، ومقام وهمي، فاننا لن نفاجأ حين يظهر وجه من وجوههم على عرض الشاشة وهو يهمس لنا: “انا متشائم مما يجري” في محاولة للاندماج في مشاعرنا، او للسطو المنهجي عليها عن طريق تمَثله لطائر الشؤم.. البومة.. ولا استبعد انه يجهل بان البومة ليست طائر الشؤم فحسب بل والحكمة ايضا، على ذمة الاغريق، ويشاء حظنا العاثر ان نكون شهودا على محاورة سأل فيها صحفي صاحب ذلك الوجه ما اذا كان يشعر بالتعاسة لما يجري، فاجاب “ كلا” ولاحقه بالسؤال: إذن انت سعيد؟ فاسرع صاحب الوجه قائلا: “كلا”. واخذ كل واحد طريقه، لأن صاحب الوجه ليس مستعدا لتبديد الوقت في ما لاينفع.

ومصابنا هنا يتمثل في انه في السايكولوجيا ثمة فرضية علمية تؤكد بان عدم الشعور، لا بالسعادة ولا بالتعاسة، مؤشر على انعدام الوجدان.

انتم ياسادتي جنس متفوق حقا..متفوّق علينا.. وليس هذا سوى واحدة من تذكيرات نيتشه لنا بوجوب احترامكم، وواحدة من احكام الطبيعة العادلة بحقنا.. انه ثمن الهزيمة.. هزيمتنا.. إصعدوا ايها الاسياد، وتقاتلوا حيثما شئتم، وتحت اية خرقة او راية تحاربون بعضكم، وخذوا رقابنا ونساءنا واطفالنا، الى انفال اخرى.. تهانينا.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
.. وكلام آخر
ـــــــــــــــــــــــــــــ

“شهد رجل عند القاضي(سوار) فقال له: ما صناعتك (مهنتك)؟ فقال: مؤدِب. قال القاضي: لا اجيز شهادتك. قال: ولمَ؟ قال: لانك تأخذ على تعليم القرآن اجرا؟. قال: وانت تأخذ على القضاء بين المسلمين اجرا. قال سوار: انهم اكرهوني. قال: اكرهوك على القضاء، فهل اكرهوك على اخذ الاجر؟ رد القاضي: هلم شهادتك”.

مستطرف هادي العلوي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جريدة(الاتحاد) بغداد