| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm14mm@yahoo.com

 

 

 

الأثنين 5/7/ 2010

 

جملة مفيدة

التنازلات..
او الفراغ السياسي

عبد المنعم الاعسم 

/ الفراغ، في جميع المصطلحات حيز ضعيف ومنطقة خاوية مستهدفة، وفيزيائيا، يعتبر ضغطه اقل من ضغط المحيط، والفراغ السياسي مآل تنقذف اليه البلدان في حالات تخرج خلالها عن كفالة النصوص الدستورية وتأثير قوى النفوذ، وتسمح لقوى اخرى بالتدخل وفرض مشيئاتها السياسية على ارادة الشعب، بما يفتح هذه البلاد على مصير مجهول.

/ ومنذ إعلان الانتخابات قبل اكثر من ستة عشر اسبوعا كان واضحا بان حكم الكتلة الواحدة، بصرف النظر عن رصيدها من المقاعد او التوصيف الدستوري للنتائج التي حصلت عليها، مستحيل، ومستعص، وعرضة للتحديات، كما تم اكتشاف حقيقة موازية هي ان النص الدستوري لا يسهّل، كفاية، تحقيق التوافق السياسي، من غير تكييف بنيته ومعانيه، او تغيير سياقاته ومضامينه، او تجاوز بعض احكامه وملازمه، الامر الذي تعارضه المراجع المعنية بتطبيق الدستور، فضلا عن غياب الاتفاق العام على شكل التغيير والتكييف والتجاوز، والمساحة المشمولة بالتكييف.

/ باختصار، يمكن القول بان الدستور العراقي، الذي لم تتحول غالبية نصوصه التشريعية الى قوانين تفصيلية، يقف عاجزا عن تقديم معالجات لازمة تشكيل الحكومة، بل ان الكثير من مواده، ذات الصلة، تحولت الى عبء على العملية السياسية، يكفي القول ان الخطوة الاولى في تشكيل الحكومة وهي تكليف الكتلة الاكبر تعثرت في عتبة اختلاف التفاسير لمعنى الكتلة الاكبر، فيما تابعنا سلسلة من التفسيرات، وطعون لها، وطعون على الطعون، وتداخل الاستحقاق الدستوري الغامض باستحقاقات اخرى انتجتها مرحلة المحاصصة وعيوبها، وفتحت الباب، بعد ذلك، على اكثر من حريق قد يشتعل في اية لحظة.

/ وفي غضون ذلك، وتحت هذه الاستعصاءات، اندفع المشهد السياسي الى حافة الفراغ، وقد ينزلق اليه اذا ما استمرت الكتل المعنية تتمترس في خنادقها، ورفضت خيار تقديم تنازلات متقابلة من شأنها تصريف الازمة دون المزيد من الانشقاقات وتشكيل حكومة شراكة لا يحتكر سلطة القرار فيها شخص او حزب أو تكتل سياسي، ومثل هذا التدبير متوفر في حافظة التجارب الديمقراطية، وله ما يبرره كبديل عن دخول البلاد في مطب الفراغ السياسي، فيما تحيط بها الكثير من "الاطماع" التي تأمل إشغال الفراغ.

/ وليس من شك في ان احدا من المتصارعين على كعكة السلطة لن يربح في حال انقذاف البلاد الى دوامة الفراغ السياسي، والادق، ان احدا لن ي،عفى من تقديم جزء من الضريبة الباهضة لهذا الانحدار الخطير.. والتقاويم زاخرة بمشاهد عض الاصابع.
 

ـــــــــــــــ
كلام مفيد
ـــــــــــــــ
"
العقل موهبة موزعة على الجميع. المهم، كيف يستعمل العقل طرق الاستنباطات"
                                                                                 محمد أركون


 

free web counter