| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm14mm@yahoo.com

 

 

 

الأحد 5/9/ 2010

 

إثنا عشر (لماذا) بالمناسبة

عبد المنعم الاعسم 

حسْم الترشيح لمنصب رئاسة الوزراء في الائتلاف الوطني لعادل عبد المهدي خطوة في الاتجاه السليم مؤجلة منذ اكثر من ستة أشهر.. خطوة واحدة من بين خطوات عديدة منتظرة ربما اكثر تعقيدا وسجالا، وخذ وهات، ووقت مهدور، واعمال تفجير ، وبرك دماء، وشلل عام، غير انها ازاحت الستار عن حزمة من الاسئلة النائمة تدافعت فجأة الى واجهة المسرح مسبوقة بـ”هل” الخاصة بالاستفهام الذي هو “طلب العلم بشيء لم يكن معلوما من قبل” بحسب النحويين، أو بحسب السيوطي ايضا :” استفهام إنكار، والإِنكار نفي دخل على النفي، ونفيُ النفي إثبات” كقوله في سورة الانعام (148) “هَلْ عِنـْدكمْ مِنْ عِلْمٍ فَتـُخْرِجُوهُ لنا”.
اقول الاستفهام بـ”هل” يخلط الاستدراكات بالمخاوف، فان ثمن خطوة واحدة تتعلق بحسم ترشيح كتلة واحدة لرئاسة الحكومة من ثلاث كتل تتنافس على المنصب كان باهضا بكل المقاييس، وما كان له ان يستمر كل هذا الوقت، وتترتب عليه كل تلك الكوارث، لو احتكم فرقاء الازمة الى مبدأ التنازلات المتبادلة و”تغليب مصلحة البلاد على المصالح الذاتية”كما لاحظ نائب الرئيس الامريكي جو بايدن خلال زيارته الاخيرة الى العراق.
فـ”هل” سيختصر طرفا التحالف الوطني الوقت باختيار مرشح واحد لهما، ام اننا مقبلون على دوامة جديدة من التجاذبات ؟.
وقبل هذا ”هل” ستوضع آليات المفاضلة بين نوري المالكي وعادل عبدالمهدي في غضون ايام قليلة، ام انها ستأكل الوقت المتبقي من التوقيتات الدستورية؟.
وهل سيجري التنافس على سطح الصراحة والتزام الوعود وبشأن برامج وتوجهات سياسية، ام سيجري ذلك التنافس في كواليس ودهاليز واجواء مخاشنات وروايات اعلامية وتسريبات واعمدة دخان؟.
وهل ستتدخل في عملية المفاضلة بين المرشحين قوى من خارج المشهد، ومن خارج الحدود، للتأثير في مناسيب الحظوظ، او للتشويش عليها، ام ان الفرقاء المتنافسين سيغلقون هذا الباب الذي “تأتيك منه الريح” دائما؟.
وهل سيقبل الطرف الثالث”القائمة العراقية” مبدأ التنافس، او التوافق، في عملية اختيار منصب رئاسة الوزراء وهيكلية حكومة الشراكة ووضع هذا الملف على طاولة البحث دون شروط مسبقة، ام انه سيتمترس عند الخط الاول الذي وقف فيه منذ ستة اشهر؟.
وهل ستبقى الكيانات المتنافسة على المنصب في حال تماسك كما كانت عليه غداة اعلان نتائج الانتخابات، ام ان الريح ستعصف بالاوتاد والخيام معا؟.
وهل سيبادر النواب المنتخبون الى عبور التردد فيحضرون جلسة مجلس النواب ويجبرون الساسة على التعجيل بطي صفحات الازمة، ام انهم سيبقون قرارهم رهن ساستهم الى الابد؟.
وهل سيعود الحديث الى مرشح تسوية بعد ان يتعذر حسم المفاضلة في التحالف الوطني، ويتعذر تنازل العراقية عن “حق” تشكيل الحكومة حصرا، ام يجري البحث عن خيارات اخرى تعيد المشهد الى نقطة الصفر؟.
وهل ستمضي خطوات انسحاب القوات الامريكية من العراق في جميع الظروف، حتى مع تأخر تشكيل الحكومة الى شهور اخرى، ام ان الانسحاب سيأخذ ايقاعات ابطأ، وقد يتأخر لفترة اضافية بحسب رغبة الطرفين، العراقي والامريكي؟.
وهل ستكتفي الامم المتحدة، في حال استعصاء تشكيل الحكومة بتقديم النصيحة تلو النصيحة، ام انها ستضطر الى اتخاذ قرار استراتيجي لاحتواء الموقف؟.
وهل ستبقى دول الجوار تتفرج على فصول الازمة “المسلية” وتكتفي بارسال خيوط الحرير من وراء الحدود، ام انها ستضطر الى إظهار ميولها علنا الى هذا الطرف او ذاك؟.
وهل سيترجم اصحاب الازمة وعودهم باعتماد الشفافية والديمقراطية في السباق الى منصب رئيس الوزراء موضع التطبيق، ام ان كلام الليل يمحوه النهار؟.

ـــــــــــــــ
كلام مفيد
ـــــــــــــــ
"
الهي.. هؤلاء عبادك اجتمعوا لقتلي.."
                                      الحلاج


 
جريدة( الاتحاد) بغداد

 

free web counter