| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm14mm@yahoo.com

 

 

 

                                                              الأحد  5 / 1 / 2014


 

8 عناوين فرعية..
لحرب الانبار (*)

عبد المنعم الاعسم 

اولا، لنتذكر ان حرب الانبار الجارية هي آخر حلقة (وليست الاخيرة) من مسلسل طويل بدأ في 19/12/2012 بازمة حمايات وزير المالية المستقيل رافع العيساوي ولو انها عولجت بالحكمة السياسية، لا الفئوية، لوفرت الدولة والمحافظة والساحة السياسية الكثير من الدماء والخراب والاخطار.

ثانيا، الاعتصامات الشعبية في الانبار حظيت بالتعاطف، وكسبت معركة المواجهة الدستورية مع الحكومة، وكانت ستحقق غالبية اهدافها المعلنة لولا السباق المحموم بين ممثليات المحافظة السياسية والدينية والعشائرية لتحويلها الى معركة معادلات طائفية مجهولة النتائج.

ثالثا، كان واضحا عدم رغبة، وانعدام حماس فئات حكومية نافذة، لإنهاء ازمة الاعتصامات وخشيتها من ان تُسجل المعركة نصرا في الحساب الطائفي للمعسكر المعارض، وكان تعنت سياسيي الانبار ذريعة للتنصل من تعهدات الاستجابة لمطالب المعتصمين.

رابعا، تنامي "مغذيات" التجييش الطائفية في الجانبين، ففي ساحة الاعتصام تشكلت (واستُوردت) مجاميع مسلحة اراهبية مع انطلاق شعارات الزحف الى بغداد، وفي احياء بغداد وبعض محافظات الوسط والجنوب نشطت مليشيات مدنية مسلحة تمارس الاغتيالات وتلوح بالانتقام الطائفي، مع تظاهرات لاتباع الاحزاب الحاكمة بشعارات التوعد بالانبار والمعتصمين.

خامسا، كان يمكن ان يستمر الحال (توتر. تهدئة. توتر..) بين الحكومة والانبار حتى انتخابات نيسان، بعد ان تحولت ساحة الاعتصام الى مطبخ سياسي للصفقات والتحضيرات الانتخابية، غير ان الدخول المفاجي للتنظيم الجديد "داعش" عبر الحدود السورية في ايلول من العام الماضي الى ساحة الاعتصام وانتشاره في صحراء الانبار وامساكه بخط الحدود العراقية السورية الاردنية، خلق معادلة امنية جديدة وخطيرة في المنطقة وعلى مستوى العراق، وبدأت على الفور حملة الصحراء العسكرية التي كان لها ما يبررها، إن لم تكن قد تأخرت.

سادسا، اضطرب المعتصمون وخطباؤهم وسياسيوهم ومشايخهم القبلية، بين ان يسقطوا رهائن في مشروع "الدولة الاسلامية" الكارثي او يتخلوا عن الاعتصام، وظهرت، على نطاق واسع، اتجاهات جادة لنبذ العنف والعودة الى الى التسوية عبر التفاوض، مقابل اتجاه معاكس لبعض السياسيين نحو ركوب مركب الحرب خلف داعش، لكن القوات الحكومية لم تنئ بنفسهاعن حدود مدينة الانبار ولم توفر الفرصة الى مزيد من الفرز المحلي قدما الى إحياء الصحوات لمقاتلة مجموعات الارهابيين.

سابعا، لقد الحقت حركة داعش ذات الهوية الطائفية المتطرفة ابلغ الضرر بمصالح محافظة الانبار ومستقبلها، وبسمعة مراجعها، وبمطالب سكانها المشروعة، مثلما اعطت للانتقاميين الطائفيين في الجبهة الاخرى افضل الفرص لتعميق الاحتقان الطائفي، ونشر شعارات الحرب على الانبار وما تمثله.

ثامنا، جرى ويجري استخدام ملف ازمة الانبار في التأليب والتسقيط والتزاحم على المواقع، وفي التعبئة الانتخابية، وظهر الى العلن سباق بين فرقاء الأزمة على ارتكاب الخطأ نفسه: اهلا بمقاعد البرلمان والامتيازات.. ووداعا للعراق.

"ان اخطر فترة في حياة اي كيان سياسي هي الفترة التي يقرر فيها ان يكون واقعيا".
                                                                                               محمد حسنين هيكل


(*) نشر المقال في جريدتي (الاتحاد) و(طريق الشعب) - الاحد 5 / 1 / 2014




 

free web counter