| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm14mm@yahoo.com

 

 

 

السبت 5/6/ 2010

 

سايكوباثية اسرائيل

عبد المنعم الاعسم 

بعد الغارة الهمجية التي شنتها الدولة الاسرائيلية على ناشطين عُزّل كانوا يتضامنون، بالمساعدات الانسانية، مع ما يزيد على مليون ونصف المليون من السكان الفلسطينيين في قطاع غزة، فرض عليهم المحتلون حصارا وتجويعا شاملا، واغلقوا عليهم كل منافذ الاوكسجين، واخضوعهم الى عقاب جماعي لا سابق لقسوته ووحشيته ولا انسانيته..

وبعد سلسلة من الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الاحتلال بالاعتقالات الجماعية وتجريف ومصادرة مساكن واحياء السكان الاصليين، وفرض ابشع قوانين واجراءات الردع والارهاب، واكثر من مائتي قرار ادانة للامم المتحدة، وقرارات إبطال الاحتلال واجراءاته ضربها المحتلون، جميعا، عرض الحائط..

وبعد طائفة من حملات البلدوزرات وسياسات التغيير والضم والتطاول لتهديم البنى التحتية واماكن العبادة والشواهد التاريخية والدينية المقدسة في فلسطين، واستخدام القوة الغاشمة، وسياسات الإذلال والمهانة والتمييز والعنصرية بحق سكان فلسطين، جيلا عن جيل..

وبعد حقبة متواصلة من الحروب والاعتداءات والاجتياحات، شنتها اسرائيل، في البر والبحر، وطاولت بلدانا وعواصم مجاورة وبعيدة، واشعلت خلالها الحرائق والتوترات والتداعيات التي هددت الامن والاستقرار في المنطقة والعالم..

وبعد ان هربت اسرائيل، وتهربت، عن فرص التسوية السلمية للصراع العربي الاسرائيلي، واحرجت اصدقاءها وحلفاءها، ومزقت جميع التنازلات ومبادرات حسن الظن التي قدمها الفلسطينيون والعرب وجيرانها، وتعاملت معهم بغطرسة، وإمعان بالاستفزاز والتنكر وسوء القصد والحيلة..

اقول، بعد كل ذلك، هل يمكن لأحد، أو متنبئٍ، او محلل بارد الدم، ان يخمّن المدى الذي تحتاجه الدولة الاسرائيلية لتكون مقبولة من جيرانها؟ وان تنعم يوما بعلاقات منتجة، وآمنة، ومتكافئة، مع شركائها في الجغرافية والمناخ والبحار والفضاء؟ بل، هل يمكن ان تكون اسرائيل، يوما، مقبولة من هذا الاقليم، بجميع اممه وبلدانه، حيث اضرمت فيه كل حطب الاحقاد والانتقام والحسابات النائمة؟.

هذه الاسئلة مشروعة إذ اندلعت الآن في اروقة كثيرة، في وقت تهتز النظرية البالية حول انتماء اسرائيل الى الامم الاوربية، ويعتقد بعض المحللين بان مصالح اوربا في الشرق الاوسط لم تعد قادرة على القفز من فوق اسرائيل، فيما يستحيل إشراك اسرائيل في منظومة العلاقات بين اوربا والعالم الاسلامي، وقد لا يجد المراقب من تلك النظرية سوى اشارات للدعم العسكري وبعض مفردات تجارية غير ذي اهمية (تفاح يافا) وينظرون باستخفاف الى بعض الانشطة التي تشترك فيها اسرائيل مع شركائها الاوربيين وآخرها البرنامج الترفيهي الراقص(يورب كيت تاليوت).

في العمق، يمكن للمحلل الموضوعي ان يرصد في جملة هذا السلوك الاسرائيلي نزعة سايكولوجية عدوانية تقرب من “السايكوباثية” التي تضع صاحبها دائما في ريبة حيال الاخرين ومواجهة مع البيئة التي تحيطه، ويقول الاطباء المتخصصون، بهذا الصدد، بان السايكوباثي يفتقد الحكمة، ولا يتعلم من تجاربه، ولا يردعه العقاب، وهو احمق في افعاله التي غالبا ما تكون همجية، ومفاجئة للجميع.. ومثيرة للامتعاض.

ترى من هو الذي لم يمتعض حين رأى مجزرة اسطول الحرية على مشارف غزة؟.
 

ـــــــــــــــ
كلام مفيد
ـــــــــــــــ
"
لا تكن كقمة الجبل، ترى الناس صغاراً، ويراها الناس صغيرة"
                                                                 شكسبير

جريدة(الاتحاد)بغداد


 

free web counter