| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

malasam2@hotmail.com

 

 

 

الجمعة 4/7/ 2008

 

حياد مرجعية النجف

عبدالمنعم الاعسم

يحتاج المتحدثون باسم المرجع الاعلى السيد علي السيستاني، وللحاجة ما يبررها، التأكيد، اكثر من مرة، وآخرها قبل اسبوع، على انه سيكون حياديا بين المتنافسين في الانتخابات المقبلة، وانه –وهذا الجديد- ينظر بعدم الرضا الى استخدام اسمه ومقامه، في السابق، لكسب الاصوات، وتمرير سياسات وسلوكيات ومواقف اضرت بمصالح الجمهور والبلاد وانتجت صراعات وصفقات شنيعة، واساءت، قبل كل شئ، الى سمعة المرجعية وهيبتها.
واهمية التأكيد المتكرر على حياد المرجعية املتها، كما يبدو، تزايد محاولات بعض الاحزاب المتنفذة الاحتفاظ بمواقعها التمثيلية في السلطة والسطوة، عن طريق احتكار ورقة المرجعية، واختطاف التمثيل باسمها، ما عبرت عنها تصريحات وتلميحات في خلال مناقشة قانون الانتخابات، كما املتها كثرة من الدعوات التي اطلقها ممثلو ووجوه وشخصيات الوسط الشعبي في وسط العراق وجنوبه باجراء انتخابات تنافسية بعيدا عن تدخل المرجعية، بعد ان امعنت التنظيمات التي نالت تأييد المرجعية سابقا في التنكر لامانة الولاء وتحللت من التزامات الحد الادنى من فروض خدمة المواطنين والتعامل معهم بروح التضحية والمساواة واحترام الكرامات.
وفي هذه المرة، كان المتحدث باسم المرجعية واضحا بالاعلان الصريح عن ان 'المرجع السيستاني لا يمكن أن يدعم سرا أو علنا أية قائمة انتخابية' واكثر وضوحا في تسمية الاشياء باسمائها في عدم استعداد السيد السيستاني على ان يكون واجهة لتكرار واعادة ومواصلة التجربة السابقة التي وصفها المتحدث بـ"المآسي" وقال بالنص: 'المآسي، التي تلقاها الناس من تلك القوائم الانتخابية' والقول الفصل ايضا بإلنص غير القابل للتأويل على ان 'المرجعية الدينية ارتأت أن لا تدعم أية قائمة انتخابية في انتخابات مجالس المحافظات القادمة في ضوء ما أظهرته نتائج الانتخابات السابقة'.
لنتذكر، فقط، بأن القائمة الانتخابية التي تلقت دعم وتأييد المرجعية في الانتخابات السابقة، وكسبت اصوات الملايين بأسمها وادارت الحكومة من زخم ثقلها الروحي والمعنوي وتحت معاينتها كانت تضم سبعة عشر جماعة سياسية دينية، سرعان ما تشظت، ولا تزال تتشظى، الى كتل وتحالفات وشخصيات متناحرة، كما تقاتلت على المناصب والنفوذ، وارتبطت باسم بعضها مليشيات وفساد وتصرف بالمال العام وانتهاكات بحق الملايين، وجرّت المدن والارياف التي صوتت الى جانب المرجعية الى حروب محلية وطائفية وتصفيات حساب ومزارع حشيش، وحوّلت الاحياء الى ترسانات سلاح وسواتر بين المتقاتلين، وسالت، في ظل ذلك، دماء زكية ودموع ساخنة، ولم يكن اصحاب الصراع وهوس الكسب الحرام ليسمعوا نصائح المرجعية ونداءاتها المتكررة بوجوب العودة الى العقل والاشفاق على المدنيين الابرياء والتوجه، بدل التقاتل، الى تأمين الخدمات والاستقرار ولقمة العيش الآمنة للملايين.
لقد منحت مرجعية السيد السيستاني الى بعض(اقول بعض) الفئات السياسية الدينية فرصة تاريخية لتعبر الى ضفاف المستقبل كقوة شعبية، لكنها سقطت في منتصف الطريق، تلك هي العبرة التي تسجل لمقام السيد السيستاني.. لمن يعتبر طبعا.
ــــــــــــــــــــــ
.. وكلام مفيد
ـــــــــــــــــــــــ
"
الاعتراف بالخطأ فضيلة"
                         حكمة
 





 


 

free web counter