| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm14mm@yahoo.com

 

 

 

الأثنين 3/1/ 2011

 

لماذا يُستهدف المسيحيون؟
ومَن يستهدفهم؟

عبد المنعم الاعسم 

من السذاجة السياسية التساؤل عن السبب الذي يدفع المجاهدين الاسلاميين الى استهداف المسيحيين في العراق، وغيره، هذا إذا كان التساؤل بريئا وباحثا، بحق، عن اجابة شافية، لكن ثمة من يثير هذا السؤال، وعن قصد، لتعويم المسؤولية عن هذه الجريمة المروعة في متاهات نظرية المؤامرة، وتصريفها في اقنية ورطانات، ولا يتوانى هذا البعض، الذي يتقن الضجيج واللغو، عن إبداء الشفقة الباردة واللفظية والمغشوشة على المسيحيين، والتذكير المكرر والممل بان الاسلام "برئ" من هذه الاعمال اللاانسانية ليوحي ان المهاجمين ربما من اتباع ديانة اخرى، أو انهم "مدسوسون" من قبل قوى مجهولة، او- في افضل التبريرات نعومة- ان الفاعلين لم يقرأوا كتاب الله جيدا.
وباستثناء السذج الذين لا يعرفون حقا لماذا يستهدف الارهابيون المسيحيين وكنائسهم، وكذلك باستثناء الذين "يعرفونها ويحرفونها" فان الخطاب الارهابي المحمول في النداءات الصوتية لابن لادن والظواهري وابو قتادة وشيوخ مساجد التطرف في اليمن وعمان والدوحة، المكتوب والمصور والمسموع، لا يبقي مجالا للشك في ان استهداف المسيحيين جزء من المشروع الارهابي الدولي الذي يقوم، اساسا، على فكرة الحرب بين الاسلام والنصارى. بين دولة الخلافة الجديدة والدول الكافرة. متفرعة عنها حروب تفصيلية اخرى بحسب ما يتاح للخلايا النائمة من فرص للضرب والتفجير واقامة المذابح بما يبقي "حرب التقوى" مستمرة، وحرائقها مشتعلة.
علينا هنا ان نتوقف قليلا عند واحدة من اركان الخطاب الارهابي التعبوي، التجييشي، وهي عبارة "الاحتلال الصليبي" او "التحالف الصهيوني الصليبي" التي وضعها ابن لادن في خطاب الهجوم على مركز التجارة الدولي في ايلول 2001 واعلن حينها بان كل مسيحيي العالم رهائن "لدى المجاهدين" ورسخ هذه الفكرة في البرنامج السياسي للمشروع الجهادي الارهابي الذي اطلقه في مطلع ايار 2005(ونصه موجود الآن على جميع المواقع التابعة للقاعدة وانصارها) ووردت فيه عبارة "العدو الصليبي" لاكثر من عشر مرات، وتخلله (انتباه رجاء) بيت من الشعر لابن لادن، يقول:
والأمةُ الكبرى غدت ألعوبةً ..... يلهو بها القسيسُ والحاخامُ
بغدادُ يا دارَ الخلافةِ ويحكِ ..... ما بالُ طهركِ دنّسَته طُغَامُ
وفي مجتزءات المناقشة التي جرت(وأذيعت) بين مخططي الهجوم على كنيسة سيدة النجاة ورعاة من الكنيسة، قال "امير بغداد" لما يزعم انها دولة العراق الاسلامية، وكان وجهه بعرض الشاشة الملونة "انتم كفار وفق ما نقرأه" وليس ذلك سوى تقرير ما هو تحصيل حاصل للحقيقة الساطعة: ان الكراهية ضد الاديان زيت المشروع الارهابي العالمي، ومحتواه" والحقيقة التفصيلية العراقية بان المسيحيين العراقيين يدفعون حياتهم مرتين، مرة على يد الشراذم المسلحة لهذا المشروع، ومرة اخرى، على يد اولئك الذين يبرئون تلك الشراذم من المسؤولية.
وطبعا، لاولئك وهؤلاء شركاء بيننا.

ـــــــــــــــ
كلام مفيد
ـــــــــــــــ
"
تزداد الكلاب السائبة دائما، لاننا نرمي البقايا دائما"
                                                     قول مأثور

 
 

free web counter