| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm14mm@yahoo.com

 

 

 

                                                                                         الجمعة 3/6/ 2011

 

المالكي - علاوي..
والحل

عبد المنعم الاعسم 

اذا كانت جميع الخيارات البديلة عن حكومة الدوامة الحالية بين ترقيعية وصعبة ومستحيلة فانه لا مفر من حكومة الشراكة (انقاذية) للعبور بها الى موعد الانتخابات 2014 او الى انتخابات مبكرة.
مقابل ذلك، فانه، كما يبدو، قد فات الوقت (وترجعت الامكانيات) على تشييد شراكة حكومية نموذجية (حقيقية) يشارك خلالها الجميع في سلطة القرار ويتضامن فيها الجميع في السراء والضراء وتنضبط فيها معادلة الامتيازات بحيث لا تحل المصالح الفئوية محل مصالح الشعب.
وفي مرمى هذا الاستنتاج الذي توصل اليه ايضا (على نحو ما) فرقاء الازمة السياسية، فان قاطرة الشراكة الانقاذية هذه تحتاج الى سلة خطوات (تنفيسات. صفقات. تراجعات. صحوات) من جميع الاطراف، وبخاصة من كابينة دولة القانون، وفي المقام الثاني من ائتلاف العراقية، من شأنها ان تحقق الحد الادنى من اجواء ومستلزمات العمل الائتلافي لتحريك ماكنة الدولة المشلولة، وتأمين الحد الادنى من فروض الاستقرار السياسي.
وتزداد القناعة لدى المراقبين والمحللين بان المعسكرين المتصارعين (المالكي. علاوي) يعرفان حقا، وافضل من غيرهما، سبل الانتقال الى البديل المتاح الذي يجنبهما (ويجنب العملية السياسية والبلاد) اخطار الانهيار، كما يعرفان، وقبل غيرهما ايضا، ان تقسيم السلطة والامتيازات ليس كمثل تقسيم الكعكعة، وقد اظهرت لهما (كما يُفترض) التجاذبات وعض الاصابع لخمسة عشر شهرا منذ انتخابات آذار 2010حقيقة ان الكعكعة العراقية اكبر من ان تبتلع بسهولة، عدا عن حقيقة ان ثمة لاعبين ذوي وزن في الساحة يكسرون على الدوام احتكارهما للعبة ويمنعون بما اوتوا من تأثير اقامة فريق حكومي من معسكري المالكي وعلاوي.
وحتى تتكامل عناصر هذه القراءة فان علينا ان نضيف لها المشكلات العويصة التي يواجهها كل من المالكي وعلاوي في داخل تكتلهما، إذ تقف خطوط التحدي من زعامات وتيارات وجيوب صنعت فوزهما الانتخابي حائلا دون الخروج الى صفقة ثنائية تعبر بالمشهد السياسي الى مسار آخر، او الى محور ذي مستقبل منظور.
وليس من باب التسرع القول، وعلى ضوء النتائج التي نراها بالالوان الطبيعية، بان الشراكة الانقاذية المتاحة، والتي هي الخيار الذي لا مفر منه، من قبل المالكي وعلاوي، ستبقى شراكة محاصصة، المدافعون عنها سيتمترسون في القول انها التوافق المطلوب والبديل عن المواجهة والدوامة والاحتراب، والمعارضون لها سيشككون في نزاهة الاسباب التي تصنعها، وهو السطح الذي ستتدحرج عليه الاحداث والمواقف لما تبقى من مرحلة الدورة الانتخابية الحالية.
المراقب الموضوعي، والقريب من الاحداث، يرصد في ما بين سطور تصريحات المالكي وعلاوي الكثير من المؤشرات على انهما غير سعيدين بان تضعهما الاحداث في بوز المدفع.. فيما يقف وراء المدفع رماة لا يخطئون التسديد دائما.

ـــــــــــــــ
كلام مفيد
ـــــــــــــــ
"لنكن متفائلين، فالطب قد اكتشف من الأدوية أكثر مما هناك من أمراض
"
                                                                                  الفريد كابو


جريدة(الاتحاد)
 

 

free web counter