| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

malasam2@hotmail.com

 

 

 

الأربعاء 31/10/ 2007



الوجه الخلفي للرسالة التركية

عبدالمنعم الاعسم

الخطاب الذي بعثت به تركيا الى العراق والعالم كله واضح، هو غريب لأنه يقول: نريد القضاء على التمرد المسلح الذي يتخذ من الاراضي العراقية مركزا لنشاطه لكن بالطريقة التي نراها نحن وبالسبل التي نقررها نحن، وليذهب العالم ومعاهداته وتحذيراته الى الجحيم، لكن الوجه الخلفي لهذا الخطاب يقول من دون مواربة: لدينا اهداف من وراء التجييش على العراق غير استئصال حزب العمال الكردستاني في مناطق اقليم كردستان العراق.
في تفاصيل المظروف التركي اسئلة اكبر من كل هذا المسرح الذي يعده الجنرالات الاتراك لعملية مثيرة للاحتجاج في كل مكان، هو التالي: هل تشكل المجموعة الكردية المتمردة تهديدا للسيادة التركية حقا؟.
الخطاب التركي استفزازي بجميع المقاييس السياسية والدبلوماسية والاخلاقية، إذا اخذنا بالاعتبار ان مايزيد على خمسين دولة من دول العالم، وبخاصة في قارتي اسيا وافريقيا، تواجه حركات مسلحة بهويات قومية ودينية وسياسية، وتتخذ من مناطق الحدود مواقع وهوامش لانشطتها العسكرية، وثمة الكثير من الدول المعنية (المغرب والجزائر مثلا) دخلت في مخاشنات واتهامات، لكنها سرعان ما استندت الى حكمة العقل وقواعد حل بؤر التوتر بالتفاوض تجنبا للمواجهات الحدودية، مجهولة النتائج.
لكن تركيا شاءت ان تخرج على تلك القواعد، وظهر موقفها الغريب جليا حين قدم العراق، واقليم كردستان معا، موقفين حظيا بتفهم اقليمي ودولي، الاول، تجريم استخدام الاراضي العراقية لتهديد امن واستقرار الدول المجاورة، وخص بالذكر الجماعة الكردية المسلحة التي تنتمي الى اكراد تركيا، والثاني، الاستعداد للتنسيق الميداني مع الجهات التركية لوقف اي عمل مسلح ينطلق من الاراضي العراقية لجهة تركيا، وقدم الوفد العراقي في انقرة خارطة تفصيلية للالتزامات والخطوات التنفيذية لترجمة (الاتفاق المفترض) الى الواقع. كان الرفض التركي قد كشف مرة واحدة بان “وراء الاكمة ما وراءها”وان القضاء على البي كي كي ليس هو الهدف من وراء الحمية العسكرية التركية، وقد ذهب الكثير من المحللين والمراسلين الدوليين صوب اثارة البحث في الاسباب الحقيقة من وراء التصعيد التركي العسكري على بلد يمر باكثر ظروفه حراجة منذ تشكيله على الخارطة الدولية المعاصرة.
يحق للمراقب ان يذكَر، على ضوء هذا التطور الخطير في الموقف التركي بان دول عالم اليوم تفكر الف مرة قبل ان تشن الحرب على جارتها لاسباب من جنس السبب الذي تدعيه تركيا، وهو ملاحقة جماعة مسلحة متمردة، وفي ذاكرة هذه الدول تلك الحرائق التي اودت بملايين البشر وثروات ودموع وتوترات بسبب مغامرات صدام حسين.
اتحدث عن دول عالم اليوم وعن معايير وقواعد واحكام وضعها المجتمع الدولي في ارقى الصياغات والتطبيقات.. واتساءل: من اي عقلية، إذن، تنطلق حسابات اصحاب الحرب التركية على العراق؟.
ـــــــــــــــــــــ
.. وكلام مفيد
ـــــــــــــــــــــ
من المناسب ان يدعي المرء الحماقة احيانا ”.
                                            
ميكافيلي

 


 

Counters