| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

malasam2@hotmail.com
 

 

 

 

 

الثلاثاء 31 /10/ 2006

 

 

الحل عبر الكومبيوتر


عبدالمنعم الاعسم

صدق بعضنا، وربما له بعض الحق، ما ذكره دوغلاس هاملتون الباحث الشهير في قضايا العنف الدولية من ان حروب القرن الواحد والعشرين سترسمها اجهزة الكومبيوتر والانسان الالي (الروبوت) ولاحظ هذا البعض ان الولايات المتحده سبقته الى هذا الاعتقاد، وانها عكفت منذ زمن على التعامل مع عناوين الصراعات في العالم من خلال صمامات هذا الجهاز الشيطاني وقدراته الاسطورية على تقديم اجابات وخدمات، لم تكن طواقم الموظفين المحترفين ستقدمها بهذا السرعة والدقة المذهلة، وصارت تمده بالارقام والاسماء والتوصيفات ليدور على نفسه ثم يفتح نافذة صغيرة بالنتائج، وقال هاملتون ان ثمة 24 حربا اقليمية ومحلية يديرها اصحابها ، او يدير مفاتيحها، الكترونيا، بمن فيهم قادة مليشيات وعصابات لم ينالوا تعليميا ابتدائيا حتى.
البحث في سلامة، او عدم سلامة، هذا الاعتقاد ليس موضوع هذه الجملة، على الاقل في ما يتعلق بالدوامة العراقية الدموية المضنية، حيث لا يحتاج الرعاع المسلحون الذين يخططون لقتل اكبر عدد من المدنيين الابرياء، في اجزاء من الثانية، هي وقت الضغط على نابض التفجير المدوي والمجنون، الاطلاع على قدرات الكيبورد السحرية وعلى جداول ردود الفعل للصدمات، قدر حاجتهم لانصرافنا عنهم، وانشغالنا في البحث عن آيات قرآنية وديباجات تتحدث عن الاخوة والتسامح .
اقول، الحرب التي تشن على العراقيين، وتحول ملايينهم الى مشروع جثث على الارصفة ومنعطفات الطرق وثلاجات المستشفيات تتحدى نظرية هاملتون عن دور الكومبيوتر في الحروب المعاصرة، ذلك لان اصحاب هذه الحرب، لم يطلعوا على المعادلات والجداول وعلوم التقنية، وهم يجهلون ازرار الكيفيات الالكترونية ومفاتيح الكومبيوتر ومهارات الديجيتل، وقال لي مسؤول امني عراقي ان اجهزة الكمبيوتر التي يتم العثور عليها في مخاوير الارهابيين ومخابئهم لم تُحمّل باية خدمات ذات طبيعة علمية ومعرفية أوعسكرية، وان غالبية الاستخدامات تنحصر في برامج دينية جهادية غوغائية ولعب الكرتون والصور الجنسية المتحركة، حيث كان الانتحاريون والتفجيريون يزجون وقتهم في ما يبعدهم عن التفكير في بشاعة الجريمة التي يرتكبون.
وقد يسأل سائل: مالعمل معهم؟ وهو سؤال مشروع يثير اشكالية استخدام الاساليب في المواجهة، فلا يصح ان تقاتل رجالا في الغابة بالدبابات ولا ان تصطاد الضباع بشباك صيد الاسماك، ولا ان تخاطب المجانين بمنطق العقلاء..وهنا اعيد القصة التالية التي سبق ان ذكرتها في سياق آخر: صعد مجنون هارب من المستشفى منارة بقصد الانتحار وحار جمهرة من الناس في اقناعه بالعدول عن ذلك، الى ان جاءهم طبيب المستشفى بمجنون آخر، فما كان منه إلا أنْ نادى المجنون الاول قائلا: إذا لم تنزل فساقص المنارة بالمنشار، وسرعان ما نزل المجنون العاصي راكضا، طائعا.
سمعت احدهم يقول من على شاشة ملونة: انا، وليس غيري، مَن يستطيع اقناع الجماعات المتطرفة بوقف اطلاق النار والنزول من الشجرة..
لا تعليق.
ـــــــــــــــــــــــ
..وكلام مفيد
ـــــــــــــــــــــــ
لا تجادل احمقا، فقد يخطئ المشاهدون التمييز بينكما ”.
                                                     حكيم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
جريدة(الاتحاد) بغداد